الخلع .. قصة تبدأ وتنتهي بمأساة :
الذي يقف باب المحكمة
يجد هناك طوابير مليئة بالنساء في كل بقعة من العالم الإسلامي
اغلب قضائاهن تكون طلبا .. للخلع .
لذلك كثيراً من النساء
تتوقع أن الخلع حق يمكن أن تبادر به
إن لم ترغب في إكمال مسيرة الزواج مع رجل لم تتوافق معه في أمور الحياة
درس اليوم يا أحبتي :
سيكون عن مفهوم الخلع
ومتى يكون حق للمرأة أن تطالب به
وكيفية إجراءه دون مفاسد أو تفويت حقوق .
يعرف أهل العلم الخلع
بأنه طلب الزوجة فسخ عقد النكاح من رجل
لم تستطيع أن تعيش معه فتخلعه
من حياتها كما يخلع الشخص الثوب عن جسده .
قال تعالى:
{فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به}
والمقصود هنا أن تؤدي نفسها بمهرها طلبا للخلع
متى يحق للمرأة ؟
يكون لها عندما ترى من الزوج
ما يضرها في دينها أو نفسها أو أخلاقها
ويكون الضرر معلوم بالضرورة
وليس مجرد مشكلة
حصلت ليس فيها ضرب أو إهانة
وحتى لو وجد الضرب أو الاهانة
فلا بد أن تكون مستمرة
وعادة يقوم الزوج بها ظلما وعدوانا عليها سنين طويلة.
ونحصر أسبابه المنطقية فيما يلي :
1. كراهية المرأة لزوجها
دون أن يكون ذلك نتيجة سوء خُلق منه
2. عضل الزوج لزوجته
بحيث يكره الزوج زوجته ولا يُريد أن يُطلّقها فيجعلها كالمعلّقة فتفتدي منه نفسها بمالها
وإن كان يحرم عليه فعل ذلك .
3. سوء خُلُق الزوج
مع زوجته فتُضطر الزوجة إلى المخالعة .
4. إذا خافت الزوجة
الإثم بترك حقِّ زوجها الشرعي
5. إذا وقع عليها الضرر النفسي والجسدي والمعنوي واستحالة الحلول المقنعة من الطرفين أو طرفها المتضرر .
فإن لم يكن
طلبها للخلع فيما سبق فينطبق عليها
قول النبي عليه الصلاة والسلام :
( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ).
أحكام الخلع العامة :
يرى أهل العلم
يكون بإرجاع المهر المسمى في العقد فقط
و يصلح أن يكون في كل الأحوال دون التقيد بشروط الطلاق
ويمكن للمرأة
أن تعتد بحيضة واحدة فقط على الراجح
ولو حصل أن المرأة
ندمت بعد الخلع وإرادة الرجوع فيكون بعقد ومهر جديدين .
المشكلات في تنفيذ الخلع :
المشكلة الأولى :
لا يصح شرعا أن تجبر المرأة
عن التنازل عن أطفالها مقابل خلعها
لكون لها الحق في الحضانة مالم تتزوج وتجب على الرجل النفقة عليهم .
المشكلة الثانية :
وهي المبالغة في إرجاع المستحقات الشخصية
أو الزيادة على المهر المتفق عليه مسبقا وهذا أمر منكر .
واعتب كثيرا على بعض القضاة
الذين يجبرون المرأة على ذلك لعلها تعود لزوجها
ناهيك عن المماطلة في إصدار الحكم
ولكن إن تتنازل هي من نفسها
عما تملك أو تدفع شئ فوق المهر كإغراء للرجل أن يقبل بالخلع فلا شئ فيه .
المشكلة الثالثة :
إن يتعمد كثير من الرجال
الانتصار لكرامتهم المهدرة في أروقة المحكمة
من خلال الضغط على المراة بعد صدور الحكم من خلال أخذ ابناءها وحرمانها منهم أو تشويه سمعتها أو إذاءها جسدياً كما نسمع من ضرب أو تهديد بالسلاح .
يا أحبتي :
الخلع حل رباني
وليس فيه فضل ولا منة من أحد
فلا يجعل الرجل نفسه دنيئا أمام رغبة امرأة لا تريدة فتسحبه للمحاكم
ثم يزيد ظلما وجورا عليها في حرمانها من حقوقها أو سلبها مستحقاتها لكي يثأر لنفسه .
ناهيك عما تفضي إليه المشاكل
من ذلك سواء على نطاق الأسرة من قطيعة للحرم
أو ما يؤدي إليه من ألم نفسي
لدى الأبناء في حاضرهم ومستقبلهم سواء بعقوق أو عزوف عن الزواج
فالرجولة
أن تكون في إعطاء الحق لأصحابه قبل المطالبه فيه
قال تعالى (فَإِمْسَاك بمعروف أو تسريح بإحسان )ٌ
همسة :
الكرم طبع
لا يشترى ولا يصطنع
بقلم :
أ. عبدالرحمن القراش
اجدت الانتقاء والتقديم،
باقه ورد لروحك الراقيه ،
دمت بود + تقبلي مروري
الله يجيرنا من ظلم الزمان