كانت هناك فتاة جميلة جدا ….
مرت السنون و لم تتزوج ..
لم يكن ذلك لقلة فرص الزواج ..
فقد كان خطابها كثر و الراغبين فيها أكثر و أكثر
و لكن كان ذلك لأنها ترفض كل من تقدم لها .. ترفض كل من جاء لخطبتها
فبعد أن يدعوها والدها لتقديم القهوة ..
و حينما يخرج الخاطب تخبره برفضها ..
فحار والدها في أمرها ..
و لكن لحبه لها لم يكن يرد أن يضايقها بكلام يجرحها ..
و إن كان يحّز في نفسه أن يراها ترفض العرسان يوما تلو الآخر ..
و العمر يتسلل من بين أصابعها ..
و يوما ما ……….
جاءها خاطب جديد ..
ليس له مثل ما كان للأولين من أموال و لا من حسن و جمال ..
و لكنها بعد أن قدمت إليه القهوة ..
خرجت لتخبر والدها أن هذا هو من ترضاه زوجا و تريده رفيقا ..
هذه المرة لم يستطع والدها كتم اندهاشه .. فسألها :
يا ابنتي هل لك أن تخبريني ما وجدت في هذا الرجل لم تجده في غيره ..
و قد جاءك من هو أكثر جاها و ارفع شانا فرفضتِ ؟!!
فأجابت الفتاة التي حباها الله بجمال في الشكل
و لم يبخل عليها بنور في الفكر .. قالت :
يا أبتي …
كنت حينما تطلب مني تقديم القهوة ليراني الخاطب أقدمها مّرة بدون
سكر معها ..
فتكون عين الخاطب علي و ينبهر بجمالي ..
و حينما يتذوق القهوة يمتعض و ينسى وجودي
و حينما يبدأ الحديث يتحدث عن مال و جاه و شأن له بين الناس ..
أما هذا الرجل الذي لم تعرف قيمته و عرفتها أنا ..
شرب القهوة و مع مرّها ابتسم لي ..
فأحسست أنه فهم المغزى من شرب قهوتي ..
و فهم أنني أريد من يشاطرني ألمي قبل فرحي .. و حزني قبل سعادتي
فهم أن المودة و الرحمة بين اثنين تكبر مع مر الحياة قبل حلوها ..
و لا تتلاشى إن اعترضتها عقبات في الطريق ..
قبل بجمالي و رزانتي و بمّر قهوتي ..
فقبل أن نكون معا على الحلوة و المرة و هذا ما لم يفهمه الآخرون ..
فنطق والدها قائلا :
بارك الله فيك و زادك علما و نورا
أين تجدين أناسا بمثل هذا القدر من الحكمة
في زمن طغت فيه المظاهر والطمع حب المال
موضوعك أكتر من رائع أختي دون مجاملة
جزاك الله خيرا
ولكن مكانها ليس هنا
ينقل للقسم المناسب
يعــــطيــــك الصحـــة