نقلت لكم هذة القصة لما لها من أهمية و عظات
========================= ==
لو أنّ طبيباً مشهوداً له ، قال لإنسان يتردد على عيادته
اسمعها مني
صريحة ناصحة ، لا أراك ستعيش أكثر من شهرين ، فاحتــط لنفسك ،
وتهيأ بما تستطيع ، فلا فائدة تُرجى لك من طب الناس تحت أي سماء
..! هذه وصيتي
لك ، وشفقتي عليك ، و
أنت وشأنك ..!
أما أنا فأحسب أنّ هذا الإنسان سيتحطم كلياً ، وسيموت كل جزء فيه على حدة ، كأنه
جدار كان يتماسك في جهد ، فلما تعرض لهزة عارضة ، إذا بأحجاره كلها تتتابع
إلى القاع
..! ثم إني أحسب أنّ انقلاباً هائلاً سيحدث في حياة هذا الإنسان ، يجعله
ينتقل من النقيض إلى النقيض بين يوم وليلة..
ولقد قرأت منذ زمن ، قصة رجل ثري ، حدث له مثل هذا الذي نقوله ، ولكن النهاية
كانت هي الأعجب ..
لقد أصيب بمرض عضال ، وتردد على مشافي كثيرة في بلدان مختلفة ، من بلاد العالم،
وفي كل مرة لا يرى فائدة تُذكر ، بل إنه يحس أن الأمر يستفحل مع الأيام ، ويحدث أن
يقال له بملء الفم
: بحسابات الطب التي نملكها ، فإنه لا أمل في شفائك، ولقد
أصبحت أيامك في دنيا الناس معدودة ، لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة ،
فبقاؤك بين أهلك وأحبائك خير لك ..
وجحظت عينا الرجل ، وارتعشت كل خلية فيه ، وانتصبت
كل شعرة في جسده تنتفض مذعورة
، ولما أيقن بما أخبروه ، عاد إلى بلده منهاراً محطماً ، يحمل نفسه في جهد، وفي
رأسه تثور عشرات الآلاف من
الخواطر والأفكار والأسئلة، ولأن الأمر جدّ ولا مجال فيه للمزاح
، فقد بقي يخبط يداً بيد ، ويضرب أخماساً في أسداس ،ثم لمعت في رأسه فكرة ، فرح
لها كل الفرح ، وما إن وضع عصى الترحال في بيته ، حتى بادر يستدعي محاميه الخاص
إلى مكتبه ، وأغلق في إحكام الباب من ورائه ، ثم شرع يملي عليه وصيته العجيبة الغريبة
تبرعات سخية لأطفال أفريقيا ، ومثلها لأطفال فلسطين ، ومشاريع خيرية في هذا البلد وذاك ،وصدقات
، وزكوات ، وملايين يذكرها ويوزعها ، والمحامي
يكتب في ذهول وعجب ودهشة ، وكلما حاول
أن يتكلم ، زجره صاحبه قائلاً :
لقد أيقنت أنني مودّع هذه الدنيا ، وأريد أن أغتسل من ذنوبي وما أكثرها
.. ثم شرع
يقسّم بقية ميراثه على ورثته
..! كل ذلك على الورق ، ولذا طلب من محاميه أن لا ينفذ
شيئاً من هذا إلاّ بعد موته ..
ومن يومها انقلبت حياة الرجل رأساً على عقب، لم تعرف رجلاه ، منذ ذلك اليوم ، سوى
الطريق إلى المسجد، والانشغال فقط بالعبادة بكافة أنواعها ، حتى كلامه ، أصبح معدوداً
محسوباً موزوناً ، لا يدور لسانه إلاّ بذكر أو تذكير أو نصح أو إرشاد ووعظ ونحو ذلك
وكلما حاول أهله وذووه أن يثنوه ، ازداد إصراراً ، ومع إصراره ازداد شحوباً
..وتمضي
الأيام والرجل يكاد يكون من العُبّاد القلائل في مدينته ، كان أول الداخلين إلى المسجد ،
وآخر الخارجين منه ، كثير الاعتكاف ، غزير الدمعة
.. ومع كل يوم يموت بعضه ، ومع نهاية
كل ليلة ، يكون قد انتصب فزعاً في جوف الظلام يبكي وينوح على نفسه
ويمرّ الشهر ووراءه الشهر ، وفي الشهر الثالث يتضح لك أن الرجل قد أصبح من أبناء الآخرة
.!! ولما انقضى الشهر بكله ، ثم تتابعت أيام من الشهر التالي ، ورأى أنه لا يزال في
كامل عافيته ، برقت عيناه ، وانعقد لسانه ، وفغر فاه ، وأشرق أمل جديد في صدره ، وظل
يترقب الأيام الجديدة ، ومضت أسابيع ، فإذا هو يصيح لاعناً الطب والأطباء ، وسارع يخلع
ثياب الزهد والعبادة ، ودعا صحبته القديمة
_ التي كان قد طلّقها
_وقبل ذلك كان قد دعا
محاميه ، ومزّق تلك الوصية وهو يقهقه ساخراً ولاعناً
وقرر أن يعوّض كل تلك الأيام بسهرة لم يسهر مثلها إنسان
..! واجتمع لفيف من صعاليك الأرض
، ليس لهم همّ إلاّ بطونهم وشهواتهم ، وكانت ليلة أشبه ما تكون بليالي ألف ليلة وليلة
المسطرة في الكتب
.. وعلى المائدة الكبيرة ، ووسط روائح الخمور وعطور الغانيات و
..و..
يُقبل الرجل يأكل بشراهة وفي نهم ، غير أنه
لم يكد يمضغ لقيمات حتى خرّ صريعاً ميتاً وسط
هذه الزينات ، وهذا الصخب والضجيج
..!
يا لله
…. ! ماذا تفعل الحماقة بأصحابها
…!
لقد كان – فيما يبدو
– على باب الجنة ليس بينه وبينها إلاّ ساعات ، ولكن الشقاوة أبت
عليه إلاّ أن ينحرف عن الطريق عند آخر محطة
…! نسأل الله العفو والعافية لنا ولجميع
المسلمين والمسلمات
========================= ==========
والفكرة التي امتلأت بها نفسي من هذه القصة كلها هي
كيف أنّ هذا الرجل ، قد انقلبت حياته كلها ، حين أخبره طبيب
( مخلوق ) بأنه على وشك أن
يموت
.. ونحن يُخبرنا الخالق عز وجل في محكم آياته ، أننا على وشك أن نغادر هذه الحياة
الدنيا ، في أية لحظة ، ثم نحن لا نتأثر أبداً
.!؟
أتُرانا لا نؤمن بالله وبما أنزل من كتاب
_ وإن كنا ندّعي ذلك
. أم أنها مجرد غفلة
بلغت بنا حد الحماقة .؟
منقووول
يــســلـــؤؤؤ حـــبـــؤبـــه
بلغت بنا حد الحماقة .؟
صدقت ….
نسأل الله حسن الخاتمة
بارك الله فيك و جزاك كل خير
على القصة مشكورة