خروج المهدي
قبل الشروع بالحديث عن المهدي نُذَكِّر بالحديث الذي حدَّث به رسول الله مخبراً عن الأحقاب الزمنية التي ستعاصرها هذه الأمة وكل حقبة من سيحكمها، وبشارته عليه الصلاة والسلام بالخلافة الإسلامية في آخر تلك الأحقاب، فقال عليه الصلاة والسلام: {تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت} [رواه أحمد عن النعمان بن بشير وقال الألباني صحيح انظر السلسلة الصحيحة (1/4)].
ومن العلامات الدالة على قرب خروج المهدي، بل هي أكثر دلالة وتأكيدا، هي ما أخبر عنها النبي في حديثه: {لتملأن الأرض جورا وظلما، فإذا ملئت جورا وظلما، بعث الله رجلا مني، اسمه اسمي، فيملؤها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما}[رواه البزار وأبونعيم عن معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعا وصححه الألباني، انظر الصحيحة (4/103).2].
المهدي رجل من المسلمين من آل بيت النبي من ولد الحسن بن علي بن فاطمة بنت رسول الله ، واسم المهدي كاسم النبي ، واسم أبيه كاسم أب النبي
والأرض تنتظر ظهور المهدي في وقت سيقدره الله سبحانه وتعالى، إذ لا يعلم وقت ظهور المهدي ملك مقرب ولا نبي مرسل، فهومن الأمور الغيبية التي اختص الله سبحانه وتعالى نفسه بعلمها؛ ويخرج المهدي في آخر الزمان يؤيد الله به الدين ويمكث سبع سنين أوثماني أوتسعا وعلم ذلك عند علاَّم الغيوب، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وتنعم الأمة خلال عهده نعمة لم تنعم بها قط، بعد أن تكون ذاقت شتى أنواع الابتلاء من جوع وخوف وقتل وغير ذلك، فتخرج الأرض في عهده نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطي المال بغير عدد – نسأل الله أن يعجل بخلافته.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى(النهاية في الفتن والملاحم 1/18): (وفي زمانه – أي المهدي – تكون الثمار كثيرة والزروع غزيرة والمال وافراً والسلطان قاهراً والدين قائماً والعدوراغماً والخير في أيامه دائماً)، ووصف النبي عليه الصلاة والسلام المهدي وصفا دقيقا، كما وصف عيسى وكما وصف الدجال عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وصف النبي المهدي بأنه أجلى الجبهة – أي واسع الجبهة ــ، وقال أنه أقنى الأنف، وهوالأنف الذي له أرنبة دقيقة وله حدة في الوسط أودقة في الوسط، وهذا وصف يدل على جمال الخلقة وحسن الصورة والمنظر، فقد جاء عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: {المهدي مني أجلى الجبهة (الجلي هوانحسار الشعر عن مقدم الرأس)، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، ويملك سبع سنين}. [3رواه أبوداود وحسنه الألباني، انظر سنن أبي داود (4/107) .]
يصلحه الله في ليلة كما جاء عن النبي قال: {المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة[رواه ابن ماجه وأحمد وأبونعيم عن علي مرفوعا، وصححه الألباني انظر الصحيحة (5/370).4]{.
وجاء عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : {لا تذهبوا أولا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي بواطئ اسمه اسمي}[6رواه أبوداود في سننه وصححه الألباني انظر سنن أبي داود (4/106)].
ونأتي إلى سؤال مهم وهو: كيف نعلم بظهور المهدي؟
لقد خرج أناس كثيرون كل يدعي أنه المهدي، فكيف نعلم أن هذا الرجل الذي يقول في مكة أنه المهدي، أنه هوالمهدي حقا الذي أخبر عنه الحبيب النبي ؟!
– علماً أن المهدي نفسه لا يعلم انه المهدي إلا في الليلة التي يصلحه الله تعالى فيها – وهذا أمر مهم جدا…..؟
والجواب أن النبي قد ذكر لنا علامة أكيدة مميزة للمهدي دون غيره من الأدعياء الكذابين؛ ولنتدبر قول الصادق الأمين .
وروى مسلم عن عَائِشَةَ < أنها قَالَتْ: عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ فَقَالَ: {الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ} فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ؟ قَالَ: {نَعَمْ فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ}.
المعارك التي سيخوضوها المهدي عليه السلام :-
المعركة الأولى: – غزوجزيرة العرب.
المعركة الثانية: – غزوبلاد فارس.
المعركة الثالثة: – غزوبلاد الروم، أي: – أوروبا وأمريكا
لمعركة الرابعة: – فتح القسطنطينية.
المعركة الخامسة: – قتال الدجال واليهود والنصر عليهم.
لوتصورنا بعد هذه المعارك التي سيخوضها المهدي، سنجد أن معظم العالم سيقاتل المهدي عليه السلام.
وجاء عن نافع بن عتبة أن النبي قال} : تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله}روى مسلم وأحمد وابن ماجه وغيرهم [24].
وفي الحديث الذي رواه معاذ بن جبل أن النبي قال: {عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجالرواه أحمد في مسنده، وأبوداود في سننه، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (4096)،[25]{.
وفي الحديث الذي رواه أبي هريرة أن النبي قال: {لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود}البخاري ومسلم [26].
وإليك أخي المسلم نص الحديث قال : {ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتسلمون وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب! فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فيغدر القوم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة آلاف}رواه أحمد وأبوداود، انظر صحيح الجامع (3612) . [30] – أي ثمانمائة ألف جندي -.
وبعد ذلك ما الذي يحصل! ! استمع لحبيبك المصطفى ماذا يقول في حديثه الذي رواه أبي هريرة قال: {لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أوبدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، ويسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فإذا رآه عدوالله – الدجال – ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلوتركه لذاب حتى يهلك، ولكن الله يقتله بيده، فيريهم دمه على حربتهرواه مسلم والحاكم وابن حبان {[49].
وصلى الله على نبينا محمد