تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل من مشمر ؟ (18،17،16) في الاسلام

هل من مشمر ؟ (18،17،16) في الاسلام 2024.

هل من مشمر ؟ (18،17،16)

التشميرة السادسة عشرة
ارتبط اسمه بالعيد.. ما ذكر العيد إلا كان اسمه يترادف مع بهجته وفرحته.
تأملت كثيرًا.. سبحان من هيأه وسخره وجعل له محبة في القلوب وقبولاً في النفوس.
مع إطلالة يوم العيد واجتماع الأطفال.. يبدأ برنامجه الذي لا يتجاوز الساعتين.. مسابقات.. أناشيد.. وقبل ذلك قراءة للقرآن.
ثم كل ينال نصيبه من الهدايا.. للطفل ما يناسب ميوله ورغبته من الألعاب.. وللطفلة ما يناسب رغبتها وميولها من الهدايا.
وفي أثناء المسابقات يقدم لهم مشروبًا باردًا.. يجدد به نشاطهم ويستحثهم لمواصلة البرنامج الذي أعده.. ويقدم من حفظ الكثير من القرآن ليكون قدوة للأطفال.
حمد له صنيعه الآباء والأمهات.. أما الأطفال فهم ما رأوه إلا سألوه متى يأتي العيد؟!
أدخل الفرح والسرور على أطفال المسلمين.. وجعل من العيد يومًا حافلاً بالمسابقات والأنشطة.. ثم ختم كل ذلك بالهدايا..
سألني أحد الأقارب: كم يكلف شراء هذه الهدايا والجوائز؟!
قلت له: مبلغًا يسيرًا لكن من ينتبه لهذا الأمر؟!
إنه يحتاج إلى من يشمر؟!
فهل أنت منهم؟!

التشميرة السابعة عشرة
يقول الناصح المشفق.. ما رأيت شابًا إلا رأيت أمل الأمة في عينيه.. ويحزنني أن أرى في بعض العيون غشاوة الذنب وذل المعصية..
وأشد ما يؤرقني هو رؤية تلك التجمعات الشبابية على الأرصفة وفي الشوارع.. وقد احتضن أحدهم عودًا والآخر مزمارًا والثالث يتمايل ويصفق.
ورغم اجتماع كل ذلك إلا أنك تأمل الخير في قلوبهم.. ربما بكلمة بسيطة تغير مجرى حياتهم وتنقذهم مما هم فيه.
قال أحد المتشائمين: هؤلاء لا ينفع فيهم النصح ولا تؤثر فيهم الموعظة!
قال له الناصح بحنق وغضب: هل جربت ولو مرة واحدة ونصحتهم وجلست معهم؟!
قال: لا.
قال: جلست مع بعضهم دقائق.. نعم دقائق!!
فإذا بهم يستبدلون المصحف بالعود وحلق العلماء بجلسات الأرصفة والسؤال: هل فعلت شيئًا لهم؟!
خاطبه بصوت هامس بعد السلام والترحيب: أتحب الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
أجاب باستغراب: نعم!!
قال له الحبيب: لماذا تخالف أمره وتعصي تعاليمه؟!
لحظات جعله يفكر ثم قال له: هذا الدخان بيدك.. وهذه لحيتك قد حلقتها..
هل صحيح أنك تحبه وتخالف أمره؟!
إذا كنت تحبه فاتبعه وسر على سنته.
هوت يد الرجل بالدخان تحت قدمه وقال: التوبة.. لن أعود..
حوار بسيط تبسم الجميع بعده!!
كثير من الموظفين حركتهم لا تهدأ.. ولكن دون نتيجة.. أما هو فعمله محدود ولكن تأثيره واضح.. يشتري الأشرطة ويوزعها كل وما يناسبه.. ويهدي الكتب المختلفة والمتنوعة .. يصور مواعيد الدروس والمحاضرات الدينية ويعلقها على لوحة الإعلانات .. ويذكر الموظفين بالصلاة وبالحرص على أوقات الدوام فهذه أمانة!!
مع أنه موظف بسيط في إحدى المطارات إلا أن جهده متواصل وسخاءه منقطع النظير يقول: فكرت في طول مدة الرحلات البعيدة وحاجة المسافرين إلى ما يؤانسهم ويزيل سأمهم ومللهم الساعات الطوال في كبد السماء.
تمنيت أن يكون لكل مسافر كتابان أو أكثر ولكن قصرت بي المؤنة فأصبح جهدي كما ترى..
أتابع باستمرار صالات الانتظار في المطار وأضع فيها ما يتيسر من الكتب وأختار منها ما يناسب المسافر من أحكام ومواعظ وفوائد..
بدأ يستحث الجيران ويسألهم عن أطفالهم.. أين أطفال المسلمين؟ لا يعرفون المساجد ولا يحضرون الصلاة!
وتحول ذلك النداء إلى متابعة جادة لأطفال الحي فبدأ الأطفال يتوافدون على المسجد حتى أصبحوا ضعف أعداد المصلين.
قال لمحدثه بفخر وسعادة.. ابني الصغير لديه ذاكرة عجيبة وقوة حفظ باهرة.
وضرب أمثلة لذلك وعندما انتهى من حديثه سأله صاحبه: كيف عنايتك به؟ وهل استفدت من ذلك بتوجيهه إلى حفظ القرآن وطلب العلم؟
سكت الرجل وكأنه أول مرة يسمع بهذا الأمر!
قال لزوجته.. جعلت نصب عيني أبنائي الثلاثة، وأنهم سيكونون من رجال المستقبل، ولذلك سأعلمهم من هذا المنطلق وأربيهم على هذا الأساس لماذا أتركهم هملاً؟ لا رعاية ولا تربية ولا علم؟!
أخي الحبيب
هل من مشمر؟!

التشميرة الثامنة عشرة
تسامع أبناء الحي بمصاب جارهم.. فقد توفيت والدته مساء البارحة.. وبعد صلاة الفجر تقدم أحدهم إلى الجار وسأله متى ستصلون عليها رحمها الله؟!
قال والأسى في عينيه.. حتى الآن لم نجد من تغسلها!! تعجب الجميع من هول الأمر.. وتساءلوا.. هل عدمت ديار المسلمين من امرأة مسلمة تغسل الأموات!!
تناقلت الألسن الخبر المدهش والحقيقة المروعة..
تموت المسلمة فلا توجد امرأة تغسلها!!
وكان نهاية الحديث أن طرقت مسامع رجل الخير.. اعتصر الألم قلبه ولكنه جدَّ في الأمر..
أخذ الحديث إلى زوجته وكيف أن المسلمة لا تجد من يغسلها.. ثم طرح عليها سؤالاً وهو يلمح الرفض منها والخوف في عينيها..
إذا مت من يغسلك يا مسلمة!!
وافقت وهي ترى الواقع المرير.. وبدأ يدربها على كيفية غسل الميت وعلمها شروط الغسل وما يجب عليها.. وعندما حان التطبيق العملي إذا بها تشمر عن ساعدها وتطبق ما عرفته..
تلقى الآباء والنساء الأمر بفرح حتى بدأت تعلم كبيرات السن تغسيل الأموات.. تتابعت الخطى وانتشر الخير حتى أصبح في بعض الأحياء عشرات النساء ممن تأهلن لهذا الأمر العظيم!!
ولكن بقيت مناطق أخرى ومدن نائية تحتاج إلى مشمر!!
فهل من مشمر؟!

جزاك الله الف خيرااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.