ثانيا : التغيرات في وظائف الأعضاء والهرمونات الجنسية
تبدأ هذه التغيرات في بداية مرحلة البلوغ ويمكن أن نلخصها كالآتي:
– التغيرات الهرمونية
– الحيض
أ- التغييرات الهرمونية في جسم الفتاة :
يولد الإنسان ذكراً أو أنثى حسب صفاته الجنسية الأولية ألا وهي أعضائه التناسلية الخارجية والداخلية ، ثم ينمو جسم الطفل تدريجيا حتى مرحلة البلوغ حين تبدأ صفاته الجنسية الثانوية في الظهور .. هذه الصفات في الإناث – كما أشرنا من قبل – تتلخص في نمو في حجم الثديين وإستدارة محيط الجسم خاصة عند منطقة الحوض والكتفين نتيجة إمتلاءههما بالدهون كذلك ينبت شعر العانة ويصبح الصوت أنثوياً رقيقاً ويكون الإتجاه العام للفتاة ذا طابع أنثوي ، وأخيراً يبدأ الحيض بالنزول وعندها تكون الفتاة مستعدة لإنجاز أعظم وأهم وظائفها التي سخرها الخالق – عز وجل – من أجلها ألا وهي الإنجاب إذا يسر الله زواجها ..
تبدأ الصفات الجنسية الثانوية للفتاة في الظهور قبل عام أو عامين من نزول أول طمث ( دورة شهرية ) ، ويتحكم في هذه الصفات الثانوية مجموعة من الهرمونات (الهرمون هو مادة كيميائية حيوية تفرز مباشرة في الدم بواسطة غدد تسمى الغدد الصماء).
إن الصفات الجنسية الثانوية هو حدث دائم بمعنى أنه بمجرد ظهورها فهي تبقى حتى ولو تم إزالة الغدد الصماء فيما بعد ( لأسباب جراحية على سبيل المثال ).
أما الهرمونات التي تتحكم في هذه الصفات الثانوية فهي :
1- الهرمونات العصبية :
والتي يفرزها (الهيبو ثلامس) وهو جزء من الجهاز العصبي المركزي أسفل المخ ، وتسمى أيضاً العوامل المنبهة وتقوم بتنبيه الغدة النخامية ( أسفل المخ داخل الجمجمة ) ، ومن عدد من العوامل تتحكم فيه وبالتالي فهي تؤثر بالتأكيد في عملية البلوغ بأكملها .. ومن هذه العوامل:
* قشرة المخ الخارجية.
* نوعية الغذاء.
*الإنفعالات والعواطف.
* الهرمونات التي يقوم المبيضان بإفرازها.
ومن ذلك يتضح لنا لماذا يتأثر البلوغ بما يحتويه من حيض وتبويض بعوامل يجب الإحتراز منها في تلك الفترة الحرجة في عمر الفتيات مثل الإكتئاب النفسي ( من أمراض العصر التي لم تكن معروفة من قبل ) والخوف والصدمات النفسية والعصبية وفقدان الشهية والنحافة الشديدة.
2- هرمونات الغدة النخامية ( الفص الأمامي ) :
وهي عديدة ولغرض التبسيط نورد منها ثلاثة أنواع :
أ- الهرمونات التي تقوم بتنبيه المبيضين وتجهيز البويضات للتلقيح.
ب- الهرمون الذي ينبه الغدة فوق الكلوية ( الغدة الكظرية ).
ج- الهرمون الذي ينبه الغدة الجاردرقية.
3- هرمونات المبيض ( الإستروجين و البروجيسترون) :
وهذه الهرمونات مسئولة مسئولية مباشرة عن :
* ظهور الصفات الجنسية الثانوية ( تصبح الفتاة بذلك أنثى مهيأة للزواج ).
* نمو وتهيئة المهبل – القناة التي تصل بين الفرج والرحم – لتأدية وظيفتها الطبيعية ( الجماع ).
* نمو الرحم وتهيئته لتأدية وظيفته الطبيعية ( حمل الجنين ).
