تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عيون دامية .في مدرسة الأشباح ! روايات

عيون دامية .في مدرسة الأشباح ! روايات 2024.

عيون دامية …في مدرسة الأشباح !

خليجية

أخيرا تخرجت… لن أعمل في الترجمة بالرغم من حبي لها، لكن حبي للأطفال أشد .. أريد أن أصبح معلمة أطفال .
هكذا قررت نور وأخبرت جارتهابذلك حين سألتها. فعرضت الجارة عليها أن تذهب للمدرسة التي يعمل بها زوجها مدربا رياضيا ووافقت ،وليتها لم تفعلوذهبت لتبحث لنفسها عمل في أي مكان آخر غير تلك المدرسة … لكنها لم تكن تعلم بماينتظرها هناك….
وبالفعل ذهبت نور وأخذت معها أوراقها بعد أن أخبرها جارها باحتياجهم لتخصصها هناك وأن المديرة ستسعد بمقابلتها، فلديها ابنة في نفس عمري حديثة التخرج أيضا . أي أنني سأك.ن في نظرها مثل ابنتها وستعاملني بلطف فلا أهاب المقبلة لأنها أول مقابلة لي. وذهبت في اليوم المحددوانتظرت المقابلة في مكتب السكرتارية…
لا أدري لماذا شعرت وقتها بانقباض شديد وضيق يجعلني أنفر من ذاك المكان وكدت أهرب منه.، لكني تماسكت وقلت لنفسي لعلها الرهبة ..
لكني كلما نظرت حولي يزداد رعبي وخوفي… ماهذا اللون القاتم الكئيب الذي يضيق النفس الذي أراه في فناء المدرسة ؟ هل هذه هي جنة الأطفال التي أمني نفسي بها؟ لا أدري لماذا أشعر أن هذا المكان ماهو إلا كهف مهجور لايسكنه سوي الأشباح وأري عيون كل الموجودين فيها غريبة …مخيفة
.. حزينة أو خائفة من شئ ما… ربما تائهة…
وأفقت من حديثي مع نفسي علي صوت السكرتيرة تدعوني لمقابلة المديرة ، فأخذتني قدماي لمكتبها ببطء شديد ودخلت فأشارت لي بالجؤوس "تفضلي"
سبحان الله الخلاق العظيم. ياله من وجه رائع الجمال، شديد البياض ، حلو الملامح ، شعرها الأشقر يظهر من تحت حجابها لأنه غير مربوط بإحكام وأغار عليه من فتنته وأتمني لو يستتر عن أعين الناظرين.. لكن حين نظرت إلي عينيها الملونتين لم تبهراني لمافيهم من حدة وشخوص … ااااه كم يفسد العبوس هذا الوجه جميل الخلقة .لكن صدق سولنا الكريم حين أمرنا بأن ندع الله أن يحسن أخلاقنا كما حسن في خلقنا … فالخلق هو ال ينة الحقيقية للإنسان التي إذافقدها لم يفلح شئ في حمل من يراه علي أن يحبه ، بل قد يجعل الوجه الجميل دميما ، كأنه وجه لشبح من الأشباح….
وتمت المقابلة ولم تشعر نور بالارتياح علي الإطلاق رغم إخبارها بأنها ستعمل معهم. . لم كل هذا التعجرف الذي تتحدث به تلك السيدة؟ ربما لأنها المديرة هنا.. لكة ما الذي يمنع أن تكون المديرة متواضعة بشوشة الوجه؟ لا لا ، هناك شئ غريب في الأمر تستشعره روح نور الشفافة ولن تذهب إلي هذا المكان مرة أخري..

