تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الزنا في الاسلام

الزنا في الاسلام 2024.

الزنا

الزنا
الزنا.. من أكبر الكبائر المهلكة.. تلك الفاحشة التي مقتها الله عز وجل ووعد من يفعلها ويقع فيها بالوعيد والعذاب الشديد.. عياذا بالله من الزنا.. فهو من أعظم الكبائر والمصائب التي تنكد على من يفعلها حياته و تفسد عليه دنياه وأخراه وتجعله في نكد دائم وهم لا يفارق.. ولا يزال شبحها يطارده وضررها يلاحقه حتى عند وفاته وفي قبره ويوم يقوم الأشهاد.. تلك الفاحشة الكبرى التي تجلب لفاعلها العذاب في الدنيا والآخرة.. تلك الجريمة الكبرى التى تتسبب في زوال الصحة والعافية وحلول البلايا والاسقام وتتسبب كذلك في محو البركة ومحق الأرزاق.. تلك الجريمة النكراء التي تتسبب في قطع الأرحام واختلاط الأنساب وزوال الإيمان.. تلك الكبيرة الشنعاء التي تلحق بمن يفعلها العار والشنار وتوجب في الآخرة عذاب النار.. فكم من نفس قد أزهقت بسببها وكم من رحم قد قطعت وكم من امراة قد طلقت وكم من صداقات قد مزقت وكم من مولود قد ألحق بغير أبيه.. كم من وجه قد سلب بهاؤه وكم من عين قد سلبت ضياؤها وكم من قلب قد اضطرب وانكمش بسبب هذه الفاحشة المنكرة.
فيا الله.. نسألك الستر والعافية والنجاة من هذه الفاحشة.. نسألك يا ربنا العصمة منها لنا ولأولادنا ولأزواجنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا والمسلمين والمسلمات فالمعصوم من عصمت يا ربنا والمحفوظ من حفظت سبحانك.. نسألك يا ربنا أن تجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن تأخذ بأيدينا إلى الطهر والعفاف و الهدى والتقى والإيمان.
هذا ومن المعلوم لدى عموم المسلمين والمسلمات لدى علمائهم وعامتهم أن الله عز وجل حرم هذه الفاحشة فقال سبحانه ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ﴾[45] وقال عز وجل عن المؤمنين ﴿ وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (٦٨)يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩)إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾[46] وحرمها كذلك عز وجل في مواطن كثيرة من القرآن الكريم وكذلك فقد حرم الله تعالى كل السبل الموصلة إليها مثل عدم غض البصر عن المحرمات والاختلاط والخلوة بالأجنبيات والمصافحة واللمس والخضوع بالقول كما ذكر آنفا… فقوله عز وجل ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ﴾ معناه لا تفعلوا وتقتربوا من الزنا بهذه المحرمات المذكورة لأنها كلها تقرب من الزنا.. وصفحات الجرائد وواقع المسلمين وما نراه بأعيننا لأكبر دليل على ذلك .
وبعد كل هذا…
قد يقول قائل…
قد يقول قائل أنا نيتي صالحة وليس في نيتي شيء وأنا أصادق زميلاتي أو أقاربي أو جاراتي على أساس أنهن أخوات لي وكذلك قد تقول هذه المقولة أي فتاة أو امرأة …!!
أقول لك أخي الحبيب أختي الفاضلة.. إن النية لا تصح إلا في الأعمال الصالحة وكما هو معروف عند المسلمين أن "النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد"… فلو أن رجلا أراد أن يحج إلى بيت الله فهل هذه إرادة طيبة ونية صالحة..؟ بالطبع نعم فلما ذهب ليحج بالفعل سرق وحج من هذا المال فهل تقبل منه هذه العبادة.. ؟! بالطبع لا.. لأنه ارتكب عملا فاسدا وهو السرقة ومعلوم أن السرقة محرمة في دين الإسلام ونيته الصالحة التي لا شك في صحتها لم تغير من فساد هذا العمل فكذلك الاختلاط وما يلحق به من ذنوب من خلوة ونظر ومصافحة وخضوع بالقول وزنا،كلها أعمال فاسدة في الشرع محرمة على المسلمين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة كما تقدم والنية الصالحة لا تغير من فساد هذه الأعمال.