ب- ظهـــــور الحيض:
يبدأ ظهور الحيض في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة تقريباً ويعتبر الحيض هو آخر حدث من أطوار فترة البلوغ ، حينئذٍ تصبح الفتاة أنثى قادرة على الإنجاب إذا تزوجت.
ماهو الحيض ؟
هو دم أحمر يخرج من خلال فتحة الفرج للأنثى ، من الغشاء المبطن لجدار الرحم ، ومن الممكن أن تصاب الفتاة بالخوف والفزع إذا ما رأت الدم في ملابسها الداخلية.
دور الأم في مرحلة ظهور الحيض :
1- يجب عليك أختي المسلمة ، إذا لاحظت التغيرات الجسمية على ابنتك ، أن تتوقعي ظهور الحيض بين وقت وآخر ، ومن ثم يجب عليك – رحمك الله – أن تمهدي لفتاتك عن حدوث تغيير آخر في فترة البلوغ وهو ظهور الحيض.
2- يجب عليك أختاه طمأنة ابنتك لحمايتها من الإصابة بالفزع والخوف إذا رأت دماً أحمر في ملابسها الداخلية وأن تفهميها أن هذا شيء عادي ويحدث لكل فتاة في مثل هذه السن ، كما في الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لما رأى عائشة – رضي الله عنها – وقد أصابها الحيض في حجة الوداع فحزنت لذلك لأنها لن تستطيع إكمال المناسك مع النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرها صلى الله عليه وسلم ، أن هذا الأمر لا يد لها فيه وقال : ( إن هذا الأمر كتبه الله على بنات آدم ).
3- ينبغي إعلامها أنها من هذه اللحظة أصبحت أنثى كاملة النضج وأنها بالغة ، ومؤهله للزواج ومن واجبها أداء جميع الفروض الإسلامية المشروعة التي ذكرناها سابقاً.
4- تفهيم البنت أن هذا الدم سوف ينزل كل شهر لمدة تراوح من 4-7 أيام .
5- تعليم البنت كيفية وضع الفوط الصحية لامتصاص الدم الخارج من الفرج .
6- المحافظة على نظافة منطقة الفرج باستمرار مع تغيير الفوط الصحية باستمرار للمحافظة على هذه المنطقة الحساسة من الالتهابات الفطرية والبكتيرية .
7- تفهيم البنت أن هذا الدم الخارج من رحمها هو دم نجس ، ويجب أن تمتنع عن الصلاة إذا أتاها الحيض كما يجب أن تمتنع عن الصيام إذا جاءها الحيض في رمضان كما في الحديث أن فاطمة بنت أبي حبيش سألت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فشكت إليه الدم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما ذلك عرق فانظري ، فإذا أتى قرؤك فلا تصلي ، فإذا مر قرؤك فتطهري ثم صلي ما بين القرء إلى القرء).
ويبين لها أنه لا يجب عليها قضاء الصلوات التي فاتتها أثناء فترة الحيض ولكن تقضي ما قد يفوتها من صيام أيام رمضان كما قالت عائشة – أم المؤمنين رضي الله عنها : (كان يصيبنا ذلك – تعني الحيض- على عهد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فنؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة).
ومن الأمور الشائعة والتي تكاد تكون ظاهرة في هذه الأيام أن كثير من مراجعات عيادة النساء والولادة من يأتين خصيصاً لطلب الحبوب المانعة للدورة الشهرية أو المؤجلة لها أملاً في صيام شهر رمضان الفضيل كاملاً .. وإلى تلك الأخوات المسلمات أود أن أقول أنه لا داعي أبداً لتلك الحبوب لأنها في الحقيقة عبارة عن هرمونات قد تؤدي إلى إضطراب هرموني بعد ذلك ، وبالتالي يؤدي إلى أعراض غير مرغوب فيها ، في الدورات التالية ، فيجب على النساء الإبتعاد عن هذه العادة ويجب عليهن عدم الإمتغاض والكآبة من نزول الحيض ، خلال الشهر الكريم ، فهذا شيء كتبه الله على بنات آدم وحواء ورخص لهم فيه الفطر خلال شهر رمضان الكريم ، ومادام هناك قضاء للأيام التي فاتتها بسبب الحيض فلا معنى للألم والامتعاض كما أسلفنا في الحديث السابق .