وأشرف العام الدراسي علي القدوم وكانت نور قد اقتنعت بكلام أمها وجارتها وكذبت إحساسها بالرهبة من ذاك المكان ووافقت علي العمل فيه. وذهبت للتدريب . كانت تلك الأيام هي الثمرة الوحيدة من دخول نور ذلك المكان اللعين .. فلقد تلقت التد يب الرائع علي يد المعلمة الأولي هناك الذي يؤهلها للتعامل مع الأطفال وشرح الدروس لهم بطريقة مبسطة . كم استفدت حقا من تعليم تلك السيدة . عيناها كانت كعيون السيدة الشقراء ، تشعرك بالخوف وتحذراك لغضب الشديد الذي قد يصدر متهمافي أي وقت ودون سابق إنذار… فقالت نور لنفسها دعك من هذا الهراء . لاداع للتسرع في الحكم علي الناس…
لكن بدأت الدراسة، وفي ظل المخاوف البشعة التي كاتت قد انتشرت بين الجميع وقتها ممايعرف بإنفلونزا الخنازير أو swine flu، وماتردد عن احتمال هلاك معظم السكان في مصر بسبيها !
كانت نور تدعو الله أن يحمي جميع الأطفال من هذا الوباء المرعب الذي قد يودي بحياة الكثيرين كما يتردد بين الناس.
وبدأت المشاكل مع بداية أول يوم في العام الدراسي .. أولياء الأموووور
ااااه من أولياء الأمور في ذاك المكان المشئوم ! كم يمتاز الكثير منهم بالتعجرف الشديد أيضا.. لماذا أتيت إلي هذا المكان؟ صحيح أنه حي راقي لكن الترف قد أفسد معظم سكانه وجعلهم يمتازون بالغلظة والفظاظة ويعتقدون أن كل من يعمل في المدرسة هم عبيد لديهم يحق لهم أن يفعلوا بهم مايشاءون لأنهم دفعوا لأولادهم مصروفات كبيرة !
أين احترام المعلمة التي تذهبين إلي بيتك وتنامين أو تذهبين إلي عملك أو تفعلي كاتشائين وتتروين أطفالك في ظل رعايتها ؛ تعلم وتربي وتوجه وتنصح . ألا تستحق منك التقدير ؟!
لا ادري لماذا ذاك الشعور الذي كان ينتابني حيال الأطفال هناك؟ أين البراءة ؟ أين الحياء ؟ أين الطفولة الجميلة ؟ قليلون هم من أجد فيهم تلك الصفات وسط الكثيرينممن انعكست عكرفى أهاليهم وأخلاقهم السيئة عليهم …
لكني قلت لنفسي فلأصمد وأقوم بداخلهم ما أفسده الأهل ، فلاذنب لهؤلاء الأطفال فيوا يفعله أو يقوله الآباء والأمهات الذين يقفون خلف أبواب الفصول الزجاجية بفيون الصقور المتريصة للفريسة التي ستخرج لهم ويوبخونها علي مستوي ﻵطفالهم المتدني في اءدراسة ولم يمض سوي أسبوع واحد؟ ماذا عساني أن أعلم طفل في أسبوع واحد مايجعله طليقا في اللغة؟
أدخل غرفتنا المظلمة المليئة بالعيون التي قد أدماها البكاء ،بكاء من ألكلام القاسي الذي يوجهه أولياء الأمور كطلق الرصاص… وبكاء من الشقراء التي إذا أرلضت أن ترضي أم طفل تأتي بالمعلمة وتسمعها مالذوطاب من كلام قاسي دون أي مراعاة لآدميتها لا حتي لمكانتها..
كنت أنظر إليها فأري أمي اامريضة مثلها بداء السكري فلا أرد لهاكلاما أمام أولياء الأمور بالرغم من أنها لاتري في وجهي ابنتها التي لاتحب أبدا أن يعاملها أحد مثلما تعاملني هي ودون أن أستحق ذلك…
لماذا لانهرب من ببت الأشباح هذا ونتركه؟ لماذا ترضين بدموع عينيك وامتهان كرامتك ؟ فهذه لها فيها بن تربد أن تظل بالقرب منه ، وهذه لا تعرف مكانا غيره وتحتاج الراتب، اما انا فكنت احلم بالمستحيل ، تغيير أخلاق الجميع في هذا المكان بحسن خلقي .. إلي أن أقالتني الشقراء وأراحتني من عذابي في بيت الأشباح …أيضا دون شيئ أفعله ولترضي أولياء الأمور اللاتي لابعجبهن انتقادي لسلوك الأطفال هناك…
أخبرا نجوت
قصة جد حزينة تحسسني بما مرت به نور
من حزن وخوف
تسلمي مشكورة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة النبيلة خليجية
قصة جد حزينة تحسسني بما مرت به نور
من حزن وخوف
تسلمي مشكورة

شكرا علي مرورك العطر حبيبة قلبي وتوأم روحيخليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.