أوصت النساء ممن توارثن سرطان الثدي بعدم استخدامه
هيئة الغذاء والدواء: لا علاقة بين عقار انسلين جلارجين والسرطان
أجازت الهيئة العامة للغذاء والدواء الاستمرار في استخدام عقار lnsulin glargine (انسلين جلارجين) لمرضى السكري، مشيرة إلى إمكانية استبداله بالانسلين طويل المفعول واستخدام خليط من الانسلين طويل المفعول مع قصير المفعول، بعد استشارة الطبيب المعالج. وخاطبت الهيئة جميع المؤسسات والمديريات الصحية والكليات الطبية في المملكة، أنه تبين -بناء على دراسات علمية أجريت على المستحضر في أوروبا وأمريكا وكندا- عدم وجود علاقة بين مرض السرطان واستخدام العقار».
ونصحت هيئة الغذاء والدواء النساء اللاتي سجلت أسرهن إصابات بسرطان الثدي، بعدم استخدام العقار، فيما أباحت للمصابين بالسرطان استخدامه بحذر.
وجاء تدخل الهيئة، بعدما تردد في وسائل الإعلام العالمية من أن ثمة علاقة بين استخدام عقار انسولين جلارجين المعروف تجاريا باسم لانتس، واحتمال خطر حدوث سرطان.
وأكدت هيئة الغذاء والدواء في التعميم أنها تتابع المستجدات حول الموضوع وتراقب الدراسات العلمية حوله للتأكد بشكل نهائي، وإلى أن يتم التأكد علميا من ظهور علاقة بين العقار والسرطان، فقد طالبت الهيئة بعدم استخدامه من قبل المصابين الجدد بداء السكري.
أبحاث الأنسولين تربك الاستشاريين
صالح شبرق ـ جدة
أثارت الأبحاث الأخيرة التي نشرت في مجلة «ديابتيولوجيا» التي تصدر عن الجمعية الأوروبية لمرضى السكري والتي تحذر من استخدام الأنسلوين
«لانتوس» لأنه ربما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان جدلا واسعا بين المختصين في هذا المجال وربكة حقيقية لدى المرضى المصابين بالسكري مما أثار حيرتهم في استخدام الدواء أم تركه حيث أكد الاستشاريون والمختصون على أن توقف العلاج بالأنسولين لدى المرضى المصابين بالسكري أخطر من الإصابة بالسرطان. كما حذر استشاريون سعوديون من تضارب الأبحاث الأخيرة التي نشرت في وسائل الإعلام العربية والعالمية أخيرا وشكك مدير عام الأمراض غير المعدية في وزارة الصحة عضو اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري الدكتور محمد صعيدي أن تكون هناك علاقة بين أنسولين جلارجين (لانتوس) وبين مرض السرطان حسب آخر البيانات العلمية والطبية الصادرة من إدارة التغذية والأدوية الأمريكية وجمعية السكر الأمريكية والجمعية الأوروبية لدراسة السكري وجمعية السكر الكندية ووكالة الأدوية الأوروبية.
وقال د.صعيدي: «إن الهيئات والمنظمات الصحية العالمية دعت إلى إجراء المزيد من الأبحاث العلمية المقارنة وذلك للوصول لنتائج واضحة حول هذا الأمر». وذكر أن هيئة الدواء والغذاء الأمريكية أكدت عدم وجود علاقة بين الأنسولين وبين مرض السرطان حتى هذه اللحظة داعيا إلى انتظار دراسات وأبحاث أخرى للتأكد.
وأضاف: «أن الهيئة قالت إنه لم تظهر أية زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان في مستخدمي اللانتوس»، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة في الوقت الحالي لايمكن أن تؤكد أو تنفي بصورة قاطعة العلاقة مابين اللانتوس والإصابة بالسرطان.
وتابع: لذا «فإني أوصي مرضى السكري بالاستمرار في استعمال علاجهم من الأنسولين سواء كان اللانتوس أو أي نوع آخر من الأنسولين وعدم إيقافه في الوقت الحالي» حفاظا على علاجهم حيث إن احتمالات إصابتهم بمضاعفات داء السكري عند إيقاف استخدام الأنسولين أعلى بمراحل من احتمالات الإصابة بالسرطان. ودعا المرضى إلى استشارة الطبيب في حال رغبتهم في تغيير الأنسولين اللانتوس إلى إحدى البدائل قبل الإقدام على أية خطوة.
آثار سلبية
من جهته أكد رئيس الجمعية العلمية السعوديه للسكري ورئيس أقسام الباطنة في كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبدالرحمن الشيخ على أهمية عدم التوقف عن أخذ الأنسولين من دون استشارة الطبيب، مشيرا إلى أن «عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم قد تعرض المرضى لآثار سلبية خطيرة وطويلة الأجل، ويمكن أن تكون فورية».
