كن داعياً: إن الدعوة إلي الله ــ أخي الكريم ــ وظيفة الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام وهي صمام الأمان لمسيرة هذا الدين العظيم، والدعوة إلى الله تأتي مباشرة بعد تنقية النفس من شوابئها، وتطهيرها من الأكدار، فمتى ما قوم المسلم معوج نفسه، وعدل مائلها، فعليه بالاتجاه إلي طريق الدعوة وأن يكون داعياً إلي الخير آمرا بالمعروف وناهياً عن المنكر.
كن داعياً – يا رعاك الله – واعلم أن خيرية هذه الأمة مرتبط ارتباطا وثيقاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالي: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر}… آل عمران الآية 110.
كن داعياً – واعلم أن الله تعالى قد قرن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإيمان بالله قال تعالي:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}… آل عمران110.
كن داعيا – ولا تأبه بما ستواجه من عوائق وعقبات في طريق الدعوة وتذكر أن آدم تعب من أجلها، وناح لأجلها نوح، وقذف في النار إبراهيم، وأدخل السجن يوسف، وشكى الضر أيوب، ونشر بالمناشير زكريا، والتقم الحوت يونس، وسافر من بلاده موسي، وعاصر أنواع الأذى وأشكال العذاب نبينا محمد صلي الله علية وسلم.
كن داعياً – في كل مكان وتحت أي ظرف فلقد دعا حبيبك محمد صلي الله علية وسلم في السر والعلن، وفي السفر والحضر، وفي السلم والحرب، وعلى الصفا، وفي الشعب، ودعا في البيت والسوق وعلي البغلة والفرس، حتى وهو يكابد سكرات الموت يدعو بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
كن داعيا – ولا تهتم بأباطيل المرجفين، واستهزاء المثبطين، وسخرية المقصرين.
كن داعياً – ولا تستعجل النتائج، ولا تيأس إذا لم يصغ لك أحد فإن من الأنبياء من لم يتبعه إلا النفر القليل، ومنهم من لم يتبعه إلا شخصيين ومنهم من لم يتبعه إلا شخص واحد بل جاء في الحديث (يأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد) أو كما قال صلي الله علية وسلم.
كن داعياً – واعلم بأنك منارة في الأرض، وقدوة صالحة، ونجم يهتدى به، وأن الشجر والحجر والطير والحوت يستغفرون لك.
كن داعياً -ً وليس شرطاً أن تعتلي المنابر أو تقف أمام الجموع فإن الدعوة طرقها شتى، ومجالاتها متعددة، وأساليبها متنوعة فالنصيحة دعوة، والهدية دعوة، والمعاملة الحسنة دعوة، والابتسامة دعوة، وإصلاح ذات البين دعوة، وزيارة الأقارب والأحبة في الله دعوة، والصدقة دعوة، وبناء المساجد ودور الرعاية دعوة…….الخ وإذا لم تستطيع أن تقوم بشيء مما تقدم فيكفي أن تكفي المسلمين من شر لسانك ويدك. قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
يتبع>>
بقلم – حسين بن سعيد الحسينة
المصدر صيد الفوائـــد
الموضوع القيم
مووعك قيم وجلى فالف شكر على طرح هذا الموضوع