السلام عليكم
الصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
التآلف والإفضاء الزوجي هو حالة من الانفتاح على شريك الحياة على كل الأصعدة والمستويات، مما يتيح للزوجين التعبير بأمانة عن المشاعر والاحتياجات والأحلام والتخيلات والمخاوف والآمال والضعف والعيوب.
تحقق هذا التوافق يحتاج لشرطين أساسين هما:
1. الشعور بالأمان: حيث يصبح شريك الحياة هو الملجأ والملاذ عندما يحدث أي أمر يخيف أو يروع …حيث يصبح الشريك هو الجنة الآمنة …ويكتسب هذا الشعور عبر الثقة المتبادلة التي تنبني على سلوكيات وأفعال الحياة اليومية.
2. الشعور بالترابط والتناغم مع الشريك، وذلك لوجود الكثير من الأرضيات المشتركة للتلاقي والتقابل، ومع وجود اختلافات مقبولة ….فليس مقبولا ولا ممكنا أن يكون كل شريك نسخة بالكربون من الآخر.
والخلاصة أن الإفضاء الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بدون الشعور بالأمان والترابط.
أنواع التوافق :
1-التوافق الترويحي:
التوافق الترويحي: ويشمل التشارك في الهوايات والاهتمامات.
مهم أن تكون هناك أنشطة مشتركة بين الزوجين، وأنشطة خاصة بكل طرف على حدة.
الأنشطة الخاصة يمارس فيها كل واحد منهما نشاطا يحبه مع الأصدقاء ولو لسويعات قليلة، لأن هذا يدعم الخصوصية والتميز و يتيح سويعات من الأجازة الزوجية.
الأنشطة المشتركة يمارسها الزوجان سويا، وتتيح لهما فرصة التعرف على المساحات المشتركة بينهما مع الاستمتاع بالوقت سويا.
تتمتعان بهذا المستوى من التوافق إذا كانت إجابتكما بنعم على الأسئلة التالية:
1- هل تستمتعوا بقضاء الوقت سويا بغض النظر عن النشاط الذي تمارسونه؟.
2- هل تستطيع تذكر هواية أو اهتمام شريكك؟
3- هل هناك أنشطة مشتركة بينكما؟
4- هل هناك أنشطة غير مشتركة بينكما؟
5- هل يضايقك أن يقضي شريكك بعض الوقت بعيدا عنك في نشاط يحبه؟
6- هل تسعد بمشاركته الخبرات الجديدة؟
2- التوافق الفكري:
التشارك في الآمال والمخاوف والآراء والمعتقدات، وليس له علاقة بمستوى الذكاء أو التعليم.
الوصول إلى التوافق الفكري يعتبر أول اختبار حقيقي للعلاقة، وللأسف يغفل الكثيرون عنه ولا يسعون لدعمه، وأهميته تنبع من أن الوصول لمرحلة الثقة في الشريك هو الذي يسمح بالتشارك في الآمال والمخاوف والآراء والمعتقدات بدون خوف من سخريه أو عقاب.
أنت وشريكك تتمتعان بالتوافق الفكري إذا أجبتما بنعم على الأسئلة التالية:
1- هل تتوافقان في الآراء والتوجهات على الأصعدة المختلفة (الدينية/ السياسية/ تربية الأولاد/ …..)؟
2- هل يمكنكما مناقشة حتى الآراء والتوجهات التي لا تتفقان فيها تماما بحرية وبدون أن تخافا من السخرية والاستهزاء؟
3- هل كل واحد منكما يعرف أهدافه وآماله وأحلامه؟
4- هل يعرف كل منكما ما يخشاه ويخافه شريك حياته؟
5- بدون أن تلاحظوا .. هل تشعران بتشابه بينكما في التصرفات والأفعال وأسلوب الكلام؟
3- التوافق الشكلي:
وتشمل المظهر والسلوكيات والجاذبية الخارجية.
تتمتعان بالتوافق البدني إذا كانت إجابتكما بنعم على الأسئلة التالية:
1- هل كل طرف منكما راض تماما عن شكل شريكه ورائحته وصوته؟
2- هل كل طرف منكما راض تماما عن تصرفات شريكك؟
3- هل يشعر كل منكما بالفخر والسعادة عند تواجدكما سويا؟
هل تجدان مشاعر إيجابية عندما يفكر كل واحد منكما في الآخر أو يرى صورته
التوافق العاطفي
التوافق العاطفي: ويشمل المشاعر والثقة والحماية والأمان
معظم الأزواج لا يصلون لهذه المرحلة … ففي هذه المرحلة عليك أن تتقبل شريكك كما هو بدون تحفظات وبدون تصدعات في العلاقة، وفي هذه المرحلة تشعر بالراحة عند مشاركتك لشريكك بدون خوف، وتتشاركان سويا في مشاعر الغضب والسعادة والأسرار مع الجوانب الحسية والجنسية، ويدرك كل واحد منكما أنه يحب شريكه وان شريكه يحبه بغض النظر عن التصرفات والكلمات.
