( يده فيها الفساد والتخريب) عبارة تطلقها ألسنة أمهات كثيرة يعانين من حيل أولادهن لتكسير الأشياء ، وفك ما يستطيعون فكه من اللعب والأدوات المستخدمة في منازلهم وإتلافهم وتدميرهم لكل ما يقع تحت أيديهم.
هذا الميل قد يكون طبيعيا، وقد يكون مؤشرا على نزعة عدوانية ، فالطفل يخرب ربما لقلة مهارته ورعونته أو حبا للاستطلاع والفضول ، وهذه سمة إيجابية ستأخذ مسارها الصحيح بتقدم عمر الطفل وإدراكه لأهمية الحفاظ على ممتلكاته وممتلكات غيره.
الثأر من السلطة لأبويه
أما التخريب المرضي فقد يندفع إليه الطفل بعوامل انفعالية مكبوتة تظهر على الطفل المخرب في شكل اضطرابات سلوكية مثل التبول اللاإرادي وقضم الأظافر، وقد يعبر الطفل بتخريبه للأشياء عن تشفيه وانتقامه وثأره لذاته من السلطة الوالدية التي فشل أبواه في أن يخلقا له بها علاقة وثقة وتكامل.
والتخريب ليس ظاهرة نفسية فحسب ؛ إذ قد تكون له أسباب عضوية مثل: اختلال إفرازات الغدة الدرقية أو النخامية، وما يترتب علي ذلك من اضطراب النشاط الجسمي والعقلي للطفل.
وفي أحيان كثيرة يرجح التخريب إلى إحساس الطفل بإهمال والديه له، وهذا ما يفسر نزوع أطفال الشوارع لتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، وربما استهدف الطفل من وراء التخريب لفت الأنظار أو إظهار السخط على وضع أو شخص ما.
لابد من (فهم الدوافع أولا )
أما وسائل علاج التخريب فتتلخص في فهم دوافع الطفل،اولا ومحاولة التغلب عليها وهذا يعتبر أهم كثيرا من معاقبته على تصرفه، كما يجب مساعدة الطفل على التنفيس عن الغضب بشكل سلمي من خلال الرياضة والألعاب والهوايات الفنية.
وعلى الوالدين إشعار الطفل بالاهتمام ومعاملته باعتدال يشعر معه بأنه مقبول.
ويواجه السلوك التخريبي للطفل بوسائل متعددة منها:
– وقف سلوك الطفل التخريبي بهدوء.
– إصدار أمر لفظي له مثل: لا تحطم زجاج المرآة.
– شرح سبب منعه من التخريب ببيان القيمة المادية للشيء وحقوق الآخرين.
– عزل الطفل خمس دقائق حتى يهدأ ثم امتداح هدوئه ومكافأته عليه.
– مساعدة الطفل على معالجة خطئه بدفع تعويض عما أتلفه أو محو آثار ما فعله مثل مسح آثار الكتابة على الحائط.
السيطرة على المشاعر
إن مفتاح نجاح الوالدين والمربين في معالجة الطفل المخرب تكمن في مساعدته على إيجاد أفضل الطرق للسيطرة على مشاعره والتعبير عنها بشكل مهذب لا يجنح إلى التخريب مع إشعاره بأنه محل للاهتمام، وأن تخريبه للأشياء سيجعله محلا للكره والنقد