النبي صلي الله عليه وسلم ارشد معاذ لأبواب الخير فيقول صلي الله عليه وسلم: والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل : 97
إعانة الضعيف
والصدقة هي إعطاء الماء أو نحوه ابتغاء وجه الله فهي ما يعطي علي وجه التقرب إلي الله تعالي فهي من باب إعانة الضعيف وإغاثة اللهيف وإقدار العاجز وتقويته علي أداء ما افترض الله عليه من التوحيد والعبادات وقد جاء في حديث عبدالله بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وسلم: "أيما مؤمن أطعم مؤمنا علي جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مؤمن سقي مؤمنا علي ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم وأيما مؤمن كسا مؤمنا علي عري كساه الله من خضر الجنة" رواه أحمد والترمذي.
والصدقة شكر لله تعالي علي نعمه وهي دليل لصحة إيمان مؤديها وتصديقه لهذا سميت صدقة فهي صدقة بمعني برهان الإيمان ولقد جاء ذلك المعني في حديث أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان. والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله تملآن أو تملآ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" رواه مسلم والشاهد قوله صلي الله عليه وسلم: "والصدقة برهان" أي أنها دليل عملي علي التصديق واختبار حقيقي لاعتقاد المؤمن بثواب الله في الآخرة.
القرض الحسن
وقد سماها الله في كتابه العزيز قرضا فقال تعالي: "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون" البقرة: 245 وقال سبحانه وتعالي: "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم" الحديد: 11 وقال تعالي: "إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم" التغابن: .
17
وعد ربنا الأمر بالصدقة والمعروف والإصلاح بين الناس هو خير ما يتناجي به الناس فقال تعالي: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما" النساء: .114
فضل الصدقة
وقد ورد في فضل الصدقة أحاديث منها: ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "سبعة يظلمهم الله تعالي في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" رواه البخاري ومسلم والشاهد في الحديث قوله صلي الله عليه وسلم: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" وفي هذا بيان لفضل الصدقة وأن تكون في السر وأن تكون بعيدة عن حظ الدنيا والرياء وحب الظهور بين الناس.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه أيضا قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتي تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله" رواه مسلم.
الأجر والثواب
وللصدقة معني أعم وأشمل من إعطاء المال ونحوه علي وجه التقرب وهذا المعني الشامل يجعل الدين كله تصدقا من العبد وربما صدقة بهذا المعني الشامل تعني الأجر أي كل ما يثاب عليه المؤمن ويمن الله عليه به بالأجر فهو صدقة ولذا فأطلق الشرع الشريف الصدقة علي أغلب الدين ولقد بين ذلك الإمام النووي حيث قال": أعلم أن حقيقة الصدقة إعطاء المال ونحوه بقصد ثواب الآخرة وقد يطلق علي غير ذلك مما سنذكره إن شاء الله تعالي.
من ذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "يصبح علي كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحي" رواه مسلم.
وعنه أيضا قال: قلت: "يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا أو تصنع لأخرق قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل قال: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك علي نفسك" رواه البخاري ومسلم.
التسبيح صدقة
وعنه أيضا أن ناسا قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا: يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة أو يعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يمشيها إلي الصلاة صدقة ويميط الأذي عن الطريق صدقة" رواه البخاري ومسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إنه خلق كل إنسان من بني آدم علي ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهي عن منكر عدد الستين والثلاثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار" رواه مسلم.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كل معروف صدقة" رواه البخاري ومسلم بلفظه من رواية حذيفة.
غرس المسلم
وعن جابر أيضا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة ولا يرزوه إلا كان له صدقة" رواه مسلم.
وفي رواية له: فلا يغرس المسلم غرسا يأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلي يوم القيامة" وفي رواية: "لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة" رواه البخاري ومسلم أيضا من رواية أنس" المجموع للإمام النووي.
على هذا الطرح القيٌم والتذكير المهم..
تقبل الله منا صالح الاعمال
اللهم تقبل منا طاعتك آمين