أين نحن عام 2100؟
سلوا أنفسكم الآن مهما بلغ بكم العمر:
أين نحن عام 2100؟
لابد أننا تحت التراب.
وأين توارت الدنيا؟
أين أموالنا وأبناؤنا وصحتنا وقوتنا وجمالنا؟
أين عملنا ودراستنا؟
أين أصحابنا وأحبابنا؟
أين سعينا وجهدنا؟
أين لذاتنا ومتعنا؟
أينت الدنيا بما عليها ومن عليها؟
أين بهارجها وزينتها وفتنتها وسحرها؟
أين الأسفار والليالي الملاح والفتيات الحسان؟
أين حياتنا؟
توارت تحت التراب، وتوارى معها كل شيء.
غطى التراب الوجه الجميل.
ولف الكفنُ الجسدَ النحيل.
وتركنا المنازل والأثاث، والمال والسيارة، والفراش الوثير، والسجاد الفخم، والملابس الناعمة ليلتف جسدنا بقطعة قماش بالية وننام على الحجارة وتُغطَّى وجوهنا بالتراب.
وحتى أبناؤنا ذهبوا معنا، ونسينا الأحفاد وأحفاد الأحفاد، وصرنا ذكرى، وأثراً بعد عين.
لكن هناك بداخل القبر شيءٌ آخر:
إنه الحساب.
إنه السؤال والاستجواب.
إنه بيت الوفاء بالدين.
اعمل ماشئت فإنك ستجده هناك.
فإما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار.
فماذا أعددت في قبرك؟
وماذا ينتظرك هناك؟