في ليلة من الليالي وككل ليلة..
اجدني وحيدة دون انيس او جليس,طبعا لان الجميع نيام.
وكالعادة ارقني السهر وجافاني النعاس,فلم اجد مهربا لي في ارقي
وصديقا يؤنس وحدتي..سوى مذكراتي الوردية وقلمي الحزين.
وضعت العدة على الطاولة وانرت مصباحي الصغير,ثم جلست وانا في اتم استعداد
لسرد قصة من قصصي الحزينة.
فتحت المذكرة وككل مرة راقني مظهر اوراقها الوردية الصافية.
ثم امسكت بقلمي بين اناملي ووجهته نحو الورقة.
لكن..قلمي ابى ان يكتب..
جربت مرارا وتكرارا بدون فائدة,تاكدت من ان الحبر لم ينفذ منه لكن بدون جدوى.
اسفت لذلك وقررت الغاء فكرة الكتابة الى ان اجد سبب الخلل,لانني الفت الكتابة به
ولا استطيع استبداله والكتابة باخر.
وقبل ان اضعه في الدرج_في مكانه المعهود_ تفاجات بقلمي يتكلم وكان معجزة قد وقعت
فاذا به يقول لي والحسرة تعتصره:
لقد تعمدت ذلك فاعذريني لن اخط حرفا بعد الان,والسبب يرجع لك سيدتي.
لقد مللت من احزانك واشجانك ونحيبك على الورق.
مللت الحزن والكتابة التي اخطها كل ليلة,مللت من رؤية قلبك الصغير ينفطر.
مللت من تساقط دموعك علي كالمطر..
فبالرغم من انني اكتب على اوراقك الوردية الى انها تبدو لي سوداء
للكم الهائل من العذاب والحزن التي يتخللها.
فكفاك يا سيدتي حزنا وارقا،فقد ادميتي قلبي وقلبك وقلب اوراقك الوردية
التي تترجاك بان تخطي عليها شيئا مفرحا..
سيدتي..لما تنظرين دائما الى الجانب المظلم للاشياء؟؟
افتحي نافذة قلبك لتدخل اليه الشمس بما تحمله من افراح وجوانب مشرقة في الحياة.
فلا حزنك ينفع ولا نحيبك يجدي..فقط دموعك الغالية تنفذ شيئا فشيئا..
فغدر الصديق..وترك الحبيب..ليست نهاية الدنيا.
تلفتي حولك لتجدي ان لديك كنزا اثمن واغلى من كل الكنوز..
ولولاه لما كنت في الوجود..
التفتي حولك لتري اما حنونا تحزن لحزنك،وابا شغوفا بابنة تمناها ان تكون سنده
في الدنيا،واخوة يتمنون كلمة حلوة منك..
سيدتي انهم كنزك الذي يجب ان تحافظي عليه وقضاء اكبر وقت ممكن معهم.
فغيرك لم يجد هذا الكنز،او ربما اضاعه بطيشه واهماله.
لا تكوني جاحدة على نعمة ربك واحمديه واشكريه..
ولا تتطلعي للحياة من فتحة ضيقة في النافذة،بل افتحيها على مصراعيها لكي تري مالم تقدري على
رؤيته من خلال تلك الفتحة،ولكي تشرق الشمس من جديد.
فدائما بعد الامس هناك صباح جديد.
سيدتي..هذا مافي جعبتي وبيدك انت الحل والخيار..
فكوني حقا وردية كما تدعين..ودعي السواد لاصحابه.
فلا يليق عليك ابدا هذا اللون.
هذه فقط نصيحة متواضعة من قلمك المخلص والذي رافقك في مشوار حزنك المظلم،
والذي سئم الظلمات واراد الخروج الى النور.
فحرريني من قيود حزنك واطلقي سراحي…
…..
تاملت قلمي جيدا ولم اصدق بعد انه من كان يتكلم ووضعته في الدرج.
لم اغلقه..بل تركته مفتوحا..ليدخل النور اليه،ثم ذهبت لانام.
وانا اعيد شريط ما مرّ للتو..وحديث قلمي الذي لازال يرن في اذني كرنين ناقوس الخطر..
حقا انه على صواب وكلامه في محله..فيالني من غبية،وكم من الوقت اضعت لكي اكتشف ذلك
وسرعان ما تصالح النعاس مع جفوني المرهقة..واستسلمت للنوم.
لكن هذه المرة وليس ككل مرة ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتاي
وكانني استعد للقاء صبح اجمل…
هذه حياتي
تحياتي