للقصص أهمية قصوى بالنسبة للأطفال؛ إذ إنها تغرس في نفوسهم القيم
والمبادئ، وتنمي جوانب شخصيتهم الحسية والعقلية والروحية، فالطفل
يعايش القصة ويتخيل نفسه بطلاً فيها، خاصة إذا كانت أحداثها واقعية، فهي
تحرره من واقعه وحدوده التي يعيش فيها، إلى عالم واسع فسيح، يعيش
فيه مع الأنبياء والقادة والأمراء.
ومما يؤكد فاعلية "الحدوتة" في تربية الأطفال، أنهم يحنون إليها
ويستمتعون بها، ويجذبهم ما فيها من أفكار وأخيلة وحوادث، بل إن القصة
فوق ذلكي تستثير اهتمامات الطفل بالمعلومات، وتعرفه الصحيح من الخطأ،
وتنمى حصيلته اللغوية، وتزيد من قدرته في السيطرة على اللغة، وتنمي
حصيلته اللغوية، وتزيد من قدرته في السيطرة على اللغة، وتنمي معرفته
بالماضي والحاضر.
قربى وتربية
ولكين ماذا نحكي لأطفالنا؟، يقول الأستاذ عبد الله محمد عبد المعطي في
كتابه: "أطفالنا.. خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقاً" إذا كونيا نريد
جيلاً إيماني النشأة، إسلامي النزعة، رباني النهج، ملائكي الخلق، فنحن
بحاجة إلى نوع خاص من القصص والحكايات، ربانية الهدف، إيمانية الإيحاء،
قرآنية المفهوم، قصص تكون إلى الله قربى، وعلى طريق التربية خطوة،
وهذا النوع الخاص من القصص سنجده في:
1 أحسن القصص: قال تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا
إليك هذا القرآن (يوسف:3)، فعندما سأل الصحابة الرسول {: "لو قصصت
علينا؟ نزلت هذه الآية فأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.
وحينما نحلق في القصص القرآني نجده يمتاز بسمو غاياته، وشريف
مقاصده، ويحتوي على طرق شتى، تساق أحيانًا مساق الحوار، أو الحكمة،
والاعتبار، وتارة التخويف والإنذار، وكل هذا وغيره ساقه الله تعالى في قول
بيِّن، وأسلوب حكيم، ولفظ رائع، والمكتبة الإسلامية مليئة بمثل هذا القصص
(سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، أهل الكيهف، مؤمن آل فرعون.. وغيرها الكيثير).
2 سيرة سيد المرسلين: إن من الأمور التي أوجبها الله تعالى التأسي
برسول الله { ولذلكي حرص الصحابة والتابعون على غرس حبه { في قلوب
أبنائهم "كونيا نعلم أولادنا مغازي رسول الله { كما نعلمهم السورة من القرآن.
ويمكوني الاستعانة بكتاب السيرة النبوية المصورة للأطفال أو غيرها.
3 أخبار النجوم: قال تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
والذين اتبعوهم بإحسان..(التوبة:100)، قال رسول الله {: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
إنه لحري بنا أن نربي أطفالنا على كريم أفعالهم، وحميد خصالهم، وكتاب
"صور من حياة الصحابة" وسلسلة "فتية الإسلام" تفيد في هذا المجال.
4 عظماؤنا في التاريخ: قال رسول الله {: "لايزال الله يغرس في هذا الدين
غرسًا، يستعملهم لطاعته إلى يوم القيامة"، ولكيم يحتاج الأطفال في زماننا
إلى الارتواء من نبع العظماء الذين لم يعد من السهل على الطفل أن يرى
مثلهم صورًا حية أمامه، ويكفي كتاب "أشبالنا العلماء".
5 قصص كليلة ودمنة، وقصص الأستاذ نجيب الكييلاني وغيرها.
جند من جنود الله
ويضيف الأستاذ محمد سعيد مرسى الخبير التربوي أن القصة سمة واضحة
في القرآن الكيريم، فقد عرض القرآن لقصص الأنبياء والسابقين للتذكرة
والاعتبار، وقد قال بعض السلف: الحكايات جند من جنود الله تعالى يثبت الله بها قلوب أوليائه.
وقال أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليَّ من كثير من الفقه؛ لأنها آداب القوم.
ولكين هناك بعض القصص التي يجب التحذير منها مثل: قصص الخيال التي
تصيب الطفل بالإحباط، والعجز أكثر ما تفيده، وتفقده القدوة فيمن حوله مثل: قصص سوبرمان، والننجا، وعلاء الدين.
قصص الرعب لما تفعل من تخويف للطفل فتورثه الجبن .
القصص التي تدعو إلى الرذائل والدنايا.
القصص التي تمجد الكفار وأعمالهم كالتباهي بشرب الخمر ولعب الميسر.
القصص التي لا فائدة منها.
وأنصح كل مربٍّ عدة نصائح منها:
ألا يجبر الطفل على سماع قصة لا يحبها أو في وقت لا يحبه.
أشرك أولادك معك أثناء الحكاية.
ركز في كل جزئية من كل قصة على الدروس المستفادة والعبرة، وتأكد من استيعاب أبنائك لها.
تأكد من تركيزهم أثناء الحكاية، وعدم شرود بعضهم خاصة صغار السن والذين هم قبل الخامسة.
اسألهم عما استفادوه من القصة بعد نهايتها.
يمكن أن تنهي القصة قبل نهايتها لتزيد من شوقهم إليها، فحاولي عصر
ذهنهم لتوقع النهاية، خاصة إذا أنهيتها على جزء حيوي فيها لتشوقهم لبقيتها.
يمكوني أن تصبح القصة وسيلة للثواب والعقاب من يخطئ تحرمه من سماع القصة، ومن لا يخطئ تسمعه قصة يحبها.
بس يطلع عندي يجب ان تضعي بعض السمعات
أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..
وتقبلي ودي واحترامي
نجوم