هل تعرف حاجيات أبناءك؟
إن مرحلة الطفولة هي أهم مرحلة من مراحل الإنسان، وأي خلل في التربية من الصغر ينتج عنه
عواقب وخيمة في المستقبل ، فكم من إنسان كبير في السن يريد أن يتخلى عن طباع وعادات، أو
يريد أن يتخلى عن أخلاق وسلوكيات معينة فإنه لا يستطيع إلى ذالك سبيلا ، والسبب هو أنه قد
تطبع على ذالك وتشكل عليها منذ أن كان صغيراً ، لذالك فمن الواجب على الآباء أن يعرفوا حاجيات
أبنائهم لكي لا يحرموهم من بعضها فينشأ الطفل غير سوي أو غير طبيعي فيكبر حاملا معه ما
يفسد عليه أخلاقه فينفر منه الناس وإن من الطباع منفرات ومنغصات يجب تجنبها والإبتعاد عنها من
الصغر.
فمثلا يرى كثير من الآباء أن اللعب عند الأطفال مضيعة للوقت وإهمال للواجبات
فيزجرونهم ويوبخونهم ويغضبون عليهم، وقد يتطور الأمر إلى حد الضرب،وهذا خطأ فادح يرتكبه كثير
من الآباء والأمهات لأن اللعب من الحاجات الأساسية والمهمة لكل طفل، لذالك وجب على الآباء
الإطلاع والقراءة والتدريب والبحث والسؤال لكي يعرفوا متطلبات الطفولة وخصائص وحاجيات هذه
المرحلة الأساسية من مراحل الإنسان.
وسأذكر بعض الأمثلة على سبيل المثال لا على سبيل الحصر :
أ ــ الحاجة إلى الأكل والشرب والدواء واللباس والنوم :
وهذه أمور مهمة ومسلمة لدى كل الآباء ،فلا بد للوالدين أن يلبوا حاجيات أبنائهم من الأكل السليم
والمفيد ،واللباس الجميل واللائق، والنوم الهادئ ،وأن يوفروا لهم الدواء والعلاج إذا مرضوا…وهذا
واجب على الآباء ولهم الأجر الجزيل عند الله تعالى.
ب ــ اللعب :
اللعب في هذه الفترة العمرية عامل أساسي من عوامل التربية وحرمان الطفل من ذالك ينعكس
سلبا على سلوكه وأخلاقه وقد يصبح أكثر إنفعالا وغضبا وعدوانية ومحبا للعزلة والإنفراد وغيرها من
الأمراض النفسية المستعصية على الحل إذا فات الأوان ،والطفل الذي لا يلعب طفل غير سوي.
ت : الحب والرحمة :
من أهم ما يحتاجه الطفل هو حب والديه له ورحمتهما له، فينبغي للآباء أن يقدروا هذه الحاجة لدى
أطفالهم وأن يشعروهم دائما أنهم مرغوب فيهم ومحبوبون ، وليبرهنوا على ذالك بالرفق والرحمة
واللين والبشاشة والهدية والقبلة واللعب و…..
ث ــ المدح والتقدير والتشجيع :
الطفل دائما في حاجة لمن يمدحه ويقدره ويشجعه ويحفزه وخاصة والديه في المنزل ،فلا ينبغي
تركه وإهماله وهجره وخصامه ورفع الصوت عليه ،أو ضربه فإن الضرب في هذه المرحلة غير مفيد
،وأساليب العقاب غير الضرب كثيرة ومتنوعة في زماننا.
ح ــ الحرية :
الطفل يحب ويعشق الحركة فهو غير مستقر، يحب الصعود والهبوط، يحب التسلق والحفر، يحب
القفز والجري…لذالك فهو في حاجة إلى حرية بلا قيود مبالغ فيها، فبعض الآباء يفرضون على أبنائهم
ما لا طاقة لهم به ويقيدونهم بتوجيهات صارمة تحرمهم وتمنعهم مما يحبون، وكم من أب تراه جالس
أمام التلفاز أو يقرأ كتاباً أو ربما يأكل فيقول لابنه بصرامة زائدة : إجلس هنا أمامي بلا أدنى حركة وإذا
سمعتك تتكلم فسوف أفعل لك كذا وكذا، وهذا سلوك غير سوي وغير مرغوب فيه ، وعلى الوالد أو
الوالدة مراجعة أساليبهما التربوية فقد يجنون على أولادهم وعلى مستقبل أولادهم.
ج ــ وجود الآباء إلى جانب أبنائهم :
الأطفال في حاجة إلى وجود الأم والأب دائما إلى جوارهم فقد " قام بعض علماء النفس بدراسة
عدد كبير من الأطفال فلاحظوا أن الذين استطاعوا الإندماج مع المجموعة إندماجا طبيعيا ،هم الذين
قضوا مع آبائهم أوقات فراغهم وأوقات لهوهم "1.
خ ــ الحاجة إلى الأمن :
الطفل في حاجة على الإستقرار والأمن ،والطفل الذي ينشأ في بيت غير مستقر لا أمن فيه وذالك
إما بالشجار الدائم بين الوالدين ،أو القسوة الزائدة على الطفل ، أو حتى بالمراقبة اليومية واللصيقة
له ، يشعر بالقلق والتوتر والضياع ، ويتربى على سلوكيات وأخلاق غير سليمة كالغضب والثورة
والتمرد ،أو عكسها كالخوف .
والجبن والهلع والعزلة والإنكفاء على الذات.
د ــ الفضول أو الاطلاع :
الطفل دائما وأبدا يحب الفضول ويحب الاطلاع والبحث والتنقيب ،كما أنه يطرح كثير من الأسئلة
وخصوصا عندما يبدأ الكلام ويبدأ التمييز ،فعلى الوالدين أن يقدروا هذه الحاجة وألا يمنعوا أولادهم
من حقهم في معرفة واكتشاف ما يدور حولهم، وعليهم أن يجيبوا على أسئلتهم بصراحة ووضوح
