(حصة وآمال)
ماأروع أن يقرأ الإنسان أحداث قصة ما دون أن يكون له دور فيها.
..قصتي مؤلمة عشت فيها أصعب أيام حياتي…بس عشان أحطكم في الجو
زين لازم أبدأ من الأول.
..إسمي (حصة)..امي توفت وأنا صغيرة…طبعآ وحده عاشت من صغرها بدون أم يخليها دايم متعطشة للحب والحنان وهذا حالي بالضبط حياتي كلها أدور على صديقة تعوضني عن كل هذا الجفا وكنت دايم أرسل على الشاتات الي فالقنوات ابحث عن صديقة مخلصة!
باقي جزء مهم ماقلته وهو شخصيتي أنا إنسانة حساسة درجة أولى أحب وأتعلق مرة لدرجة مرةخطيرة وأنا بعدني فالمتوسط مرضت وبغيت أروح فيها بعد ماسافرت شغالتنا الآسيوية لبلادها!
وهذا كان أكبرالأشياء البارزة في شخصيتي بالإضافة للإخلاص المرعب(طبعآ للي يستحقه)…يمكن تقولون وش هالبنت بس والله هذي الحقيقةمع عيب بسيط وهو إني كنت غيورة حبتين!
نعود لسياق قصتي عشت المتوسط والبنات وش هالكثرعلي وأنا عادي لأن ولافيهم وحده تناسب مقايسي تعبت وانا أحس حياتي مملةطول الوقت وأنا اجامل هذي واضحك مع هذي وأزعل من هذي وأطقطق على هذيك!
إلى الوقت الي ربي كتبه ودخلت الثانوي وفي تلك اللحظات تحس الوحدة فينا إنها كبرت وصارت عاقلة ومن هالكلام…وانا ونفس شلتي انتقلنا لنفس المدرسة وكانوا البنات يسموني(كاسرةخشوم البنات)وانا كل يوم أخس من الي قبله ماغير أبهذل في بنات خلق الله أبكي هذي وأرفع ضغط هذي وعلى هذا الحال بالعربي كذا~~تضييع وقت فراغ~~
إلى اليوم الي جت فيه البنت الي غيرت مجرى حياتي…(أمآل)…يالله جت من مدينة ثانية…بلد ثاني…عالم ثاني…كوكب ثاني…مدري وشلون جت وكأنها درة نزلت من السماء…أول ماشفتها حسيت بشعورغامض في قلبي مدري كيف ماتماسكت وأنا اشوفها اول مرة وهي داخلة علينا في حصة(النحو) واستأذنت ودخلت بكل أدب واحترام وجلست لوحدها أصلآ آنا ماعاد أدري وش الهرجة الأبلة تشرح وأنا في عالم ثاني…أوصفها لكم؟
بنت عاديةبمعنى الكلمةجمال متواضع…!
قامت الأبلة وطلبتها تتكلم وتعرف عن نفسها…ووقفت بكل أدب وإحترام وتكلمت أنا في هاللحظة خلاص قلبي صار نبضه فضيع وصرت حاطه يدي على صدري خايف احد يسمعه…!
انتهى اليوم وانا كأني مريضة صاحباتي مستغربين يقولون أكيد(سويره مهاوشتك)وسويره الي هي سارة أختي ودايم انا وهي في مخاصمة بس مو لدرجة حالتي هذي؟
رجعت البيت وماصدقت دخلت غرفتي ابي انام مافي أمل بس جالسة أفكرفيها،،،جت أختي ساره ومثل ماهي عادتها تعلق وتتريق علي بس انا مرة النفسية عدم،،،وبعد محاولات عديدة طلبتني أحكيها و تحررت وقلتلها قامت ضحكت وقالت:وش الجديد يعني مو هذا حالك كل يوم وحدة اعجاب وحب وكلام فاضي ورسايل ودموع وفالأخير ترمينها مثل المنديل وتجينا تحكينا عن بطولاتك! اعقلي حرام عليك بهذلتي بنات خلق الله صاحباتي فالجامعة يسمعون عنك باسم شهرةجديد(معذبة قلوب البنات)!
