تزداد لهفة الفتيات على الزواج المبكر حتى يلحقن بقطار الحمل، خصوصا في ظل ما هو متداول بين النساء حول السن المتاح أو الأمثل للحمل..
وبعيدا مما هو متداول نذهب فوراً إلى ما هو مثبت علمياً حول العمر المتاح للحمل فيه، وهو بصفة عامة يكون قبل انقطاع الطمث، لكننا نترك الحديث في هذا الأمر للدكتور عبد السميع حسن خليفة أستاذ وجراح أمراض النساء والعقم بطب الأزهر، الذي يحدثنا عن ذلك تحت العناوين التالية:
مشاكل محتملة
يقول الدكتور خليفة: لا يوجد سن محدد للحمل فالمرأة يمكنها أن تحمل في أي وقت ترغب فيه، إلا أن أفضل سن للحمل هو من 20 إلى 35 عاماً، لأن البلوغ يكون قد اكتمل عند سن الـ 18 عامًا، وتكون بلوغ البويضات في حجم جيد والمرأة نفسيا ومعنويا أفضل وجسمانيًّا وصحيًّا جاهزة للحمل والرضاعة والولادة والتربية، وقد تظهر المشاكل في الحمل إذا كان أول حمل لها، أو إذا كانت قد حملت قبل ذلك كثيرا، كما تزداد مشاكل الحمل مع مرضى السكر والضغط ومرضى القلب أو الروماتيزم والأنيميا، وذلك لأن الحمل يزيد من حدة هذه الأمراض لديهم، إذ يزيد لديهم السكر والضغط ويزيد من ضربات القلب والدورة الدموية لدى الحامل..
ويضيف: كما قد تزيد نسبة التشققات في الجلد وذلك في السن الكبير؛ لأن البويضة نفسها تكون عجزت، وتزيد نسبة التشوهات الخلقية للجنين إذا كان عمر الأم فوق الـ 45 خاصة إذا كان الزوجان من الأقارب. كما تزداد المشاكل أيضا لمن ولدت كثيراً لأن التكرار يضعف الرحم، فتكون المرأة معرضة أكثر لانفجار في الرحم، وتكون معرضة أكثر للإصابة بالأنيميا مع الحمل والرضاعة المتكررة، فكلما زادت مرات الحمل كلما زادت الأخطار، خاصة مع الحمل الخامس، وتنعكس الخطورة على الجنين أيضا فنجده يتخذ وضعاً غير سليم، فيما قد تنزل المشيمة إلى مكان غير مناسب.
ويقول الدكتور خليفة: كذلك الحال لمن هن أقل من العشرين، حيث يشكل الحمل خطورة كبيرة لأن جسم المرأة في ذلك العمل لا يكون قد اكتمل بعد، كما أن الحوض لديها يكون ضيقا، فضلا عن قلة الوعي عما يحيط بالحمل..
الرعاية الطبي
وعن الرعاية الطبية يقول الدكتور خليلفة: لا بد أن تكون الولادة في مستشفى مجهز بغرفة عمليات كاملة وبنك للدم، بالإضافة بالطبع إلى الطبيب الجيد مع كافة الأطقم البشرية اللازمة، والأجهزة المساعد كجهاز ضغط الجنين وجهاز قياس نبضات القلب للجنين وجهاز يسجل رسم قلب الجنين أثناء الولادة مع انقباضات الرحم لكي يعطي إشارات عن وضع الطفل أهو مريض أم سليم، أم أن الولادة تتطلب عملية قيصرية، ومع كل ذلك ومع وجود المحاليل والمسكن والتخدير تتم الولادة بشكل جيد.
ويدعو الدكتور خليفة إلى الاهتمام بفترة ما قبل الحمل نفسه، وذلك بعمل فحص راغبي الزواج لمعالجة ما لدى المرأة من أمراض قبل الحمل، أما أثناء الحمل فالرعاية الطبية للحامل بعد الـ 35 عاما تتضمن رؤية الطبيب بأن الاستشاري لها لمعرفة وضعها الصحي بالكامل من خلال فحص شامل، بالإضافة لعمل موجات صوتية لتأكيد الحمل وتشخيصه وعمر الجنين.
ويضيف: بعد ذلك نقوم بعمل تحاليل خاصة بالحامل يتضمن الهموجلوبين وتحديد فصيلة الدم، وفي بعض الأحيان نحتاج إلى تحليل بول ورسم قلب وتحليل كبد وكلى، وذلك إذا كان هناك سابق مشاكل للحامل مع إجراء تحليل سكر، صائم وفاطر، وإعطاء الفيتامينات اللازمة، على أن تكون المتابعة الدورية لأصحاب الأمراض كالسكر والضغط كل أسبوعين، أما الحالات الأخرى فيتم مراعاتها كل شهر من ضغط ووزن.
التغذية السليمة
الحامل فوق الـ 35 يتم إعطاؤها فيتامينات ومعادن ووضع نظام تغذية مناسب لحالتها الصحية مع مراعاة ألا يزيد وزنها طيلة شهور الحمل عن 10 أو 15 كيلو، أما من هن تحت الـ 20 فيجب أن تزيد من تناول البروتينات بسبب عدم اكتمال نمو جسمها، لكن بصفة عامة فإن على الحامل الاهتمام بتناول الخضروات والفاكهة واللبن والزبادي، والنصائح لمريضات السكري والقلب أن يتجنبن الأطعمة المملحة مع زيادة تناول الألياف والبروتينات، على أن تقلل المريضات بالسكر تناول الكربوهيدرات والسكريات. وبالنسبة للرضاعة والرضاعة في فئتي العمر تكون طبيعية إذا لم تكن الحامل تعاني من أي مشاكل، إلا أن الأمر يصبح أكثر صعوبة مع من هن أقل من الـ 20 لأنه لا يكون لديهن خبرة ولا صبر على الرضاعة.
ممنوعات من الحمل
وفيما يتصل بالممنوعات من الحمل يقول الدكتور خليفة: هناك نساء يمنعن من الحمل فوق الـ35 عامًا كمريضات القلب المؤثر على الشريان الرئوي لأنهن لا يتحملن الحمل، كذلك مريضات السكر اللاتي لديهن مشاكل في الكلى، ومريضة الفشل الكلوي والضغط العالي فوق 200؛ لأن الحمل في هذه الحالة يحدث مشاكل في الكلى والمخ، أما المريضة بمرض يمكن علاجه فإنه يمكنها الحمل، أما إذا كانت مريضة بمرض يصعب الشفاء منه فيمنع الحمل؛ لأن الأدوية التي ستأخذها الحامل ستؤثر على الجنين وتحدث تشوهات ومشاكل في المشيمة.
ويضيف: وعلى سبيل المثال فإن هناك خطورة على مريضات الفشل الكبدي ومريضات السكر اللاتي يأخذن أدوية أنسلوين أو التي تعاني من ورم وتأخذ علاجًا كيماويًّا، أما من هن تحت العشرين فلا تمنع من الحمل سوى من تعاني من تشوهات خلقية وأمراض في القلب ونقص في الأوكسجين، أو من تعاني من ضيق الشريان الرئوي فإنها تمنع من الحمل نهائيًّا.
أوج – هدير عاطف
دمتي بخير
ـــــــــــــــ
