سنة الحياة
نولد صغار لا نعرف عن الدنيا إلا تنفس الهواء و الحاجة إلى الغذاء , نكبر تدريجيا و تكبر معنا إحتياجاتنا , نكتسب مع مرور الوقت عواطفا جديدة , و تصبح للدموع أدوار جديدة , عندما ولدنا , لم نكن نحتاج إلا إلى الرعاية , و عندما كبرنا أصبحنا نحتاج إلى الحب و الإهتمام و الشعور بالإنتماء , و أكثر ما يحزن قلوبنا هو الشعور بالوحدة , و الحاجة إلى البوح بأحاسيسنا و آلامنا و عدم إيجاد من ينصت لنا , سنة الحياة أن نتحول من أطفال لا هم لهم إلا اللعب إلى أشخاص كبار كل واحد منهم قلبه تعب , و لو تأملنا مشوار حياتنا جيدا , لرجينا أن نعود صغارا من جديد , نتذكر كم من عزيز فارقنا إلى الأبد , و كم من نعمة خسرناها , و كم من صديق غيره عنا الزمن , نتذكر تلك الألعاب و الألبسة و المأكولات التي لم تعد متوفرة في هذا الوقت , نتذكر كيف كان إهتمام الناس بنا كبيرا و نحن صغار , و كيف تحول الإهتمام إلى جفاء و نحن كبار , نتساءل عن سبب خيباتنا , نلوم غيرنا عن نتائج أفعالنا , نرتكب الأخطاء و نندم عليها , و يا ليت للندم نفع في كل الأحوال , فهناك من الأخطاء ما يعجز الزمن عن تخفيف أثرها , نحاول البدأ من جديد , و نستقبل ذلك الصباح بإبتسامة , نحاول أن ننظر للأمور الإيجابية فقط , لكن سرعان ما نتعرض إلى خيبات جديدة , نسينا بأنها مجرد حياة , و بأنها لن تكتمل لأحد , فيا رب إمنحنا قلوبا صابرة على تحديات الحياة , فمهما تعبنا من واقعنا فلا مفر من مصير الوفاة .
أختكم في الله
فيروز