لماخلصت كلامها أنا كنت خلاص ناويه أهاوشها كالعادة لكن طنشت لأن بالي كان بالحيل مشغول..
(مدري وش صارفيني وأنا في حياتي ماهزتني بنت!)
مرت الأيام وأنا بس جالسة أتبع أخبارها من بعيد لبعيد ووحدة مثلي لها كلمتها النافذة فالفصل..قررت ألفت نظرها..وفي هذاك اليوم كان عندنا حصة فراغ وقمت كالعادة عند السبورة وتجمعوا شلتي عندي وهاتك يارقص ودق وتصفيق وأغاني وحركات ماصخة وهنا صار شئ ماتوقعته أبد!
قامت(آمال)وطلعت برا الفصل ؟وقفنا شوي بعدين قالت وحده من البنات يمكن راحت دورة المياه؟ وكملنا أو بالأحرى كملوا لأن بالي ماكان معهم،،،فجأة وبدون مقدمات دخلت المديرة وراها (آمال) وكفشتنا بالجرم المشهود،،،وعاد كالعادة أخذنا مساطر وتهزيئ ورجعنا أماكنا (طبعآ التفسير المنطقي الأكيد إن الأخت (آمال)بلغت علينا الإدارة!)
وهنا قامت جنون شلتي وكلهم صاروا يطبخون وبما أني رئيستهم فأنا المتحدثة الرسميةعنهم…وأستنينا لين جت الصرفة ومشينا في موكب مهيب من التافهين الضايعين إلى أن وصلنا لمكانها وكانت لابسة حجاب كامل في حياتي ماشفت مثله(خمار ساتر وغطوة ثقيلة وجاونتي”قفازات”)ماشاء الله عليها
معآ مو مطلوب في مدرستنا هالشئ…المهم لما قرب الموكب وقفت(آمال) وكانوا يحسبونها مرتبكة أو خايفة لكن بالعكس كانت هادئة ورزينة وواثقة من نفسها وجاء دوري عشان أبيض وجيهم السود وأرد إعتبارهم…سألتها وطبعآ حالتي حاله (ربكة+خوف+قلق+نبضات سريعة):ممكن لوسمحتي تفهمينا وش الي صار اليوم بالضبط؟
قالت بكل ثقة:وش الي صار خرجت من الفصل لأنه إزعاج وكنت بخلص وردي من القرآن فجلست برى أقرأ مرت المديرة وشافتني ودخلت!
هنا أنا خلاص تلعثمت وجف حلقي وماعاد أدري وش أقول حاولت بس ماقدرت
(إحنا وين وهي وين؟)
وبعد شوي نادى أبوها وتغطت ومشت وخذت قلبي وروحي معها تركت المكان ورجعت أمشى بخطى بطيئة والشلة من وراي يصيحون…صدقتيها…كذابة…هي الي فتنت علينا…إلخ!
عاد بعد هالموقف رجعت البيت وأناعقدت العزم
أني أصاحبها أو أستخف!!
مرت الأيام وانا اتقرب لها بصورة مي واضحة لأن كبريائي يمنعني وفجآة أنتبهت إن المدرسة كل كلامها صار عنها وعن أخلاقها والكل يحاول يكسب ودها (وما لومهم بصراحة!) طبعآ هذا أثر علي سلبآ من ناحيتن…
1/كذا بتضيع من يدي
2/أغلب الي أعرفهم تغيروا علي وصاروا طول الوقت يطاردون وراها وأنا ماعاد لي أحد؟
بس شئ غريب لاحظته إن الآدمية تعطيني نظرات غريبة …كراهية…وتتجنبني في كل طريق فالأول قلت عشان تخاصمت معها على موقف المديرة بس انا ماخاصمتها بس سألتها سؤال واحد!!
المهم نسيت السالفة أو حاولت أنساها وتعبت نفسيتي لأن ماعاد عندي أحد أحكيه سويره انخطبت وانشغلت والتعبانين الي كنت أمشي معهم تخلوا عني بكل قسوة والي كمل علي الوالد مرة تعب وصار يجلس فالبيت كثيرويحتاج أحد يساعده فاضطريت أغيب يومين عن المدرسة…يالله تخيلوا ولاوحدة سألت!
