فصبرٌ جميلٌ والله المستعان -اسلاميات 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دمعاتٌ .. وآهاتٌ .. وزفراتٌ ..

تخرج من الأرواح المكلومه .. فتفتت مابقي من الآمال ..
وتنثرها في طريق اليأس ..

آلام .. وهموم .. وحسرات ..

تتسلل الى أجسادنا .. وتقبع على افراحنا ..
فتزلزلها حتى تندك ..

شؤمٌ .. وحزنٌ .. وعبرات ..

ترسم لوحةً سوداء .. وتلونها بألوان الكآبة ..
وتنحت عليها تواقيع الإعدام النفسي ..

هكذا هي حياتنا .. ان اصابتنا ضائقة ..
وهكذا هي الدنيا في وقت المحن ..
وهكذا مايريد الشيطان اللعين لنا ان نكون ..

ولكن

لن نمكنه مما يريد .. ولن نتعلق بحبائله البائسه ..
ولن نستمع الى خواره .. ولن نستقبل تكهناته ..

وسنعلنها

صبرٌ جميلٌ .. والله المستعان ..

تأخر الحمل .. لم ارزق بوظيفة .. لم اتزوج بعد ..
لم انجح .. لم يوسع لي في رزقي .. لم اهنأ في سكني ..

الله اراد ان يؤخر لي بعض الأمور
فصبرٌ جميلٌ .. والله المستعان ..

ماتت ابنتي .. اصبحت ارملة .. تطلقت ..
تزوج زوجي .. قطعني ابني ..

الله اراد ان يمتحنني
فصبرٌ جميلٌ .. والله المستعان ..

ظُلِمت .. جُرِحت .. هُجِرت ..
شُتِمت .. سُحِرت .. مَرِضت ..

الله اراد ان يأجرني
فصبرٌ جميلٌ .. والله المستعان ..

تلاشت الأحلام .. غُيِّبت الأمنيات ..
احترقت الذكريات .. وتبددت الطموحات ..

الله اراد ان يكون ذلك
فصبرٌ جميلٌ .. والله المستعان ..

نعم

صبرٌ جميلٌ
لاسخط معه ولا جزع

صبرٌ جميلٌ
لايأس فيه ولا قنوط

صبرٌ جميلٌ
صبر ثباتٍ وعزة .. صبر رضاً وتصديق ..

صبرٌ جميلٌ .. يحملني من اراضي الاعتراض الى اراضي التسليم ..
صبرٌ جميلٌ .. ينأى بي عن مهاوي التسخط الى جنان الخضوع ..
صبرٌ جميلٌ .. يرضيني بقسمة الله الخييرة ..
صبرٌ جميلٌ .. يقوي ايماني ويقيني بالله ..
صبرٌ جميلٌ .. يرفعني فيقربني الى خالقي ..

{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }

ستنجلي ظلمات العبوس .. وستنقشع غيوم الألم ..
إن ايقنت انَّ الله سيعوضني خيراً مما حرمني منه ..

وستنغلق ابواب الوساوس .. وستندحر مكائد الشيطان ..
ان سلمت الأمر لله وتوكلت عليه وتفاءلت بخيره القادم ..

ستهب نفحات الخير .. وستنتشر زهور السعادة ..
ان رضيت بقسمة الله وصبرت صبراً جميلا ..

فما أخذ الله مني .. إلا ليهبني ..
وما منعني .. إلا ليعطيني ..
وما امتحنني .. إلا ليمنحني ..
وما أحزنني .. إلا ليفرحني ..
وما صرفني عن شيء .. إلا لينجيني ..
وما أخَّر عني رزقاً .. إلا ليكرمني بأحسن منه ..
وما نزع مني نعمةً .. إلا ليطهرني من ذنب ..
وما ردَّ عني أمراً .. إلا ليتفضل علي بالأحسن ..

( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )

صبرٌ جميلٌ ..
قال ابن تيمية رحمه الله: "الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه"
وقال مجاهد رحمه الله:" هو الذي لا جزع معه" [تفسير ابن كثير 2/489].

ومما نقله ابن القيم في مدارج السالكين أن الصبر:
"حبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية"

وقال يحيى بن معاذ : الصبر الجميل أن يتلقى البلاء بقلب رحيب ووجه مستبشر.

وقال الترمذي : هو أن يُلقيَ العبد عنانه إلى مولاه ويُسلِم اليه نفسه مع حقيقة المعرفة فاذا جاء حكم من أحكامه ثبت له مسلما ولا يظهر لوروده جزعا ولا يرى لذلك مغتما.

وقال الثوري : ثلاث من الصبر : أن لا تحدث بوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك.

وقفة مع صابرة

صابرةٌ على أذى اصابها .. سلمت الأمر لله ..
رضيت بقضائه .. بل .. ورجت ستره وعفافه ..

تريد الجنة .. وتريد الستر ..
فكان لها ذلك

في الصحيحين أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعطاء رحمه الله: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قال: بَلَى. قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ»؟ فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا.

ايقنت عظيم جزاء الله .. وصدق وعده ..
عرفت ان ماعند الله خير وابقى ..
توكلت على الله .. فجزاها حسن الثواب ..
عندما صبرت صبراً جميلاً .. لاجزع فيه ولاسخط ..

ولكلٍ منا في حياتها وقفاتٌ مع الصبر الجميل ..
ولكلٍ منا أفراحٌ مع هبات الله الجزلى ..
ولكلٍ منا مواقف شكر لعطيات الله المباركة ..

ما أحسن الصبر في الدنيا وأجمله
عند الإله وانجـاه مـن الجـزع
من شد بالصبر كفا عند مؤلمـة
ألوت يداه بحبـل غيـر منقطـع

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) }