السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حنايا الروح
استجمع قوته لشهيق يملأ به رئتيه الجائعتين ,لأكسجين يغذى به خلايا مخه التى تعبت من تمرير شريط ذكريات تقطر أنينا وألما , لم يعد يطيق أن يستمر على هذا المنوال فى العيش , ماعاد للحياة طعم مستساغ فى تفكيره , اغرورقت عيناه بالدموع حين اشرأبت عواطف وأحاسيس من بين ثنايا روحه تطلب منه أن يعطيها حقها ويعتنى بها كما أعتنى كثيرا بجسده , كان ومازال يفتخر بحسبه ونسبه وكثرة ماله بين أصحابه , تمتع بكل متاح أمامه من الشهوات , وشرب من كأس ملذات الدنيا حتى الثمالة لم يفكر يوما أن يضع جبهته ويقف على قدميه أمام مالك الكون
والآن رغبة السجود تكتسح كيانه كله , لكنه لايستطيع ذلك إلا أذا ساعده أحد … . مازالت الجراح لم تندمل بعد ,لكن جرحا عميقا لن يندم أبدا مازال ينزف وسيظل ينزف إلى الأبد , جرح فى قلبه الذى تكسر وتحطم بمطرقة الندم , لم يعد يستطيع أن يتحمل النظر إلى رجليه اللتين انعدمت فيهما الحياة ,فقدَ الشعور بهما بعد حادثة سير مروعة مكث فى العناية المركزة قرابة شهر وهو بعيد عن عالم الناس يشعرون به ولايشعر بهم حتى أمه التى كانت تبلل صدره بدموعها وهي تتحسس نبضات قلبه لم يشعر بها وهي محطمة تتلو آيات من القرآن وتدعو له أن يمد الله في عمره ليتوب
كانت تنصحه دوما أن يبتعد عن رفقة السوء وينتبه إلى نفسه وواجباته التى رمى بها عرض الحائط ,لكن لم يكن يسمع إلا صوت نفسه الأمارة بالسوء تدعوه أن يتمتع بحياته فهو شاب مثل أقرانه الذين زينوا له المعصية …
شباب تتدفق الحيوية والنشاط من أعينهم فلا يجدون تصريفا لها إلا بين أروقة المحرمات التى يسيل لها لعاب شهواتهم الجسدية
وهاهو الآن روحه قد كستها ظلمة الذنوب فماعاد يشعر إلا وكأنه سجين بين أضلعه يبحث عن نور وعن منفذ للانطلاق إلى عالم التوبة الفسيح الذى تتوق روحه أن ترفرف فيه وتتذوق طعم الحياة ومعنى السعادة فى ظل سجدة تسجدها خلايا كيانه كله أمام مالك الملك الذى يحيي ويميت
نادى أمه أن تمد له القرآن ليقرأ بعض آياته وليخلص وينظف عيونه مما علق بهما من المناظر المحرمة التى كان ينظر اليها ,… أمسكه وقبلّه وفتح وجال بنظراته بين الكلمات النورانية وبدأ الدفء يسرى فى عروقه وقشعريرة تهز كيانه كله بكى كثيرا وأبكى أمه التى كانت تراقبه فى صمت وتترقب ولادة جديدة لابنها الغالي. كان مخاضا عسيرا لروحه أن ينتشلها من ظلمة المعصية إلى نور التوبة ….مضى عام كامل على الحادثة وهاهو الآن رغم إعاقته إلا أنه يشعر بأنه أسعد إنسان على وجه الارض .قد حرر روحه وبدأ يتذوق طعم الطاعة ويستشعر حلاوتها فى سجدة تطوف به حول ملكوت السماوات والأرض وهو بين يدي رب العزة واقف يتلذذ بطاعة قد أنارت له الروح والجسد …..
ماعاد يشعر أن فيه نقصا , ماعاد يشعر أنه معاق مادامت روحه سليمة وفكره قد عرف طريق الهداية عاد لإكمال دراسته وابتعد عن رفقة السوء وصار يتابع مع أبيه تجارتهم التى أعطى لها كل جهده حتى صارت الشركة من أكبر الشركات فى مدينته ….لن يقف كرسيه المتحرك عائقا بينه وبين طموحه لقد تعلم من هذا الكرسي المتحرك أن يتحرك ولايقف عند إعاقته
جلس إلى المكتب لينجز بعض التعاملات …رن هاتفه النقال ….
ألو من ؟
رد الصوت : أهلا أحمد مبروك ….شهادة الماجستير صارت فى حوزتك إغرورقت عيناه بالدموع …الحمد لله … نظر إلى رجليه وابتسم …تحسس الكرسي بيديه شعر أنه يبتسم ويقول له ..مبروك … ولدت من جديد …
منقوولة للأمانة ..
الله يعطيكِ العااافيه
منوره القسم
حماااكِ الرحمن ورعاااكِ
الله يــ ع ـطيك آلف ع ـآفيه .
بنتظــآر جديدك آلقــآدم دومــآ
دمتِ بحفظ الله
رينـــآاآد . .
ريناد
اسعدني تواجدكم غالياتي
كل الشكر والتقدير
بنتظــآر جديدك آلقــآدم دومــآ
اسعدني حضورك حبيبتي
اشكرك …
تحياتي
اسعدني حضورك حبيبتي
اشكرك …