السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فرسان الإسلام العظام، الذين تربوا على سنة محمد عليه الصلاة والسلام .فقدموا للبشرية الشرف العظيم في انتمائهم للإسلام وتشرفهم به، عرفوا عظمة هذا الدين، فقدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة لهذا الدين.
لقد كان الإسلام هو شرفهم الأول وغاية آمالهم،
فهذا عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه الذي يقول له النبى صلى الله عليه وسلم : ((مرحباً بالذي عاتبني فيه ربي)) – لما أتى داعي الجهاد في سبيل الله، وارتفعت راية الإسلام، ونادى النفير للجهاد، فيقول له الصحابة: إنك معذور، أنت أعمى، وذلك لقوله تعالى: لَّيْسَ عَلَى ٱلاْعْمَىٰ [الفتح:17]. فيجيبهم: لا والله، والله يقول: ٱنْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً [التوبة:41].
فلما حضرت المعركة أعطوه الراية، وقالوا: إياك أن نؤتى من قبلك فقال رضي الله عنه: بئس حامل القرآن إن أتيتم من قبلي، فوقف مكانه حتى قتل، فكان قبره تحت قدميه رضي الله عنه وأرضاه.
لقد عرف سلفنا – رضوان الله عليهم – أن الحياة إنما تصرف في مرضاة الله وطاعته، وأن عزهم في دينهم وتمسكهم به، وأن ارتباطهم إنما هو بالله الواحد الأحد.
حج هشام بن عبد الملك، فلما كان في الطواف رأى سالم بن عبد الله وهو يطوف وحذاؤه في يديه، وعليه ثياب لا تساوي ثلاثة عشر درهماً،
فقال له هشام: يا سالم، أتريد حاجة أقضيها لك؟
قال سالم: أما تستحي من الله، تعرض عليّ الحوائج وأنا في بيت من لا يُعوز إلى غيره؟!
فسكت هشام، فلما خرجا من الحرم قال له: هل تريد شيئاً ؟ قال سالم: أمن حوائج الدنيا أو الآخرة؟
فقال: من حوائج الدنيا.
فقال سالم: والله الذي لا إله إلا هو ما سألت حوائج الدنيا من الذي يملكها تبارك وتعالى، فكيف أسألها منك؟
نعم
إنه الإيمان الذي ربى القلوب على التعلق بالله والنزول في حماه والالتجاء إليه والاعتصام
يتبع إن شاء الله