قاعدة لطالب الله والدار الآخرة من الشريعة 2024.

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .

ثم أما بعد :

هناك قواعد ينبغي للإنسان أن يجعلها نصب عينيه دائما ذاك لأنها تعتبر كالأسرجة الهادية له في الظلمة الحالكة التي قد تعتري قلبه من جراء الذنوب والخطايا ومن منا يسلم من الذنوب !

، ومن هذه القواعد القاعدة المكتوبة أدناه :

** طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيره و طلبه إلا بالآتي :

1* حبس قلبه في طلبه ومطلوبه ، وحبسه عن الإلتفات إلى غيره.

2* حبس لسانه عما لا يفيد وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه .

فكما هو معروف أن الكلام ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

1- محرم ، ومكروه ، ومباح .

وفي الحديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت…..)

وعليه فما كان من الكلام خيرا محققا يثاب عليه فليتكلم به، وإلا فليمسك .

والكلام المباح يندب إلى الإمساك عنه مخافة أن يجر إلى محرم أو مكروه .

( وهذه النقطة هامة جدا ، لأننا معشر النساء أغلب كلامنا مباح وإن أردنا الصدق بعيدا عن المجاملات الكاذبة فإننا وبصراحة دائما ما نقع في الغيبة إلا من رحم ربي ، والغيبة محرمة قطعا ، والأدهى من ذلك أنّ منّا من ينتصح إذا نصح ومنا من تخدره الكبرياء …!!

أسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الخوض فيما هو محرم ، وأن يغفر لنا ويرحمنا …آمين

3* حبس جوارحه عن المعاصي والشهوات ، وحبسها على الواجبات والمندوبات ، فلا يفارق الحبس حتى يلقى ربه فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه.

ولي تعليق بسيط على مفهوم ( الحبس ) فقد يقصد به أنه بالنسبة للجنة يعتبر حبسا وهي مآل المؤمنين في الآخرة.

وقد يقصد به أنه بالنسبة لمن هم حديثي عهد بالإستقامة والطاعة يعتبر حبسا ثم إذا ترسخ الإيمان في قلوبهم تقلبوا في النعيم الدنيوي قبل الأخروي ويبقى ذلك سجنا وحبسا مقارنة بجنة النعيم .

أسأل الله أن نكون من أهلها .

في الأخير :

إذا أراد فلاح أن يحول قطعة أرض إلى جنة مليئة بالأشجار الباسقة والثمر الطيب والريحة الندية ، فإنه لابد وأن يقوم بالإعتناء بهذه الأرض وحرثها وإصلاحها وتأهيلها للزراعة وغرس البذور فيها وإزالة كل ماهو ضار ويعيق عملية الزرع والإثمار………….. حسنا……. هكذا هو القلب تماما …. هو كالأرض تحتاج منا إلى قلبٍ وحرثٍ وإصلاح وتأهيل ثم نقوم بعملية البذر ، ونتاعهد البذرات بالسقيا اليومية لننعم بعدها بجنة الإيمان في قلوبنا

فقد كان من أحد أقوال بن تيمية رحمه الله تعالى :

( مايفعل أعدائي بي أنا جنتي في صدري أينما ذهبت فهي معي )