بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتراب الشمس من الرؤوس,وأنت واقف تحت الشمس وقد بلغ منك العرق بمقدار ذنوبك إلى الكعبين أو الساقين أو الصدر أو الفم,فيغمرك العرق وكل أعلى بمقدار كم سيستغرق وأنت في هذا الموقف تتمنى أن ينتهي بأسرع ما يمكن وبأي طريقة وحولك يقف أصدقاؤك الذين كنت معهم على غير طاعة الله لا يستطيعون أن يفعلوا لك شيئا, ولا حتى أن يكونوا كما كانوا يفعلون في الدنيا ,رجالاّ, في مواقف المعصية فهم مشغولون بأنفسهم أيضا,وبينما أنت في هذا الموقف,العصيب تنظر على مقربة منك فترى ظلاّ عظيماّ ممتداّ يقف تحته الكثير من الناس كنت تعرفهم بأشكالهم بل حتى منهم من تعرفه بإسمه بل ومنهم من وقفت وتكلمت معه مرات ومرات,ما بالهم هناك وأنا هنا, بل ما لهم مستظلين وأنا في عرق ذنوبي غريق,نعم أليسوا هم من كانوا يدعونني إلى صحبتهم ويلحّون علي في ذلك أليسوا هم من كانوا يحذرونني من صحبة رفاقي ويخبرونني بهذا المشهد ويرجونني ألا أكون في موضعي هذا,حينها يملأ الندم قلبك, ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني إتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناّ خليلا, فهل علمت من الذي سيحتاج إلى أسنانه يوم الحساب أسأل الله ألا تكون منهم,قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)وقال صلي الله عليه وسلم(إن من عباد الله عبادا ليسو بأنبياء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل, من هم, لعلنا نحبهم ؛ قال ,هم قوم تحابوا بنور الله ، من غير أرحام ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، ثم قرأ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ينبغي أن تكون فيمن تؤثر صحبته,
أن يكون ّعاقلاّ حسن الخلق غير فاسق ولا مبتدع ولا حريص على الدنيا,ومن اجتمعت فيه هذه الخصال كلها فإن صحبته
لا ينتفع بها في الدنيا فقط بل ينتفع بها في الآخرة ,إستكثروا من الأخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة,قال الله تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)إنها دعوة لإعادة النظر في أصدقائك وتوصيفهم ,فإما أن تنال بهم الشفاعة يوم القيامة وتكون معهم في تلك المكانة العظيمة,وإما أن تبدأ, وتستعد بتنظيف أسنانك فستحتاج إليها في ذلك المقام,
حفظكم الله تعالى ومن تحبوا من كل سوء وشر وأعانكم على الخير ونيل رضاه.
اسأل الله العظيم ان يظلنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله
تحيتي