أنت وشريكك تتمتعان بالتوافق العاطفي إذا أجبتما بنعم على الأسئلة التالية:
1- تتقبله كما هو وتدرك أنك تحبه وأنه يحبك كما هو وبكل ما فيه.
2- هل تتشاركان في الأزمات والأفراح؟
3- هل شريكك هو الملجأ لك عند الخوف أو الغضب؟
4- هل يمكن أن تبكي أو تظهر إحباطك واكتئابك أمامه؟
5- هل يمكنكما التحدث حول كل الأشياء سويا (الأسرار/ المشاعر/ الاحتياجات…)؟
6- هل تعتقد أن حبكما أقوى من المرض والكوارث والأزمات المادية؟
7- هل يعبر كل منكما عن الحب للآخر بالطرق المختلفة؟
8- الأخطاء ..هل يتم مناقشتها ثم التغاضي عنها؟
9- هل العنف والعدوان السلبي موجود في علاقتكما؟
التوافق الروحي
يشمل الأخلاقيات والقيم والأهداف وأنماط الحياة المشتركة.
هنا تبدأ العلاقة بحق…نصبح "نحن" بالفعل، ولكنها من أصعب المراحل والوصول إليها يحتاج لبذل الوقت والجهد، والكثيرون لا يفكرون فيها ولا يصلون إليها، وغياب التوافق في هذا الجانب يعتبر سبب رئيسي ومحوري للكثير من مشكلات العلاقات، وعندما يصل الزوجين إلى هذه المرحلة يصبح لعلاقاتهما معنى وقيمة.
والوصول لهذه المرحلة من التوافق والتواؤم يتطلب أن يتمكن كل طرف من طرفي العلاقة من حل صراعاته الداخلية حول هويته الشخصية وأهدافه من الحياة.
معظم الناس يتصورون أن التآلف الروحي يعني التوافق في الأمور الدينية، وبالفعل الأمور الدينية تمثل جزء أساسي من هذا التوافق، ولكن هذا التوافق أكثر شمولا حيث نتوافق في أنماط حياتنا.
أنت وشريكك تتمتعان بالتوافق الروحي إذا أجبتما بنعم على الأسئلة التالية:
1- هل بالفعل أصبحتم تتحدثون بصيغة "نحن" بدلا من أنا .. وهو أو وهي؟
2- هل بالفعل يوجد توافق بينكما على المستوى القيمي والأخلاقي؟
3- هل الاختلاف الموجود بينكما في هذه الجوانب اختلاف مقبول لكليكما؟
4- هل عندكم أهداف بعيدة المدى وأهداف قصيرة المدى؟
5- هل استطعتم التغلب على مشاكل العلاقة .. فلا يوجد هروب أو اعتمادية؟
6- هل الدين بالفعل حاكم لحياتكما؟
7- ماذا يعني الزواج بالنسبة لكليكما؟ وهل تتوافقان في هذه النظرة؟
التوافق في الأذواق :
تتمتعان بهذا المستوى من التوافق إذا كانت إجابتكما بنعم على الأسئلة التالية:
1- هل أنتما متوافقان في ما تحبون سماعه أو رؤيته من الفنون المختلفة؟
2- هل أنتما متوافقان في اختياركما لأصناف الطعام المختلفة؟
3- هل يتشابه ذوقكما عند اختيار الملابس أو الأثاث أو الحلي أو ما شابه؟
التوافق الغير مشروط:
ويشمل الحب والدعم بدون توقعات.
يتم تقبل الشريك كما هو وبدون أن يقدم أي شيء لرعاية العلاقة …ومع هذا لا تتكون ضده أي مشاعر سلبية على مدار الأيام … فهو حب بدون أي توقعات .. أحبه كما هو وكيفما يتصرف وكيفما يفكر.
وهو يمثل حالة الحميمية التي نعيشها مع أولادنا .. فنحن نحبهم كما هم ومهما فعلوا.
ومن الصعب الوصول إلي هذا المستوى بين الأزواج وذلك لأن العلاقة الزوجية علاقة تبادلية، تحتاج من كل طرف من طرفيها أن يبذلا جهدا من أجل رعاية العلاقة ودعمها.
المهم التأكيد على أن العلاقة بين الزوجين هي علاقة ديناميكية ومتحركة، أحيانا تتواجد كل المراحل وأحيانا أخرى يسقط بعضها.
مراحل التوافق هذه يمكن استخدامها كدليل أو معيار لقياس قوة ومتانة العلاقة بين الزوجين، ومواطن الخلل والقصور.
عندما تتعرف على موطن المشكلة والخلل .. ناقش الأمر مع شريكك .. وابحثا سويا عن وسائل لعلاج هذا الخلل.
في انتظار جديدك المميز
دمتي في رعاية الله
تحياتي لكي
عسوووووووووووله