تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من أعمال القلوب – التواضع – الشريعة الاسلامية

من أعمال القلوب – التواضع – الشريعة الاسلامية 2024.

  • بواسطة
من أعمال القلوب – التواضع

من أفضل أعمال القلوب وأرفعها مقاما التواضع لله تعالى والتواضع للخلق.
والتواضع هو التذلل وخفض الجانب ولينه.
قال الرّاغب في مفرداته: الوضع أعمّ من الحطّ ومنه الموضع قال تعالى: ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ (سورة النساء آية: 46)، وقد يستعمل هذا في الإيجاد والخلق كما في قوله سبحانه: ﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾ (سورة الرحمن آية: 10)، ويقال: رجل وضيع بيّن الضّعة في مقابل: رفيع بيّن الرّفعة، وقال في الصّحاح: «ووضع الرّجل (بالضم) يوضع ضعة وضعة أي صار وضيعا، ووضع منه فلان أي حطّ من درجته والتّواضع التّذلّل، والاتّضاع أن تخفض رأس البعير لتضع قدمك على عنقه فتركب قال الكميت:

إذا اتّضعونا كارهين لبيعة
أناخوا لأخرى والأزمّة تجذب

ورجل موضّع أي مطّرح ليس بمستحكم الخلق.

وهناك فرق بين التواضع والمهانة؛ فالتّواضع يتولّد من بين العلم باللّه سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبّته وإجلاله، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها، فيتولّد من ذلك كلّه خلق هو التّواضع وهو انكسار القلب للّه وخفض جناح الذّلّ والرّحمة لعباده، فلا يرى له على أحد فضلا، ولا يرى له عند أحد حقًّا، بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله، وهذا خلق إنّما يعطيه اللّه -عزّ وجلّ- من يحبّه ويكرّمه ويقرّبه.

وأمّا المهانة فهي الدّناءة والخسّة وبذل النّفس أو ابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها، كتواضع السّفلة في نيل شهواتهم، وتواضع طالب كلّ حظّ لمن يرجو نيل حظّه منه، فهذا كلّه ضعة لا تواضع، واللّه سبحانه يحبّ التّواضع ويبغض الضّعة والمهانة.

وقد وردت أدلة من الكتاب والسنة حاثة على التواضع ومثنية على المتواضعين؛ فمن ذلك أمر الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن يتواضع لأصحابه؛ فقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ (سورة آل عمران آية: 159).
وقال تعالى عن بعض صفات المؤمنين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ (سورة المائدة آية: 54).

وروى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار المجاشعيّ – رضي اللّه عنه -: أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال ذات يوم في خطبته: ) ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني، يومي هذا… ( الحديث، وفيه: ) وإنّ اللّه أوحى إليّ أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد(.
وروى مسلم أيضا عن أبي هريرة – رضي اللّه عنه – عن رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ) ما نقصت صدقة من مال؛ وما زاد اللّه عبدا بعفو إلّا عزّا، وما تواضع أحد للّه إلّا رفعه اللّه (.

سئل الحسن البصريّ عن التّواضع؟ فقال: «التّواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلّا رأيت له عليك فضلا».

وقال عبد اللّه بن المبارك -رحمه اللّه-: «رأس التّواضع أن تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدّنيا حتّى تعلمه أنّه ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمّن هو فوقك في الدّنيا حتّى تعلمه أنّه ليس له بدنياه عليك فضل».

وسئل الفضيل بن عياض – رحمه اللّه – عن التّواضع؟ فقال: «يخضع للحقّ، وينقاد له ويقبله ممّن قاله، ولو سمعه من صبيّ قبله، ولو سمعه من أجهل النّاس قبله».

بارك الله كي حبيبتي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
خليجيةبارك الله فيك خليجية
خليجيةخليجيةاللهم ارزقنا التواضع واعزنا بك ياربخليجيةخليجية
السلام عليكم ورحمه الله وبركآته ..~*

بااارك الله فيك

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بااارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.