فالأخير تكرمت (نجاة) وحدة منهم ودقت بس عشان تبيني اجيب فلوس لتصليح الفصل؟
وسألتها من باب العتاب:وين العالم ماتسأل؟
قالت ببرود عجيب:والله مشغولين شوي!
ومن الي في نفسي صرت أسألها من بعيد لبعيد عن (آمال) وعلاقتها فالبنات وموقفها مني،،،
قالت:مدري بس يمكن لأن عندها خريطة كاملة عن حركاتك مع البنات!
يالله لذي الدرجة هنت عليهم سبحان الله هذا نهاية رفقة السوء وصحبة المصلحة…
عشت أيام مرة صعبة المدرسة ماعد صرت أطيقها ومستواي نزل مرة صح من الأول ماكان إمتياز بس جيد جدآ مرتفع والبنات صاروا شلل الكل وده يكسب رضا (آمال)…يمكن تستغربون إني فوق هذا كله ماحقدت عليها هذا لأني كنت احس انها طيبة وبنت ناس بالعكس انا الي حزنانة عليها لأنها بتنغش وتنغر فها الأشكال التعبانة!
جت الإختبارات وانا حالتي حاله بقي اسبوع وانا دفاتري ناقصة ومضيعة مرةوهنا وقعت المصيبة…اول مارجعت البيت وأسمع صراخ وبكا وعرفت ان الوالد جاته جلطة ونقلوه للعناية المركزة…وتكسرت مجاديفي صدق ودموعي ماعاد يكفكفها شئ وتغيبت عن المدرسةإلى يوم الثلاثاء وقتها دقت الإدارة تهدد وعرفت إن مافيها مفر لازم أداوم وداومت وتخيلوا نظرات الشفقة طالعة من عيون الطالبات والمدرسات وأنا خلاص شوي وأنفجر…دخلت أبلة الرياضيات وكانت شرية مرة وصاحت بأعلى صوتها:ست حصة أخيرآ شرفتي وين الدفترياهانم؟ كل البنات شفت دفاترهم إلاحضرتك بسرعة طلعيه كامل أواكتبي تعهد!
ناظرتها برجفة ودموع في عيني يمنعها كبريائي من النزول ..حاولت ابرر أوأعتذر لكن ماقدرت وفهذي اللحظة غمزتني البنت الي جنبي وناولتني دفتر وردي روعة ومكتوب عليه بخط جميل
(حصة….
رياضيات)..مافهمت السالفة بس لاإراديآ ناولته للأبلة في حيرة وذهول..وأخذته الأبلة وخرجت وأنا موفاهمه شئ!
بعد شوي وصلتني ورقة صغيرة مكتوب عليها:
الصديق وقت الضيق…وأنا تحت أمرك إذا محتاجة شئ@
وطبعآ ماعرفت صاحبة الورقة لأن الصرفة جت
رجعت البيت وأنا أحس بشعورغريب فرحة على حزن على جهل مدري كيف بس الي اعرفه إن ربي أنقذني ولله الحمد…
جت الإختبارات بطفشها وهمها وأنا محتاسة ومدري كيف أعوض الي فاتني…المهم حاولت باللي ربي قدرني عليه وآخر يوم فالإختبارات كعادة بنات المدارس يحتفلون ويلعبون ويتصرقعون..نزلت من القاعة وجلست على مكان مرتفع وقعدت أناظر للبنات وهنا تحركت في نفسي مشاعرالحزن وتذكرت الأيام الي كان لي فيها شلة وقتها كان يمتلي المكان بالضحك واللعب والتريقة..تنهدت في ألم ونزلت دمعة غصبآ عني صح انهم طلعوا خونة بس عالأقل كنت أضيع معهم وقت!قطع سلسلة افكاري يد انحطت على كتفي بحنان وأنا وقتها في عالم ثاني بغيت أستخف؟
شوي إلا وهي بهيبتها وشكلها المحترم جالسة جنبي وقبل ماأتكلم قالت:عارفة بتقولين ثقيلة دم..بس عندي كلام وحبيت أقوله لاتخافين ماراح أطول!
