قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا (صدق الله العظيم)
هذه الآية وغيرها من عشرات الآيات في كتاب الله تحض على الذكر وفي السنة النبوية عشرات بل مئات الاحاديث في فضل الذكر والحث عليه فما هو السبب يا ترى؟ ولماذا اولى الله تعالى ورسوله الذكر كل هذا الاهتمام وهذه العناية؟ قبل الاجابة على هذا السؤال المهم دعونا نستعرض بعضا من الآيات والاحاديث التي وردت في الذكر. ويقول الله تعالى ژواذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ويقول تعالى ژولذكر الله اكبر ويقول تعالى ژواذكر ربك اذا نسيت ويقول تعالى ژألا بذكر الله تطمئن القلوب ويقول تعالى ژوسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبّحه وأدبار النجوم ويقول تعالى ژيا ايها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا اولادهم عن ذكر الله ومن الاحاديث قول المصطفى ص «الا اخبركم بخير اعمالكم وأزكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا: بلى يا سول الله، قال: ذكر الله عز وجل (رواه احمد في المسند) وقال عليه الصلاة والسلام «ما عمل آدمي عملا قط انجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل» (رواه احمد في المسند) ايضا.
وفي الترمذي ان رجلا قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت عليّ وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال: «لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى» هذا غيض من فيض من الآيات والاحاديث في فضل الذكر والحث عليه ولنقرأ الآن ما قاله الامام ابن القيم حول موضوع الذكر لنتبين سبب اهميته يقول رحمه الله «في القلب قسوة لا يذيبها الا ذكر الله تعالى فينبغي للعبد ان يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى» وقال رجل للحسن البصري رحمه الله «يا ابا سعيد اشكو اليك قسوة قلبي، قال أذبه بالذكر» وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار فما اذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل و»الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى». قال مكحول «ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء» إذن فسرّ الاهتمام بالذكر هو لأن حياة القلوب فيه وبه تكون حية ومن غيره فهي موات لا خير فيها والقلب هو اهم ما في الانسان لأنه محل الايمان. جاء في الحديث: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب».
فبالذكر يحيا القلب ويصلح ويصبح مهيأ لتلقي أوامر الله واتباع هديه فيكون في ذلك سعادة ابن آدم.
الراوي: – المحدث: ابن تيمية – المصدر: الجواب الصحيح – الصفحة أو الرقم: 6/487
خلاصة الدرجة: صحيح
جزاك الله خيرا
جزاكيم الله خيرا