الحمد لله الذي جعل امة محمد صلى الله عليه وسلم خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له القائل (كنتم خير امه اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) والصلاة والسلام على خير الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر محمد بن عبد الله القائل (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان) صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين.
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمه من شعائر الاسلام بسببه نالت هذه الامه خيريتها وتميزت بين سائر الامم قال الله تعالى (كنتم خير امه اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المكنر وتؤمنون بالله) الامر بالعروف والنهي عن المنكر حصن حصين من المحن ودرع يقي من الشرور والفتن وامانٌ تحفظ به حرمات المسلمين وبه تظهر شعائر الدين وتعلو احكامه ويعز اهل الايمان ويذل اهل الطغيان والفساد, اذا ساد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تميزت السنة من البدعة وعرف الحلال من الحرام….
بعد هذه المقدمه اريد ان اعرف دوري ودورك ودورها واين نحن من هذه الشعيرة العظيمة!!, فتعالو معي نستشهد من كتاب الله العزيز في سورة الاعراف من قصة اصحاب السبت حيث قال الله تعالى(واذ قالت امة لما عظون قوما الله مهلكم او معذبهم عذابا شديدا قالو معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون(164) فلما نسو ماذكرو به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلمو بعذاب بئيس بما كانو يفسقون(165) )
يقول السيد قطب عليه رحمه الله في تفسير هذه الايه في كتابه ظلال القران.. انقسم اصحاب هذه القصة او القرية او الحاضرة الى ثلاث امم او فرق امة عاصيه محتاله وامه تقف في وجه العصاه المحتالين وامه تَدع المنكر واهله وتقف موقف الانكار السلبي.
فالامه الاولى الامه العاصيه المحتاله المستحقه لعذاب الله عز وجل.
والامه او الفريق الثاني القائم بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم بواجب الاعذار الى الله عز وجل.
والامه الثالثه او الفريق الثالث يقول للامرين بالمعروف والناهين عن المنكر: مافائدة ما تزاولونه مع هؤلاء العصاه وقد كتب الله عليهم الهلاك والعذاب!!.
فلنستعرض الايات السابقه لنتدبرها ونتأملها…فالامه الاولى قال الله عز وجل( فلما نسو ما ذكرو به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلمو بعذاب بئيس بما كانو يفسقون)إنها فعلا الامه الواقعه في المنكر بل تأمر به وتنهى عن المعروف بل بعض اهل زماننا هذا بعضهم من بعض العلمانيه واللبراليه وقد وصفهم الله تعالى بهذا الوصف الشنيع قال الله عزوجل (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسو الله فانسيهم ان المنافقين هم الفاسقون)
والامه او الفريق الثاني هم القائمن بهذه الشعيره العظيمه شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد وصفهم الله بهذا الوصف (المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة).
امة او الفريق الثالث وهم الساكتون عن الحق بل المُخَذولون والساكت عن الحق شيطان اخرص.
وبعد هذه الايات الكريمة من كاتب الله عز وجل ارجع لكلمتي السابقه ماهِية ادوارنا جميعا واين نحن من هذه الشعيره العظيمة..؟
اقول:الخيريه مطلب عظيم وكل منا ينشده وسلعت الله غالية الا إن سلعت الله هي الجنه.هذه معايير ثلاثه كل منا يستطيع تحديد اتجاهه ومعرفة موقعه منها,سائلا الله عز وجل ان يجعلني واياكم ممن اختصهم الله بخيريته انه ولي ذلك والقادر عليه.
ولعله بالمثال اتضح المقال.!.ان في قيام شعيره الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظٌ لأمن الامه وان نصوص الشريعه انما جاءت لتحقيق المصالح للعباد ودرء المفاسد وهذه المصالح حفظ الضرورات الخمس المعروفه: الدين والنفس والعقل والنسل والمال, ولا تتحقق في واقع الامه الا بقيام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل ما يتضمن حفظها فهو مصلحه وكل ما يُفوتها فهو مفسدة ودفعه مصلحه.
وقد جعل الله عز وجل حماية الفضيله وعز الامة وصيانة امنها وتمكينها في الارض وفلاحها متعلقا بالقيام بهذا الواجب قال تعالى (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ويقول الله عز وجل (الذين ان مكناهم في الارض اقاموالصلاة واتو الزكاة وامرو بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الامور)الحج
يتبع
وايضا يقول الله عز وجل(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدة الارض)البقرة 51.