تلخبطت وقلت بإرتباك:لاحياك الله في اي وقت!
قالت وهي تضحك:أكيد اليوم بتفلينها عشان نهاية الإختبارات
قلت وبنبرة حزينة:يعني مو مرة اليوم عندي زيارة للوالد وأنا إذا رجعت من المستشفى أتعب مرة
قالت في حنان:بالعكس ياحصة المفروض ترجعين مبسوطة لأنك شفتيه
قلت :نفسي يرجع معنا أفتقده مرة
قالت:أهم شئ إنك تسمعين صوته وتشوفينه وتحسين بنبضات قلبه و…(وفي هذه اللحظة’آمال’ بكيت!)
يالله ماتمالكت نفسي قربت منها وقلت بصوت منخفض:صلي عالنبي يابنت الحلال عسى خيروش فيك؟
قالت بالدموع:كنا محتفلين بنجاحنا كعادتنا السنويةوتأخر الوالد عشان يجيب الكيكة وفجأة وبدون مقدمات صار عليه حادث فضيع وتوفى و…وبكت يالله في هذي اللحظة حتى أنا بكيت وصارمنظرنا تحفة وشوي كذا طالعنا في بعض وضحكنا ضحكنا على أشكالنا!
مدري اش الي خلاني أحكيها عن حياتي من اول جلسة بس سبحان الله ارتحت لها مرة..يازينها أحس حبي لها زاد..قطعت سلسلة أفكاري وقالت:حصة أنت بنت طيبة وحبوبة ولك شعبية بين البنات من وقت ماجيت وأنت عاجبتني ونفس أقرب منك بس البنات حذروني منك ويقولون عنك لعابة!
قلت بغيظ :لأنهم كلهم تافهات ومافي واحدة تستحق صحبتي !
قالت بتوسل:حتى أنا؟
انتفضت وارتعد قلبي..أكيد أنا أحلم!
عادت السؤال وأنا في عالم ثاني..جاوبت بإرتباك:لي الشرف إن وحدة مثلك تصاحبني..
وعرفت طبعآ إنها صاحبة الدفترالوردي!
طبعآ من هالموقف واضح إن صحبتنا صارت أمرمفروغ منه…بس الأجمل والأروع كيف كانت هذي الصحبة!
أيام تستحق إنها تسجل في التاريخ!
غيرت أشياء في نفسي ماكنت أتخيل أحد يقدريغيرها علمتني وشلون يكون الإنسان إنسان بمعنى الكلمة علمتني ان الدنيا هذي ماهي إلا محطة واحنا مسافرين نوقف نتزود منها بالزاد ونمضي في رحلتنا نحو الآخرة…صارت صحبتنا أشهر من نار على علم والكل يضرب فيها المثل…اتفقنا على عهود ومواثيق رائعة وأهمها،،،حفظ كتاب الله فخصصنا وقت كل يوم نحفظ صفحة ونراجعها لبعض فالمدرسة،،،وصارلنا مشاريع خيرية مثمرة مثل قطينا فلوس وشرينا لنخبة معينة من البنات قفازات حق الخروج،،،هيا تخيلوا كيف تغيرت كأن معها منديل تمسح به كل الأشياء السيئة الي كانت فيني،،!
يازينها وياحلاتها لاجات فالصبح مقبلة بإبتسامتها في وجه كل الي تقابله لاوالأحلى مصافحتها خيالية تضغط بقوة وتقول:كذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يصافح…وتحولت نظرتها لي غيرأول
علمتني كيف اعامل المستخدمات برفق وعطف بعد ماكنت انا والشلة القديمة نضحك عليهم ونخرب شغلهم…نسيت أقول إن شلتي تغيروا مثلي وصار فيهم خير ودعوة لله سبحان مغيرالأحوال!