8- عدم مس المصحف الشريف أو قراءة القرآن الكريم أثناء الحيض قال تعالى : (لا يمسه إلا المطهرون) ، وقد ورد في الحديث في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم : (وأن لا يمس المصحف إلا طاهر).
9- عدم دخول المسجد وهي حائض :
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني لا أحل المسجد لحائضٍ ولا جنبٍ).
10- كما أنه لا يحل للزوج أن يجامع زوجته في الفرج لقول الله تعالى : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ) ، يعني إعتزال مجامعتهن في الفرج ، لكن لا حرج من الاستمتاع بين الزوجين إذا لم يكن في الفرج ، فقد ورد عن بعض أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يأمرها إذا كانت حائضاً أن تئتزر- ثم يباشرها وهذا من سماحة دين الإسلام ، فهذا الأمر لا يمنع من ملاطفة المرأة واستجلاب مودتها لا كما يعتقد اليهود وكما يفعلون فإن المرأة عندهم إذا حاضت لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يضاجعوها.
11- إعلمي يا أماه ، ويا أختاه ، أن نزول الحيض عادة لا يصاحبها أي أعراض مرضية أو آثار جانبية عند معظم الفتيات . ولكن من الممكن أن يصاحب نزول الدم بعض المشاكل الصحية مثل:
1- آلام في البطن .
2- آلام في الظهر والأرجل.
3- الشعور بالغيثان ، وقد يصاحبه قيء.
ومثل هذه الحالات لا تحتاج إلا لمسكنات بسيطة للآلام مع الراحه الجسمانية كما أنه من الممكن للفتاة شرب بعض المشروبات الساخنة مثل القرفة والحلبة والمرامية .
وفي بعض الحالات تكون آلام الظهر والبطن شديدة لدرجة أنها تمنع الفتاة من أداء واجباتها العادية وفي هذه الحالات تحتاج الفتاة لأخذ حقن مسكنة وراحة تامة مع شرب المشروبات الساخنة ، واستشارة طبية إذا لزم ذلك.
في بعض الحالات تشعر الفتاة بآلام في البطن ونزول بعض الدم بعد عشرة أيام تقريباً من انتهاء الدورة ، وهذا سببه في الغالب حدوث التبويض الشهري ولا خوف منه إطلاقاً.
ما العلاقة بين التبويض ودم الحيض؟
التبويض : هو العملية التي يقوم من خلالها المبيضان ( أحدهما أو كلاهما ) بإعداد وتنمية بويضة لتكون جاهزة للتلقيح بواسطة حيوان منوي من الزوج ينتجعن إتحادهما بإذن الله تعالى نطفة.
قال الله تعالى : (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ..) [سورة الحج ، الأية :25 ].
وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلاسة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقة مضعة فخلقنا المضعة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأنه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) .
بعد ذلك تنغرس النطفة في جدار الرحم وما أشبه ذلك بغرس بذرة النبات في الأرض الخصبة حيث ينبت النبات أما في الرحم فينبت الإنسان ذلك المخلوق الذي فضله الله تبارك وتعالى عن سائر المخلوقات.
دم الحيض : في أثناء عملية إعداد ونمو البويضة في المبيض تكون هناك في نفس الوقت عملية إعداد وتهيئة في مكان آخر ألا وهو مكان الغرس وهو الرحم حيث سيتم غرس البويضة التي تم تلقيحها بنجاح والتي انتقلت إلى طور ( النطفة ) والسؤال الآن الذي أكاد أسمعه من الأخت المسلمة : وماذا يحدث إذا لم يتم تلقيح البويضة بواسطة الحيوان المنوي المنتظر وهو الحال عند الفتاة قبل الزواج وعند بعض المتزوجات في فترات قد تطول أو تقصر بحسب ما يقدره الله سبحانه وتعالى .
