سبحان من جعل مع الصبر نصرا… ومع كل ضيق فرجا … ولكل شدة مخرجا … ولكل بداية نهاية. فالليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر … والعمر مهما طال فلا بد من دخول القبر.
صبر سيدنا آيوب عليه السلام
لقد كان نبي الله آيوب عليه السلام من أغنى الاغنياء ولدية الصحة و الجمال و الاولاد و يعبد الله بإخلاص ولا يشرك به شيئا ويدعو الناس لعبادة الله جل وعلا ولا يشركوا به شيئا
فأراد الله أن يظهر للناس أن آيوب عليه السلام يعبد الله فى السراء و الضراء فإبتلاه الله بذهاب جميع أمواله وبعد أن كان من أغنى الاغنياء أصبح من أفقر الفقراء فصبر سيدنا آيوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام على ما آبتلاه الله به لانه يعلم أن أمر الله كله خير وظل يعبد الله سبحانه وتعالى ويشكره على كل شئ ولكن لم تنتهِ بعد المحن فبعد ان ابتلاه الله بالفقر آبتلاه الله بفقد جميع آولاده فصبر سيدنا آيوب عليه السلام و أخذ يحمد و يشكر الله على كل شئ
ولم تنتهِ بعد المحن ولكن آبتلاه الله فى جسده فأصابه بالمرض ولايزال سيدنا آيوب عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام يقابل آبتلاءات الله بالصبر و الرضا بما قسمه الله له والحمد و الثناء لله جل وعلا .
وإلى يومنا هذا يُضرب بصبر سيدنا آيوب المثل.
تخيل معى ‘‘
بعد ما كنت من الاغنياء فأصبحت من أفقر الفقراء فماذا تفعل سترضى بقضاء الله وقدرة وتشكره ؟
من بعد الاولاد فآبتلاك الله فيهم ستصبر و ترضي بقضاء الله جل وعلا ؟
من بعد الصحة و الجمال
أصبح جسدك عليلاً فماذا تفعل ,
فهل ستصبر صبرا جميلا ؟
لقد قابل سيدنا آيوب عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام جميع الابتلاءات بالحمد و الصبر الجميل و الشكر والثناء و الرضا بقضاء الله له
وعندما أشتد به الكرب دعا ربه قائلا
بسم الله الرحمن الرحيم
{{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}}
سورة الأنبياء: 83ـ84
{{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ *
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *}}
سورة ص: 41ـ44
فأمره الله أن يركض برجله ويغتسل فعندما فعل النبي آيوب ما آمره الله به
عادت الصحة والعافية.. عاد المال.. ودبت الحياة من جديد
بعد سنوات عديدة من أشدالابتلاءات وعوضه الله جل وعلا عن فقده لآولاده
ورزقه الله بنينا وبنات من جديد..
فأصبر أيها المسلم , أيتها المسلمة على ما آصابك و أعلم ان كل قضاء الله جل وعلا خير لنا فلنصبر صبرا جميلا
*وبشر الصابرين *
قال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ.. إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ.. وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ.. إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.. وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.)) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم .
اللهم أغفر للمسلمين و المسلمات و للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم و الأموات .
اللهم آمين يارب العالمين .