من روائع الشيخ محمد الغزالي
كانت كلماته كالصواعق يرسلها على من احترفوا الزور والبهتان.. عاش مشهرا كلمة الحق في وجه الباطل المتبجح.. عاين الناس كلماته الشريفة تنطلق من لسانه وقلمه؛ قوية راسخة شامخة..
لم يكن الشيخ محمد الغزالي (1335 هـ- 1416 هـ / 1917- 1996م) مجاهدا ومفكرا وكاتبا وداعية فقط بل كان قبل ذلك وبعده؛ "قلبًا" وسع الناس وحمل آلام وآمال أمة عظيمة تمر- ربما – بأخطر مراحل تاريخها.. حارب التشدد والغلو في الدين، وكشف زيف "التدين المغشوش" وترك بصمة واضحة على مسيرة الدعوة الإسلامية في القرن العشرين..
من كلماته رحمه الله:
-العناوين المزورة لا تغني عن الحقائق الكريهة.
-إذا اقتنعتم برأيي فمن حق غيركم أن يقتنع بضده.
-لا تجعل غيوم الماضي تغطي شمس الحاضر.
-إن الناس إن لم يجمعهم الحق ، شعَّبهم الباطل.
-الصبر والرجاء هما عدة اليوم والغد.
-إن حب السَلَفْ دين وكرههم نفاق.
-إن طبيعة الشر عُنف المصدر وحِدة المسير.
-إن حياة الدعة والطراوة تقتل المواهب، وتطمر الملكات.
-تنتصر العقائد بين الناس بعد ما تنتصر في نفوس أصحابها.
-إن الفقر والغنى أخلاق نفسية، قبل أن يكونا أعراضًا دنيوية.
-إن السلبية لا تخلق بطولة؛ لأن البطولة عطاء واسع ومعاناة أشد.
-الكمال هو أن تسعى لبلوغ الكمال ما بقي في صدرك نفس يتردد.
-إن العظيم لا يمسخ صغيرًا لأن ظنون المعتوهين قد أخطأت فهمه.
-لا أعرف مظلوما تواطأ الناس على هضمه ولا زهدوا في إنصافه كالحقيقة.
-الإكراه سلاح كل فقير في براهينه ، فاشل في إقناعه، أعوزه المنطق فأسعفته العصا.
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائنًا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر.
إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد قوى تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء، واستقامة تفكيرًا قد يغير به مجرى التاريخ كله.
المتاعب والآلام هي التربة التي تنبت فيها بذور الرجولة، وما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط من ركام المشقات والجهود.
" أنا " التي يقولها امرؤ في مجال الطمع غير " أنا" التي يهتف بها رجل في مجال الفزع ، وبين الإثنين بعد المشرقين.
إن الرجل القوي يجب أن يدع أمر الناس جانبًا، وأن يندفع بقواه الخاصة شاقًا طريقة إلى غايته.
صلاح المؤمن أبلغ خطبة تدعو الناس إلى الإيمان، وخلقه الفاضل هو السحر الذي يجذب إليه الأفئدة ويجمع عليه القلوب.
إذا كان البرق يبدو من التقاء سحب شتى، فإن سنا الحق يبدو من التقاء آراء شتى.
حرارة الإخلاص تنطفيء رويدًا رويدًا، كلما هاجت في النفس نوازع الأثرة.
إنك لن تكون جنديًا إذا سرقت بدلة جندي وارتديتها، فالعسكرية علم ودراية ، وليس ثوبا يلبس.
الرجل الخرب الذمة، أو الساقط المروءة لا قوة له، ولو لبس لبس السباع، ومشى في ركاب الملوك.
الذين يموتون في ميادين الحياة وهم يولون الأدبارأضعاف الذين يموتون وهم يقتحمون الأخطار!
ما أحقر السرور يجيء وليد غفلة عن الحقوق المقدسة، أو ذهول عن الواجبات الكبار.
إن شأن الناس في الدنيا غريب؛ يلهون والقدر جاد، وينسون وكل ذرة في أجسامهم محسوبة عليهم.
إننا لو وصلنا الليل بالنهار دأبًا ، ثم حرمنا عناية السماء، فلن نحصد من تعبنا إلا بوارًا.
التسويف خدعة النفس العاجزة والهمة القاعدة؛ ومن يعجز عن امتلاك يومه، فهو على امتلاك غده أعجز.
الخوف من الله عاطفة تدل على شرف النفس، ويقظة الحس، وامتلاك الزمام في الساعات الحرجة.
شريف علام
– المصدر: "قرع على أبواب المجد.. 222 طريقة للإرتقاء بالذات"، محمد الغزالي، إعداد / كريم الشاذلي، دار ألفا، ط1 ، 1445هـ /2005م
منقول