فتش عن الثغرة
قال الدكتور محمد إسماعيل المقدم .. حفظه الله:
إن جعبة الباحثين والدارسين لظاهرة الاختلاط حافلة بالمآسي المخزية، والفضائح المشينة، التي تمثل صفعة قوية في وجه كل من يجادل في الحق بعد ما تبين. وإن الإحصائيات الواقعية في كل البلاد التي شاع فيها الاختلاط ناطقة بل صارخة بخطر الاختلاط على الدنيا والدين، لخصها العلامة أحمد وفيق باشا العثماني الذي كان سريع الخاطر، حاضر الجواب، عندما سأله بعض عشرائة من رجال السياسة في أوروبا في مجلس بإحدى تلك العواصم قائلا: "لماذا تبقى نساء الشرق محتجبات في بيوتهن مدى حياتهن من غير أن يخالطن الرجال ويغشين مجامعهن؟" فأجابه في الحال قائلا: "لأنهن لا يرغبن أن يلدن من غير أزواجهن" وكان هذا الجواب كصب ماء بارد على رأس هذا السائل، فسكت على مضض كأنه ألقم الحجر.
ولما وقعت فتنة الاختلاط بالجامعة المصرية؛ كان ما كان من حوادث يندى لها الجبين، ولما سئل طه حسين عن رأيه في هذا قال: "لابد من ضحايا" ! ولكنه لم يبين بماذا تكون التضحية؟ وفي سبيل ماذا؟.. لا بد من ضحايا..!!!
وأي ثمرة يمكن أن تكون أغلى من وأعز وأثمن من أعراض المسلمين؟!
فتبا لهؤلاء المستغربين وسحقا سحقا لعبيد المدنية الزائفة الذين أطلقوا لبناتهم ونسائهم العنان يسافرون دون محرم، ويخلون بالرجال الأجانب، مدعين أن الظروف قد تغيرت وأن ما اكتسبته المرأة من التعليم وما أخذته من الحرية؛ يجعلها موضع ثقة أبيها وزوجها؛ فما هذا إلا فكر خبيث دلف إلينا ليفسد حياتنا، وما هي إلا حجج واهية ينطق بها الشيطان على ألسنة هؤلاء الذين انعدمت عندهم غيرة الرجولة والشهامة فضلا عن كرامة المسلم ونخوته .
ومثل الذين يتهاونون في الخلوة والاختلاط الآثم بدعوى أنهم ربوا على الاستجابة لنداء الفضيلة ورعاية الخلق؛ مثل قوم وضعوا كمية من البارود بجانب نار متوقدة ثم ادعوا أن الإنفجار لا يكون لأن على البارود تحذيرا من الإشتعال والإحتراق…!! إن هذا خيال بعيد عن الواقع ومغالطة للنفس وطبيعة الحياة وأحداثها.
والآن نستطيع بكل قوة أن نجزم بحقيقة لا مراء فيها، وهي أنك إذا وقفت على جريمة فيها نهش العرض وذبح فيها العفاف وأهدر فيها الشرف؛ ثم فتشت عن الخيوط الأولى التي نسجت هذه الجريمة وسهلت سبيلها فإنك حتما ستجد أن هناك ثغرة حصلت في الأسلاك الشائكة التي وضعتها الشريعة الإسلامية بين الرجال والنساء، ومن خلال هذه الثغرة دخل الشيطان…!
وصدق الله العظيم إذ يقول ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا (٢٧)يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾[47]
تمت الرسالة والحمد لله رب العالمين
وجزى الله خيرا من نشرها وأذاعها نصيحة للمسلمين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدال على الخير كفاعله"[48]

منقول

اللهم جنبنا الفواحش ماظهر منها وما بطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.