لا صرت بالصمّان والقيض حاديك .. أيا حَسِين الدل و أيا المطية
عند سماع البيت لأول مره .. تجد ان هناك معاني مجهولة تحتاج الى توضيح
التوضيح :
هذا البيت عبارة عن سؤال من شخص لشخص
ومعنى البيت ( لو كنت في صحراء الصمان وقت الحر والعطش وأنت بلا راحله أو زاد …
وخيرت هل ستختار حبيبتك التي تحبها ( حسيـِن الدل اي الحسناء المدلله )
أو ستختار الناقه ( المطيه ) لتذهب بها إلى أهلك أو إلى أقرب ماء وظلال !؟
) وحسيـِن الدل ) صفه توظف عادةً لوصف الفتاة الجميلة في القصائد النبطية
مثلها مثل كلمة ( رعبوب , والجادل , حسين الدلال , وقايد الغزلان , وخشيف الريم , وصافي الثنيه , وضاح الثنيه )
وغيرها الكثير من المصطلحات الشعبية
البيت هذا له قصه مشهورة من الموروث الشعبي في الجزيرة العربية
والقصه هي :
أن هنالك رجل عجوز ،،، وفقير وله ابن واحد وكان والديه يرغبون في تزويجه أحد قريباته
ولكن الأبن يعشق فتاة أخرى من فتيات القبيلة ،، ويرغب بالزواج بها , وذهب إلى أهلها ليطلبها منهم
ولكنهم طلبوا مهرها ناقة أبيه التي لايملك غيرها
فعاد الأبن إلى أبيه وحكى له القصه
وطلب منه ناقتهم الوحيده ليقدمها مهراً لمعشوقته !
وكانت هذه الناقه هي كل مايملكون !
وتحت إصرار الأبن
فكر الأب في حيله يصرف الولد عن هذه البنت
وقال الأب : غداً سوف نذهب للصيد في الصحراء
ومن ثم نفكر في الأمر
وفي الصباح الباكر ذهبوا إلى الصمّان
ووصلوا منتصف النهار ،،،، وكان الحر شديد
والصحراء قاحلة ولا يوجد أي حياة في الصحراء أراحوا الناقة وأمر الأب ولده أن يذهب إلى إتجاه
وهو سيتجه في إتجاه أخر
ومن رأى منهم صيداً ينادي الأخر
ذهب الولد وأختفى عن أنظار أبيه
رجع الأب إلى الناقة ،،، وفك قيدها وأطلقها
وهو يعرف أنها ستذهب إلى البيت …….. وكان الماء والزاد مربوطاً بها !
وجلس الأثنان في الصحراء ويبحثان عن من ينقذهم
ولم يجدوا أحداً و أثناء ذلك كان الأب يردد هذا البيت
لاصرت بالصمان والقيظ حاديك …… أيا حَسِين الدل وأيـا المطيـة ؟
ليثبت أهمية الناقه ولا بديل لها
وبعد أن اظلم عليهم الليل شاهدوا نوراً من بعيد فذهبا إليه واستنجدا به فأكرمهم وقدم لهم الماء والزاد و الراحة
وفي صباح اليوم التالي جهز لهم ناقة ورحلوا إلى ديارهم
ومازال الأب يردد البيت السابق وفي هذا الوقت تنبه الولد لمقصد أبيه من وراء ترديد البيت
و رد عليه الولد بكل أدب بهذه الأبيات
الله كـــريم ولا ومــر بـــالـتهـاليـك ولا ومـــر بـفـراق صافي الثنيـه
لاصرت بيام الرخاء عند أهاليــك حبــة حَسِين الدل تسـوا المطيـه
ولما سمع الوالد من الولد هذه الأبيات حنّ عليه وأعطاه طلبه .. وزوجه البنت
————————————————————————
نقله لكم ||القيصر|| عن شـاعر المدينة المنورة
الأستاذ : طارق أنور الحريري