باقي اوصف لكم مشاعري تجاهها :يالله مشاعر
ما تجسدها أبرع الكلمات..مشاعرأخوية عذبة يحركها الحب في الله ما أجمل هذا الحب والله زمان أضحك عالمدرسات إذا تكلموا عنه وأقول(حب مطاوعه!!)لكن الحين لا؟
لأن تعمقت فيه وعشت لحظاته يكفيني إن الله يظل المتحابين فيه يوم لاظل إلا ظله…حب خالي من المصلحة مايعرف الحسد والحقد…يالله اشتهي ادعيلها في كل وقت..يارب لك الحمد والشكرصرت إنسانة ثانية من عرفتها..يمكن تقولون وين الحزن في قصتك بس لاتستعجلون الحين أقولكم: : : : : : :
مثل ماهو معروف سنة ثانية ثانوي فيها القسم العلمي(بسم الله علي وعليكم) والأدبي وبطبيعة الحال ماكنت أقدرأدخل علمي بس(آمال)ماشاء الله عليها مستواها علمي وأول يوم من بداية الدراسة يتحدد العلمي والأدبي…سألتها وقلبي يرجف:أمول حبيبتي وش قررتي؟
جاوبتني بإبتسامتها الحلوة:معك لودخلتي أول إبتدائي!
يالله فهاللحظة ماتحملت قمت سلمت على راسها الله يسعدها ضحت عشاني(شفتوا روعةالحب في الله)
لكن ماكل مايتمناه المرء يدركه !
لأن فرحتي ماكملت حضرت اليوم الثاني وجات ياقلبي عليها معبسة وحالتها حالة
(أهلي رافضين!!)
انهرت وبكيت لأن ماأتخيل أفارقها بهذي البساطة بس بعدما هديت عرفت إن هذولا أهلها وتهمهم مصلحتها ولوضغطت عليها أكثربتعب نفسيتها وهذي أنانية صح أحبها بس مستحيل أضرها وبكذا بدأت بداية النهاية في قصتنا !!
في البداية كنا نتقابل في كل وقت تخرج الأبلة وأنا وراها مفحطةعلى فصل (أمآل)…
فالأول كانت تصلح نفس الحركة بس مع الوقت بدأت تخف جياتها والغالب أنا الي أجيها وكلمتها بس بررت غيابها بضغط الحصص وصعوبة المواد..سكت وقلت أهم شئ أنا أشوفها وكنت أتأخرفي الصرفة عشان اكمل دفاترها وأخطط كتبها…بس بعد وقت حسيت إني ضايقتها بروحاتي لأن دايم ماقد جيتها إلاوهي تكتب أومتجمعة مع صاحباتها يذاكرون وانا بس أجي أشغلها !
واقتصرت لقائاتناعلى الفسحة…وأنا احس نفسي طفشت مرة بصراحة كذا احسها بعدت مرة وهذاك اليوم قالت لي وحدة من البنات:فراق الفصول يؤدي إلى فراق القلوب!
يالله مااتحملت وقلت لازم اناقشها فهالموضوع انتظرت إلى الفسحة وفاتحتها والدموع مبللتني وطبعآ حمقت وخاصمت وبينت لي إن الي بينا أكبرمن هذي التفاهات!
والحمدلله ارتحت شوي بس لأننا في مجتمع حريم هرج ونقل كلام كان لابد من ظهور شرخ في جدار صداقتنا
(آمال صار لها صديقة تحبها وتمون عليها!!!)
(آمال شافت طريقها ونسيتك)
(آمال وآمال……الخ!)
خلاص انا أحس الغيظ ذابحني والغيرة مجننتني وحالتي النفسية مرةصعبة لأن فعلآ كل مامريت من فصلها إلا وهي وهالبنت جالسين مع بعض وسوالف ماكأن فيه غيرهاعشان كذا قررت أحدد موقفي وقررت أقابلها فالفسحة وأتكلم معها بس المشكلة جات ومعها صاحبتها هذي وماقدرت أتكلم بس سألتها:ماعندك اليوم حصص فراغ؟
جاوبت:لا ياحسرة من وين تحسبينا مثلكم بنات الأدبي ماعندكم لاشغلة ولامشغلة!
