تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ليش التعب في صلات القيام -اسلاميات

ليش التعب في صلات القيام -اسلاميات 2024.

ليش التعب في صلات القيام

«ليش» نتعب في صلاة القيام؟

بقلم: القارئ صلاح الهاشم

«لقد تعبت من الوقوف في صلاة القيام»، «الإمام كسر أرجلنا»، «أحسست بتعب شديد في صلاة التراويح»، «الصيام اليوم متعب وشاق»، «ما أحس بالخشوع في التراويح»..

هذه عبارات قد نسمعها من بعض أحبابنا في رمضان، فبعض الناس قد يشعر أثناء العبادات الرمضانية بالتعب، فمثلا هناك من يشعر بالنعاس أثناء الصلاة، والبعض يشعرون بثقل في الجسم في التراويح والقيام، وآخر يدخل رمضان وينتهي وهو لم يستطع أن يقرأ ختمة من المصحف.

أحبابي لابد أن نعلم أن كل المشاعر التي نعيشها خلال رمضان هي نتائج لما امتلأت به أرواحنا وقلوبنا قبل البدء في العبادة، كما حصل لي مع أحد الناس في ليلة من ليالي رمضان، وبعد صلاة القيام، التقيت به، فقال لي

«لقد حاولت الليلة أثناء الصلاة أن أبكي، ولكنني لم أستطع، لقد كان المصلون من حولي يبكون، وأنا لم تدمع عيني، ما السبب؟»، ويقول لي آخر انه دائما يجهز نفسه للبكاء في دعاء القنوت ولا يشعر بهذه الرغبة أثناء سماع القرآن، وهنا أقول لكل من يريد أن يستمتع بكل ما في رمضان من لذة في الصيام وراحة في القيام وخفة في الروح أثناء قراءة المصحف علينا أن نفعل الآتي كل يوم وليلة.

أولا: قبل الفجر في كل يوم وأثناء السحور، ذكر نفسك بأن اليوم القادم هو يوم صيام، يوم عبادة، يوم فوز لك في الدنيا والآخرة، واستحضر أنك تترك الأكل والشرب حبا لله تبارك وتعالى، وتقربا منه سبحانه، واستمتع بهذا الشعور طوال اليوم، وفكر فيه وقل أنا اليوم صائم، ممتنع عن المباحات لأجل ربي حبيبي، ستشعر حينها بأنك في لذة غريبة، وسترتسم على قلبك ووجهك ابتسامة لا يفهمها إلا من يفعل هذا الأمر،

ثم إذا جاء وقت الإفطار ذكر نفسك بأن هذا اليوم الذي صمته لله باعدك عن النار مسافة سبعين سنة، واستمتع بهذا الشعور واحمد الله عليه، وحينها ستنتظر الغد لتصوم اليوم الثاني وملؤك الرجاء أن تزيد البعد عن النار بصيام اليوم الجديد.

ثانيا: بعد الإفطار، إذا ذهبت للمسجد لصلاة التراويح املأ قلبك بمشاعر الحب لله، وأنك ستذهب لتستقطع هذا الوقت وتصلي لأجل غاية، وهي رضا الله، والحصول على أجر وثواب هذه الصلاة، والتي محصلتها غفران كل ذنوبك السابقة «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»

استمتع بالجو العام للمسجد، كن واعيا لما يقرأه الإمام، ركز في معاني الآيات ركز في تسبيحك في الركوع والسجود، تلذذ بالقرآن الذي تسمعه واملأ به وجدانك وقلبك وروحك، وستشعر بعد انتهاء التراويح بسعادة وراحة لا توصف، واسأل مجربا.

ثالثا: إذا جاءت العشر الأواخر حاول ان تنام قبل صلاة القيام، واستيقظ وأنت مليء بالراحة والطاقة والنشاط في قلبك وجسمك، وتجهز بالثوب الجميل المرتب، والعطر الطيب المميز، وأنت في طريقك للقيام استشعر أنك ذاهب للقاء الله والتواصل معه سبحانه، أنك ذاهب لجمع الحسنات والرفعة في الدرجات، عندما تصلي تخيل نفسك وأنت تقف في الصف بين الناس، وأن الله سبحانه بجلاله ينظر إليه ويراك، وقل في قلبك: يارب..

أتيت إليك، أرجو رضاك، طامعا في عطائك، وأنت الكريم، فاقبلني، وارحمني، واغفر لي، وإذا جاء وقت الركوع والسجود استشعر عظمة الله وأنت تركع وتسجد له، وقل له في سجودك يارب.. يا رب.. أنا الفقير.. أنا المسكين.. سبحانك، تنزل في هذا الوقت من الليل لتحقق لعبادك آمالهم وتستجيب للداعين دعاءهم،

فاللهم اجعلني من الفائزين المكرمين المرحومين، واجعلني من المقربين المقبولين، يا رب لك خشوعي ولك حبي لك خضوعي وقربي، وكن صادقا في كل كلمة تقولها، إذا سمعت الإمام يقرأ القرآن فتخيل أنك تسمعه وأنت فوق السحاب، وأنت في أعلى السماء، كأنك تسمعه من جبريل عليه السلام، حينها ستشعر بأمور غريبة لا توصف، ستشعر بأنس في قلبك لا يشبهه شيء،

ستجد أن عينيك قد امتلأت بالدموع وأن قلبك قد فاض بالخشوع، لن تشعر بتعب في الصلاة، ستتمنى لو أن الصلاة لم تنته، وتقول في نفسك، اللهم أحيني لليلة القادمة حتى أرجع لهذا المكان وأشعر بهذا الحنان وحلاوة الإيمان التي لا يشبهها شيء..

لو فعلنا هذا فلن نتعب من الصيام والقيام ولن نحتاج لتصنع البكاء في الصلاة، لأن هذا كله سيكون تلقائيا ونتيجة لما ملأنا قلوبنا به قبـــل البدء في العبـــــادة.. والله أسأل أن يرزقنا حبه والقرب منه في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.

نفعني الله واياكم

والله تسلمين يا عمري وجوزيتي خيرا
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خيرا اختي
الله كلام جميل اوي
جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.