وقال: «الدراسات التي حاولت الربط بين بعض أنواع الأنسولين مثل اللا نتوس (الجلارجين) والأورام على موقع Diabetologia تفتقد للدقة في ربطها لاستخدام الأنسولين الجلارجين والسرطان ولايمكن الاعتماد على نتائجها بصفة نهائية». وأضاف: «يعتبر الأنسولين الجلارجين مثل الأنسولين البشري يستخدم للسيطرة على نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من النوع 1 والنوع 2 من مرض السكري وهو نسخة معدلة للأنسولين البشري تسمح بالسيطرة على نسبة السكر في الدم لفترات طويلة من الزمن».. لذا يوصي باستخدامه مرة واحدة في اليوم.
بيانات مربكة
كما حذر الدكتور عبد العزيز التويم استشاري ورئيس قسم غدد وسكري الأطفال في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني ورئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية للسكري من التوقف عن استخدام علاج الأنسولين لما قد يسببه من اضطراب في مستوى السكري في الدم وما سيصاحبه من خطورة على الصحة.
وأضاف: «هذه البيانات غير دقيقة وغير حاسمة ومربكة ولا يمكننا كأطباء الأخذ بها لأن هذه الدراسات ربطت فقط بين الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان وهم يتناولون هذا النوع من الأنسولين ـ أي جاءهم السرطان أثناء تناولهم هذا النوع من الأنسولين ـ ولكن لم تذكر هذه الدراسات شيئا عن الأشخاص الآخرين الذين يتناولون أنواعا أخرى من الأنسولين. فهل المشكلة في الأنسولين بشكل عام أم في هذا النوع بالذات (اللانتوس)؟.. الدراسة غير واضحة وغير دقيقة، لذا يجب على المرضى التنبه إلى أن البيانات الواردة في هذه الدراسات جعلت من غير الواضح ما إذا كان أي نوع من الأنسولين يزيد من خطر الإصابة بالسرطان أكثر من الأنواع الأخرى، مؤكدا على ضرورة أخذ كل المرضى المصابين بالنوع الأول من داء السكري الأنسولين للبقاء على قيد الحياة، وعلى المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني أيضا أخذ الأنسولين للسيطرة على سكر الدم لديهم.
27 مليون مريض سكري
كما طمأن د. التويم المرضى الذين يستخدمون الأنسولين أنه ليس له مضاعفات لأنه يتميز بقدرته على التحكم في معدل السكر في الدم، حيث يستخدم هذا النوع من الأنسولين أكثر من 27 مليون مريض سكري على مستوى العالم. ونصح المرضى بمراجعة الطبيب المعالج لهم للاستفسار عن أية معلومة أو مشورة تتعلق بالعلاج مبديا في الوقت نفسه أسفه الشديد على استغلال الشركات لمثل هذه الدراسات للنيل من بعضها البعض من خلال المساعدة في نشر مثل هذه المعلومات الخاطئة.
تضارب في الدراسات
ومن جهته أكد استشاري ورئيس وحدة السكري والغدد في مجمع الملك سعود الطبي بالرياض الدكتور مراد المراد على ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري في العالم بما في ذلك المملكة، مشددا على الأهمية الطبية لاستخدام الأنسولين بهدف السيطرة على مستوى الجلوكوز في الدم وحماية المرضى من المضاعفات.
وقال: «كان هناك تضارب في نتائج هذه الدراسات، حيث إن فئة المرضى التي أجريت عليها الدراسة لم تكن دائما قابلة للمقارنة، كما أن مدة مراقبتهم خلال الدراسة كانت قصيرة الأمد، ومع ذلك وبما أن العلاقة بين مرض السكري من النوع الثاني والسرطان لها أهمية، يجدر التعمق أكثر في الدراسة».
وأشار الدكتور المراد إلى «أننا في المملكة نستخدم (اللانتوس ـ الجلارجين) منذ أعوام عدة، ولم يتم ربط أي حالات أورام مع استخدامه، ونحن نؤيد الجمعية الأمريكية لمرضى السكر التي تنصح المرضى بعدم الانسياق وراء نتائج هذه الأبحاث لأنها متضاربة وغير دقيقة، خصوصا أن هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أوصت بعدم التوقف عن استخدام الأنسولين». مطالبا جميع مرضى السكري بمتابعة التداوي بالأنتوس (الجلارجين)، وفي حال احتياجهم لمعلومات إضافية، فعليهم أخذ المعلومات من أطبائهم كمصدر موثوق للمعلومات.