قلت:خلاص بكرة نتقابل!
وديورت وخليتها…لحقتني بسرعة وشدتني بيدها:حصة اشفيك عمرك ماكلمتيني بهذي الطريقة!
قلت بصعوبة:لا اعذريني مصدعة شوي وبطلع أرتاح
قالت بحنان:سلامتك والله يالغالية خلاص إذا ارتحتي إنزلي أنا أستناك.
طلعت الدرج وجلست على أعلى درجة وفي هذيك اللحظة جات شريفة(بنت كانت تدرس معي سنة أولى ثانوي لكن دخلت علمي)سلمت وسألتني عن أحوالي وأنا بالمثل وأخذنا نتذكرأيام العام الماضي وخوفنا من أبلة شيخة أبلة الرياضيات وكيف كانت لصقة ماتغيب…ضحكت بفرحة وقالت:لا أبشرك اليوم شذت عن القاعدة ونامت في بيتها(غايبة) زورينا ماعندنا شئ الحصةالخامسة فاضين!
يالله كأن أحد كب علي موية باردة أو وصلني بفيش كهربا!
استأذنت وتركتها ومشيت وقلبي يتقطع سبعين قطعة أحس بضيق في التنفس أحس بظلام قدام عيوني مشيت بصعوبة ودخلت الفصل جلست عالكرسي وبكيت بكيت بكيت مدري اش أقول بس أصعب شئ عالإنسان يذوق طعم الخيانة من أقرب إنسان له بكل بساطة ماتبغاني أجيها وكذبت علي وقالت ماعندها حصة فراغ…يالله كان أسهل علي تقتلني ولاتعذبني كذا يمكن تقولون موقف عادي مايحتاج كل هالتحطم بس هذا مع إنسانة غيري…أنا حبيتها بكل صدق وأخلصت لها ومستعدة أضحي عشانها بالغالي قبل الرخيص!
رخيت راسي عالماصة وبكيت بكل حرارة وكل مادخلت أبلة قالوا لها:راسها مصدع..
انتظرت إلى نص الحصة الخامسة واستأذنت وخرجت مريت من جنب فصلها أبغى أشوف هالشئ الي أشغلها عني جيت أبغى أفتحه بس تراجعت (ليتني فتحته؟) تحرك في نفسي شعور غريب بعدت ورجعت فصلي بسرعة!
قابلتني في الصرفة وأنا لابسة عبايتي ولماشافت حالتي وعيوني الحمراء سألتني بخوف:حصة غاليتي اشفيك؟
قلت بألم:تعبانة!
قالت:هذا كله من الصداع؟والله إنك تخبين عني شئ!
قلت:لا مافي شئ
قالت:على(أمآل)حبيبتك؟
قلت:والله عاد هذا شئ مايخصك!
طالعت بدهشة:مايخصني؟
أكيد إنك موطبيعية..أبوك فيه شئ؟أحد من أهلك فيه شئ؟أحد زعلك؟
قلت:لا بس طفشانة وبروح بيتنا خلاص فكيني مابتكلم!
دمعت عيونها ومشت..وتغطيت وخرجت والله عالم بحالتي لانمت ولاأكلت وراسي بينفجرمن الصداع والتلفون ماسكت طول الوقت إتصالات من(أمآل)وسارة أختي بس تصرفها ومستغربة فالأخيرجت وقالت:أنت اشفيك ترى هذي
حبيبة القلب (أمآل)حرام عليك البنت شوي تبكي عشان تكلمك !
سكت ومارديت..وجلست عالحالة هذي أسبوع أروح المدرسة ولاكأني أعرفها حتى السلام مارده عليها (أعوذ بالله من الشيطان)
وهي مسكينة حالتها حالة
ما تركت ولاطريقة ماكلمتني فيها وأنا صرت قاسية بالحيل لا وزاد عنادي أكثر…يوم الثلاثاء ماجات !
