من منا لم يتعرض للظلم في وقت ما من عمره..اما ردة فعلنا على من ظلمنا فهي التي ترسم مﻻمح روحنا.. وتعطينا طابعها الذي يحدد من اي صنف من الناس نحن وماهي درجة حسن خلقنا..
ربما يتباهى الكثيرون بأنهم يستردون حقوقهم ممن ظلمهم أو حتى ممن حاول ان يتمادى معهم ..
وهذا ليس خطأ أبداً…بل هذا هو الحق..وجزاء سيئة سيئة مثلها بهذه الآية شرع العدل و هو القصاص فان تستعيد حقك من كل من يسيء إليك..هذاهو العدل
وجاء هذا في كتاب الله عن وجل حين قال:
(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ*وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ*وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) [سورة الشورى : 41]
ولكن يوجد في الآية خيار آخر.. ﻻ ينتبه اليه بعض الناس ..اﻻ انه العفو ..
فبالرغم من عجز بعض الاشخاص على ممارسة هذا الخلق العظيم ..سواء استطاع الرد على السيئة بسيئة بمثلها..ام لم يستطع..فهو ان لم يرد يعتبر انه عفا ..وذلك من العفو عند المقدرة ..
حتى لو لم نتمكن من الرد لضعفنا امام المسيء
اولأن الرد على السيئة بمثلها ﻻ يتوافق مع طبيعتنا ..
ففي كل الاحوال ان استطعنا أن نعفو ..هنا تكون القوة وهنا يكمن الاجر من الله عز وجل ..
ويكون من بعد الاجر أن يتولى الله عز وجل الانتقام لنا وهو الذي يسترد لنا حقنا ممن ظلمنا.. وينصرنا عليه ..ولكن بطريقة تليق برب استنصره عبد ضعيف مظلوم فنصره..
وهكذا يكون أجر العافي عند الله عز وجل ..اعظم بكثير ممن انتقم لنفسه..فإن سبك أحدهم ..واستطعت الرد ولكنك امسكت عنه ..في هذه الحال يبقى أجرك على الله فيرد عليه ويعطيك أجره ..أما ان دعوت على ظالمك فقد استنصرت لنفسك …ليس في ذلك ثواب وﻻ عقاب..
جاء في الحديث الشريف عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
"من دعى على من ظلمه فقد استنصر لنفسه"
ﻻ ثواب وﻻ عقاب..!!
(والذين يجتنبون الكبائر من الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون)
اما في هذه الآية الكريمة نجد أن مسامحة المسيئين الينا أخذت مرتبة أعلى..ﻻنها تعني أن تكون سجية الانسان وطبيعته تقتضي العفو و الغفران وليس الانتقام ..
أي أن روحه ﻻ تشتهي الانتقام أصﻻ ﻻنه يشوه الروح ..ويذهب الاجر من الله ..لهؤﻻء الاشخاص المسالمين..الطيبين مكانة أخرى عند رب العباد ..الى كل من اتصف بهذه الصفة أقول لتفتخر بامتﻻكك روحا طيبة وهبها الله لك فحافظ عليها ..فلك فيها عز من عند الله ..ولو فهمها من حولك من ضعاف النفوس والايمان..ضعفا وغباء..
فلو فكر الانسان قليﻻ ..مهما سيفعل ليرد على ظالم أذاه لن يستطيع ان يسترد حقه كامﻻ ويشفي غله..فالله أقدر على الرد منه وأقوى.. وأحكم …
وجاء في الحديث الشريف عن سيد الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصﻻة والتسليم..
"فما زاد الله تعالى عبدا يعفو اﻻ عزا.."
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [سورة الشورى : 43]
ومن أروع ما قرأت عن العفو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مجلس ومعه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فسب أعرابي ابا بكر فسكت عنه ولم يرد عليه. . والرسول يبتسم ..فازداد الاعرابي واخذ يزداد اساءة ﻻبي بكر واستفزازا له حتى رد عليه..فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقام من مجلسه فلحق به ابو بكر فسأله لما تغير وجهه وقام من مجلسه فقال له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما كان الاعرابي يسبك وتصمت كان هناك ملكان يردانه عنك ..ويدعوان عليه ..لكن عندما رددت انت ..تنحى الملكان وجلس الشيطان بين يديك فأبيت أن أجلس معه فقمت من مجلسي.
يجب أن ﻻ ننسى هذه الصورة الرائعة ويجب أن تحفر في وجداننا هذا الموقف كي ﻻننسى أبدا أننا طالما صمتنا أمام من يسيء الينا..فهناك ملكان يردانه عنا..وان رددنا على الاساءة دعونا الشيطان ليفرق بيننا..
اللهم ذكرنا بها عند الحاجة ..هذا هو الخلق الذي يعلمنا اياه الاسﻻم..
بقلم
ندى السمان
مــــوضوع جميل ومفيد ..!
يعطيك ربي ألف عافية ع طرح هذا الموضوع ، تسلم الآنامل ي عسل !
مـــــحبتي و تـــــقديري .. !
،، ،،