دعينا أولا نستعرض الحال في موقعين:
الأول في المبيض : توجد بويضة معدة وناضجة وجاهزة للتلقيح.
الثاني في الرحم : الجدار المبطن للرحم من الداخل معد ومهيأ لإستقبال البذرة ( النطفة ) وهذا الإعداد في صورة زياة سمكه وكثرة الأوعية الدموية الرقيقة به ( وكأنه العش الذي يبنيه الطائر ليرقد فيه على البيض لحين الفقس ).
فإذا لم يأتي الحيوان المنوي لا يحدث التلقيح ولا تتكون النطفة وبالتالي لا يأتي الغائب المنتظر ، ومن ثم يهدم العش الذي بنى لهذا الغرض ، أي ينهار الغشاء المبطن لجدار الرحم من الداخل، وينزل من خلال عنق الرحم والمهبل ، ويظهر في هيئة دم الحيض عند الفرج .
ويحدث ذلك شهرياً ( تقريباً) : تهيئة بويضة وتهيئة الرحم فإذا جاء الحيوان المنوي ، تم التلقيح وحدث الغرس ، وإذا لم يأتي إنهارت تهيئة الرحم ، ونزل دم الحيض وكأن الرحم يبكي دماً لحرمانه من أداء وظيفته التي هيأه لها الخالق سبحانه وتعالى.
كيف التطهر من الحيض ؟ التطهر من الحيض هو الغسل الكامل ويكون على الصورة الآتية :
1- أن تنوي الغسل بالقلب دون النطق بالنية .
2- التسمية بقولك بسم الله ثم غسل يديك ثلاثاً بالماء .
3- الوضوء وضوءًا كاملا.
وفي حالة الغسل من الحيض يجب على الأم أن تفهم ابنتها أن تغسل فرجها بحذر ، لأن هذه المنطقة من أخطر المناطق في جسم الفتاة على الإطلاق ، وأنها تحتوي على ما يسمى بغشاء البكارة ، وعلى هذا فيجب عليها أن تغسل هذه المنطقة بحرص وحذر شديدين.
4- تحثي الماء على الرأس فإذا روى بالماء أفيض عليه ثلاث حثيات من الماء.
5- إغسلي سائر بدنك بالماء مبتدئة دائماً بالجهة اليمنى .
6- إغسلي قدميك في مكان آخر.
وهذا الغسل هو الغسل من الجنابة والحيض وهو للمرأة كما للرجل ، ولكن في حالة الغسل من الحيض أو النفاس ينبغي أن تزيلي أثر الدم تماما بمطهر له رائحة نفاذه على رائحة الدم وكما ذكرت أركانه النية ، تعميم الجسد والشعر بالماء .
عن عروة عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لها وكانت حائضاً (إنقضي شعرك واغتسلي) رواه الستة إلا الترمذي .
وعن عائشة أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن غسلها من الحيض فأمرها كيف تغتسل ثم قال : خذي فرصة من مسك فتطهري بها قالت: كيف أتطهر بها .. قال سبحان الله تطهري بها ، فاجتذبتها إلي فقلت : تتبعي بها أثر الدم ).
وبعد الإنتهاء من التطهر ، مرة أخرى تطمئن الأم ابنتها وتكلمها بحنان وتخبرها بالعودة إلى ممارسة العبادات المكلفة بها بالأخص الصوم والصلاة .
كما يجب على الفتاة بعد التطهر من الحيض أن تقضي ما عليها من صوم لو كان ذلك الحيض في شهر رمضان وليس عليها قضاء للصلاة والدليل على وجوب سقوط الصلاة دون الصوم عن الحائض ما ورد عن معاذة قالت : سألت عائشة فقلت : ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ قالت : كان يصيبنا ذلك (على عهد رسول الله ) فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
الله يقووووووويك
يحتوي معلومات قيمه ومفيده
تسلم الايادي لحسن وتميز الاختيار
دمــتِ بخـير ..
………….
تحـــيتــي …