بصراحة خفت وطارعقلي عليها رجعت البيت وأنا مشغول بالي…بعدين كلمت (نجاة) قلت يمكن تعرف وش فيها هي معها في الفصل…
قالت:مدري ياحصة بس هي لها كم يوم مرة تعبانة(قلت في نفسي:ياقلبي عليها والله ماتستاهل)
بس إذا ودك تعرفين اسألي خالتها!
قلت بإستغراب:خالتها مين؟
قالت:البنت السمراء الي جالسة جنبها
قلت وقلبي بيتوقف:سألتك بالله ؟عمر (أمآل) ماقالتلي!
قالت:هي أخت أمها بالرضاعة وأكبرمن(أمآل)بسنة
جت مدرستنا من أسبوعين لأن عمل زوجها نقل هنا..
قلت:نجاة الله يسعدك بسألك الأسبوع الماضي يوم الأربعاء الحصة الخامسة كانت فراغ؟
قالت بتفكير:والله مدري ناسية
قلت:أبلة شيخة ماكانت غايبة؟
قالت:آه صح تذكرت..قالوا البنات إنها غايبة بس(أمآل) قالت إنها شافتها فالإدارة فالصبح وطلع كلام (أمآل) صح!
قلت والفرحة ذابحتني:خلاص مشكورةالحين أكلم (أمآل) وأعرف ليش غايبة..
قفلت السماعة وجلست أنطط مومصدقة فرحانة إني طلعت فاهمة غلط وبسرعة دقيت رقمها الي حافظته عن ظهر قلب ومحد رفع كذا مرة وقلت فالعصر أكلمها ونمت براحة!
حاولت فالعصرأتصل بس أخواني كانوا عالإنترنت وبعد العشا رحت واشتريت لها باقة ورد خيالية (لزوم الصلحة) ورجعت مرة تعبانةونمت قلت الصباح أشوفها وأرتاح
وماصدقت جاءالصباح سبحان الله لأني منتظرة شئ طول…جيت وانتظرتها في مكانها بصلحه امفاجأة وانتظرت بس والله طولت وهي عادتها تجي بدري..انتظمنا في الطوابيروأنا قلت أكيد غايبة بعد اليوم..وشوي نزلت المديرة ومعها المدرسات والمساعدة وطلعونا بدون إذاعة استغربنا بس يالله أحسن ماعندهم سالفة..وإحنا في الحصة الأولى دخلت أبلة الدين..وكان وجهها متغير شوي كذا سمعنا صوت صراخ وبكاء من فصل 2علمي إلي جنبنا..قبضني قلبي وحسيت بخوف وفجعة غريبة..وفجأة بكت أبلة الدين وخرجت أنا خلاص رجولي موقادرة تشيليني خرجوا البنات وراها وماباقي في الفصل غيري…زاد الصراخ والبكاء وفي هذي اللحظة دخلت نجاة فصلي وهي تصيح:
(حصة الحقي (أمآل) ماتت)
تسمرت في مكاني وحاولت أستوعب بس مدري وش صار فيني كأن شلل جاني
قربت مني وضمنتني وبكت بصوت مرعب بعدتها عني شوي وأخيرآ نطقت:نجاة إشفيك (أمآل) يمكن تعبانة شوي وبتجي إن شاء الله
قالت بحسرةوألمأمآل) توفت أمس في حادث سيارة بعد المغرب كانت رايحة السوق وصار عليهم حادث عند خط الدائري وماتت في ساعتها!
