طفل بريئ .. حافي القدمين ..مرقع الثوب ..نحيل الجسم ..
عليه ملامح التعب والحرمان ..يجلس هناك وحيدًا ..
يحمل في يده كسره خبز..
يأكلها بكل شراهه ..ولسان حاله يقول انه لم يذق طعم الاكل لايام..
وعلامات استفهام تجوب بخاطري ..فأقتربتُ منه ..كان خائفًا مني..
ابتسمت له .. فأبتسم لي ..
سألته ابن من انت ؟؟
وماذا تفعل هنا في هذا الوقت ..!
واين ابواك ؟؟فـظل صامتًا .. وابى الاجابه..!
فتحتُ محفظتي ..وكنت لا املك سوى مبلغ بسيط..
فهممت لاعطيه ما املك…امسكت بيده ووضعت فيها ذاك المبلغ..
وعندما هممت بـالرحيل عنه..
اتى وامسك بيدي وقال لي تلك الكلمات ..
(انا لم اولد لاشحت)!..
و((لا اقبل صدقه احد))..!
أبي لازال على قيد الحياة وأمي بخير..!!
اعاد لي نقودي وفر هـاربـًا..
فـصرخت اناديه ياهذا عُد ..ولكن لم يعد !!
فعلمت في ذاتي ان لديه كرامة وكبرياء ..
رغم فقره الشديد الا انه لم يشحت كالاخرين..
قرر ان يعيش رغم قساوة الدهر ..عزيز النفس ..
وبعد قرابة ثلاثة اسابيع مررتُ من هناك فتذكرتهُ..
وسألتُ عنه ..
من باب الفضول..!!
قالوا لي انه وجد على الرصيف وقد فارق الحياة ..!!
فعدتُ الى البيت حزينة وقد ألمني جدا ما حصل له..
عزيز النفس فضل الموت على ان يمد يده للاخرين ليشحت ..!!
يسلموو يالغلا
في انتضار جديدك وابداعك القادم
عزيزتي