وان مما يحفز الهمم الى القيام بهذا الواجب ان صاحبه يكون له من الاجر مثل اجر الاوائل من هذه الامة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (ان من امتي قوما يعطون مثل اجور اولهم ينكرون المنكر) وقال صلى الله عليه وسلم من حديث جابر رضي الله عنه انه قال(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام الى امام جائر فأمره ونهاه فقتله).
لو تخلت هذه الامه عن القيام بشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشاغلت عنها لتسلط عليها الاعداء وتداعو عليها كما تدعى الاكلة الى قصعتها وتحولت الامة من مكان الصدارة الى الحضيض وعرضت نفسها لعذاب الله وسخطه واصابتها الكوارث والازمات في جميع جوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية . فأمنها سيبدله الله عز وجل الى خوف وغناها الى فقر وشبعها الى جوع واستقرارها وتئالف لحمتها الى فرقه ويقول الله عزو جل (ضرب الله مثلا قرية كانت امنه مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانو يصنعون)النحل.
ويقول الله عز وجل (لعن الذين كفرو من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصووكانو يعتدون كانو لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانو يفعلون)
اننا جميعا في زمنالمهله واننا والله نخشى على انفسنا من الغفلة والامن من مكر الله حيث قال عز وجل (أ فأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أ وامن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنو مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون)العرف 97-99
ويقول جل في علاه (واتقو فتنة لا تصيبن الذين ظلمو منكم خاصة)الانفال5
وقال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفه المشهور رضي الله عنه (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) انه تهديد يهز القلوب الحيه ويحث على المسارعه الى احياء هذه الشعيرة والعمل بها والدفاع عن القائمين بها واذا اعلن المنكر في مجتمع ولم يجد من يقف في طريقه فإنه سيقوى ويكثر الخبث وعند ذلك يحل بالامة العذاب والهلاك وقد ورد حديث ام المؤمنين زينب ري الله عنها قالتيارسول الله(انهلك وفينا الصالحون؟)قال صلى الله عليه وسلم(نعم اذا كثر الخبث).
وأي خبث اشد مما نحن فيه في هذا الزمان وهو سب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولصحابته واستهتار ومكر بهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهور متنفعين ومتاجرين بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسلط اهل الشر لتكون لهم القيادة والريادة على رقاب حراس الفضيلة فينالون منهم ويتطاولون عليهم وهذا مشاهد وملموس في هذه الايام ولا حول ولاقوة الا بالله.
وان بقيت واستمرت هذه الممارسات على هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من حجب للصلاحيات وتهديد ووعيد للامرين بالمعروف والناهين عن المنكر وهم صمام الامان لهذه البلاد المباركة والسعي الى شل حركة هذا الجهاز بصور عدة ومنها الترصد لاعمال القائمين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والبحث عن أي خطأ صغير وتحجيمه واذاعته و نشره بين الناس بجميع الوسائل بهدف انتقاص الامرين بالمعروف والنهاهين عن المنكر وهذه سياسة سحب البساط ولكن الله غالب على امره وقال الله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وقد سمعنا مع من سمع ذلك الصحفي التافه المدفوع حينما سئل سمو الامير نايف بن عبد العزيز يحفظه الله عن تحويل الهيئة الى شرطة دينية فكان الرد الصاعق عليه من سموه بصورة الاستهجان والاستهزاء: أأنت سعودي؟؟
ولا شك ان ولاة الامر في هذه البلاد المباركة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وبخدمة هذا الدين يعرفون جيدا ان عزهم واستقرارهم واستمرارهم فيمسؤلياتهم وتمكينهم يكمن في مناصرة الامرين بالمروف والناهين عن المنكر.
يقول الله عز وجلنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز).
كعادتك
مواضيعك مميزة وجميله
فشكراً لك من القلب
وشكرالموضوعك الاكثر من رائع
دمت بكل خير
كانت هـــــ نعہ_ـومہ_ـه ¶coobra¶ ــــــــــــــــا
لاحرمنا منك آبدآ ولآمن ابدآعك
بآنتظار جديدك المتميز
بارك الله فيك
ولا حرمك الأجر
دمت برضى الله وفضله
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخيروعافيه
و بارك الله لك و فيك …