اختنق صوتي وبصعوبة قلت:مستحيل أنت تمزحين أنا اليوم جايبتلها ورد معي…أنا أحبها..مقدرأعيش من دونها..أنا حية لسى مامت يعني هي ماماتت إحنا روح وحدة..إحنا….(وماعد أدري عن نفسي…ظلام في عيوني…ضيق في التنفس…وفقدت وعيي)
صحيت وليتني ماصحيت..ليتني لحقتها..إلى اللحظة هذي مومصدقة…بكيت بكاء حارلدرجة ماكنت أحس في دموع…لاآكل ولا أشرب..غصب عني..والله موبيدي أحد يقدر يعيش بدون روحه..جات سارة أختي وقالت:حصة يالغالية والله مايصير كذا حرام الي تسوينه في نفسك هذا وأنت مؤمنة وتعرفين الله كلنا فقدناها موبس أنت لكن المفروض تدعين لها بالرحمة والثبات عندالسؤال ولوكانت هنا الله يرحمها مارضت باللي تسوينه في نفسك..كانت تخاف عليك من نسمة الهواء..قومي إلبسي وخلينا نروح نعزي لازم توقفين مع أهلها هذا أقل شئ تقدميه لها…
ورحت…
كان لازم أروح أعزي هذي الغالية خويتي..وإحنا هناك توقعت ألقى أهلها منهارين مثل حالتي بس بالعكس تماما…جات جلست أختها جنبي وكان فيها خير وصلاح
قالت بنبرة حنون:هوني على نفسك ياحصة وادعيلها ماشاء الله عليها بإذن الله خاتمتها حسنة وجهها كان فيه نور..
قلت بصعوبة:الله يرحمها كنت جايبة لهاباقة ورد حلوة أعرفها تحب الورد..وأنا أحب افرحها دايمآ
قاطعتني بإستغراب:سبحان الله حتى هي كانت رايحة السوق عشانك تحبين الورد!
الله يرحمها قلوبنا عند بعض بكيت بألم..بحزن..بخوف..بس تذكرت كلام سارة ونبيلة أختها وتصبرت واحتسبت وأنا خارجة من عندهم لحقتني نبيلة وناولتني ظرف صغير وقالت:هذا الظرف كتبته (أمآل) قبل ماتخرج عشان تهديه لك مع الورد..أخذت الظرف وضميته بحرقة ورجعت البيت وهناك قرأت آخرشئ كتبته الغالية…
(بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الغالية:حصة
سلام الله عليك ورحمته وبركاته..
أخط لك اليوم خطابي وفي نفسي الكثيروالكثيرمن التساؤل..لاأدري حقآ ماذا بدر مني..لكن متأكدة بل وواثقة أن لك أنت غاليتي في قلبي مشاعرلاتترجمها لغات العالم أجمع..ومهما طال هذا الأمر ستظلين أختي الحبيبة ورفيقة دربي في هذه الدنيا العصيبة..ولن يتسلل إلى قلبي ولو ذرةواحدة من اليأس منك!
بل سأنتظرك إلى آخرلحظة في حياتي..علك تفصحين!
أختك المحبة آمآاال)
(عارفةإن خطي يجيب الضغط والسكربس لازم تصبرين!)
يالله قفلت الورقة وبكيت بقوة (أعوذ بالله منك ياشيطان)شلون قدرت تبعدني عنها في آخرأيامها!
ياربي أنا من بقي لي غيرها..
ياربي أنا…
بس تذكرت إن الدنيا إبتلاء ولازم أصبر (أمآل) الله يرحمها كانت بتقول نفس الشئ..أذكرلما كان يجيها لو زكام كانت ماتشتكي بالعكس تفرح وتقول:ربي يحبني وإبتلاني..
غبت عن المدرسة لمدة إسبوع حاولت أعالج فيها الشرخ العظيم في نفسي ولما داومت..
هاجت في نفسي الذكريات.
.كم جلست معها في هذا المكان
..وكم لعبنا في هذا المكان
..كم ضحكنا وكم فرحنا.
.جلست في المكان الي كان فيه بداية صحبتنا..نزلت من عيني دمعة..أحسها موجودة..المكان لسى دافئ..يارب ترحمها وتجمعني بها في الآخرة..يارب تدخلها الفردوس الأعلى فإني أحبها فيك..يارب سامحني ظلمتها..يارب هون علي مصيبتي واخلفني خيرآ منها..يارب ارحمها فإني
أحبببببببببببببببببببببها فيك..
أعجبتني فنقلتها لكم
يعطيك العافيه
( لمسة وفا )
تسلم يمينكم على المرور الرائع
ودي
وربي تحزن وتقطع القلب
الله يعطيكـ العاااااااااافيهـ ياقلبي
لاعدمتكم..~