تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حث الإسلام على الزواج حثاً قوياً

حث الإسلام على الزواج حثاً قوياً 2024.

حث الإسلام على الزواج حثاً قوياً

خليجية

حث الإسلام على الزواج حثاً قوياً باعتباره المتنفس الشرعي للغريزة الجنسية – التي هي من أقوى الغرائز إلحاحاً – وكذا باعتباره المدخل الشرعي الرسمي لتكوين الأسر ، وإنجاب الذرية ، واستمرار الوجود الإنساني . ويتجلى هذا الحث في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فمن الآيات القرآنية قول الله – عز وجل .. فانكحوا ما طابلكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ومن الأحاديث النبوية قوله يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ، والمراد بالباءة : القدرة على الزواج صحياً ومالياً . و(الوِجَاء) بكسر الواو : مأخوذ من وَجَأَ بمعنى : قطع ، والمعنى : أن الصوم قاطع للشهوة لمن لم يستطع الزواج . وبقدر الترغيب في الزواج كان الترهيب من العزوف عنه في حالة انتفاء الموانع؛ حيث إنه لا رهبانية في الإسلام عن أنس بن مالك -رضي اللهعنه- قال جاء ثلاثة رهط إلى بيوت النبي يسألون عن عبادة النبي – فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم : أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا ، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبداً . فجاء رسول الله – e – فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني . وفي إطار الحث على الزواج والتنفير من العزوف عنه يهيب الإسلام بأتباعه أن ييسروا أمر الزواج ، وألا يقحموا أمره في مضمار السباق المادي المحموم الذي لا يتناسب مع علاقة أساسها السكن والمودة والرحمة ، كما قال – تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ، ولا أدل على هذا من قول الله – عز وجل – لافتا الأنظار إلى أن الزواج ليس نتيجة للغنى ولكنه سبيل إلى الغنى وأنكحوا الأيامى منكم والصالحينمن عبادكم وإمائكم إن يكونوافقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ، ولذلك قال عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه – : " التمسوا الغنى في النكاح . وما أعظم الإسلام الذي رسم لكل من لم يستطع الباءة سبيل العفة ، إعانةً له علىالامتثال لقول الله – تعالى – وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ، وذلك بما يلي : * اللجوء إلى الصوم : لقوله ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ؛ وذلك لما للصيام من تخفيف لغلواء الشهوة ، وتقوية لمعنى المراقبة لله والخشية منه ، ويدخل في معنى الصوم كل مايؤدي إلى التخفيف من سلطان الغريزة وجموح الشهوة ، مثل عدم الإسراف في تناول الطعام والشراب ، واستفراغ طاقة الجسد في العمل والإنتاج ،وملء وقت الفراغ بالنافع المفيد كممارسة الهوايات الرياضية والثقافية . * تجنب مسببات الإثارة : امتثالاً لقوله – عز وجل ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ، فكل ما يثير الغرائز داخل في إطار هذا النهي ؛ لأنه يقرب إلى الزنا ، أو على الأقل يؤثر على الاستقرار النفسي للإنسان . إن الزواج يحمي المجتمع – ولا شك – من الجرائم السالف ذكرها، ويحقق الأمن والاستقرار النفسي ، حيث إن الزواج إشباع للغريزة ، وتنفيس للشهوة ، ووضع لها في مجراها الطبيعي ، وبذلك تزول الاضطرابات النفسية التي تنشأ من الشعور بالإثم والخطيئة ، وقد بين النبي – e – هذه الحقيقة بقوله إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يردما في نفسه . قال الإمام النووي – رحمه الله – : " ومعنى الحديث أنه يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأتهأو جاريته إن كانت له فليواقعها ؛ ليدفع شهوته ، وتسكن نفسه ، ويجمع قلبه على ما هو بصدده. كما تمنع تلك الاضطرابات عن طريق السكن العائلي الذي يعيشه الفرد بعيداًعن الشجار والمنازعات ، وصدق الله إذ يقول هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها

جزاك الله خيرا…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.