السلام عليكم و رحمة الله
أيقظَتْه من نومه، قام نشيطًا، ارتدى ملابسه وتناول إفطارَه على عجل، قبَّل يدَيها، وودَّعها بابتسامة.
تلك الابتسامة التي جعلتها تتحدَّى المصاعب لتراه الآن شابًّا ملْء العين والسمع، ابتسامة ضحَّت من أجلها بشبابها منذ أن ترمَّلت عليه، صبَّت بعدها كل حُبِّها وحنانها عليه.
جلست في ركنها المفضل في البيت، بيديها سبحة، وعلى لسانها ذِكرُ الله، لا تدري كم من الوقت مرَّ قبل أن تسمَع طرقًا قويًّا متواصلاً على الباب، نهضَت مُسرعة لتفتَح… رأت جمعًا من الناس يقفون أمامها يُردِّدون جُملاً تُدرك جيدًا متى تقال… دقَّقت النظر لترى جسدًا نَحيلاً، وضَعوه برفْقٍ على أقرب سرير.
اقتربَت بحذر وقلبها يتسارَع نَبضُه، تُريد أن تكذِّب إحساسها… رأتْه… سالت الدُّموع من عينَيها… احتضنتْه، قبَّلته، ما زالت على وجهه تلك الابتسامة التي غادَرَ بها، غير أنه عاد محمولاً على الأعناق.
شهيدًا إن شاء الله، كانت الجملة الأكثر ترديدًا، أمَّا هي فرفعَت وجهها إلى السماء ونادَت: يا رب، زلزلت بها قلوبَ الواقفين، ترى هل يَخذُلها الله؟
منقوول
بإنتظار جديدك