السلام عليكم و رحمة الله و بركاته…
قصة من كتاب (اختاه اخطأت الطريق) لأستاذ يوسف الحاج احمد
اتمنى ان تنال اعجابكم و ان لا تكون مكررة لاني استغرقت في كتابتها وقتا طويلا و اتمنى ان تكون عبرة لكل فتاة او امراة اخطأت الطريق فتعود للطريق الصحيح القويم الذي رسمه لنا اشرف و اطهر الخلق محمد(عليه الصلاة و السلام)
ازفت بداية بداية العام الدراسي…
و انتقلت أختي الكبيرة الى السنة الثالثة الجامعية,و انتقات أنا الى السنة الاولى الجامعية.
كان حلما يراودني,و كانت أمنية طالما هفت اليها نفسي…
فرحت بالجو الجامعي الجديد,بدأت الدراسة في القسم الذي اخترته,بدات انس زميلات المرحلة الثانوية و طواهن النسيان…
كان الجو العام مع الزميلات مرحا دون ضوابط,و كنت اسمع النكت و التعليقات لاول مرة….
و بسر عة كبيرة تأقلمنا مع بعض,فاصبحنا نؤانس بعضنا,بل و نشكو لبعضنا البعض.
اما الشوق و حديث الهاتف و كشف خبايا النفس فأنه ديدان تلك الصحبة…
بل هو ملحها و جمالها…
و فجاة!
وقع ما لم يكن في الحسبان
في هذا الجو الجميل و الحلم الابيض عثرت قدمي!
و التهبت عواطفي!
منذ ان رايت ذلك الشاب لأول مرة…
شاب يحمل صفات الادب و الخلق…
فها هو منذ شهر و هو بصعوبة يرفع عينيه نحوي…
بدأ قلبي يضطرب عند خروجي من الجامعة و اصبحت عيني تهفو لرؤيته… انه فارس احلامي!!!
و في سكون الليل اسرح في احلامي…وصوت في أعماقي يردد:لا تفعلي…لا تتقدمي!
يا بنية احذري!انتبهي!و اياك و هذا الطريق!!
و لكنه أسرني بادبه و ملكني بحسن تصرفه!
لا زلت اتذكر المرة الاولى التي رأيته فيها و كانت سيارته بجانب سيارتنا…
و لكن لطفه و حسن ادبه تنحى جانبا و افسح لنا الطريق…
لم يصوب نحوي عينا,لم يتفوه بكلمة مثل بعض الشباب…ما اجمل خلقه ما انبل فعله!
بدأت اسارع بالخروج من نهاية المحاضرة,و اجري في الساحة و انا احمل قلبي المضطرب,لكي القي نظرة عليه…
ربما يمر يومان او ثلاثة لا اراه…فتتغير مشاعري و يسرح فكري.
و لكن أزال ذلك كله ما عطر سمعي من كلمة سمعته يلقيها الي و هو بجوار سيارته و يفسح لي الطريق بقوله:تفضلي…
بقيت نبرة صوته ترن باذني حتى خالطت شغاف قلبي و سرت في دمي…تفضلي…
بتلك النبرات الحنونة فتح لي عالم السعادة و ابواب المحبة…
لا زلت أتودد و أتقرب الى عقلي بمحبته لحسن خلقه و ادبه فقط!!
سارت الايام سريعة حتي رايت بام عيني تبسمه عندما رآني…
فكان ان عاجلت عيني بالهروب من عينه…
و لكن زاد خفقانه و ارتعشت مفاصلي و سرى في دمي حديث النفس…ما اجمل ابتسامته!!
و في يوم لن انساه طول حياتي!
القى الي بهمسة حانية و كلمة دافئة…وضع ورقة صغيرة اخترقت المسافات بيننا لتصل الى يدي!! سارعت لاخفائها…بل و التلهف الى ما فيها…فاذا برقم هاتفه…
تسللت تلك الورقةمع اطرافي المرتعشة لتلامس مشاعري و احاسيسي!!
و عندما هويت الى سرير غرفتي…تناولت الورقة و قرات ما بها مرة ثانية و ثالثة…
بكيت بحرقة و ندم…كيف افعل هذا؟!و هل يرضى الله عز وجل ذلك؟!كيف اقود نفسي الى الهاوية؟!..و ابي…و امي…و عائلتي…و مستقبلي….عندها ضج الكون في اذني!
و سقطت دمعات ايمانية لتروي ظمئي و حاجتي الى التوبة و العودة و ارجوع و الاوبة و حدثت نفسي و انا امسح آخر دمعة الى هذا يكفي!و توبي قبل ان تندمي!
يتبع….
بعد اسبوع من العواطف الجياشة و لحظات الندم المتتالية…بقيت ليلة استعصي علي فيها النوم,ساهرة اتقلب من الفراغ القاتل على احر من الجمر…
وكانت الخطوة الاولى في ليلتي تلك…
عبثت اصابعي برقم هاتفه…حتى وصلت الرقم الاخير…عندها سارعت الى التوقف!
مرت محاولة اولى و تبعتها ثانية و ثالثة و انا لا اكمل الرقم الاخير…
ثم تلا تلك الليلة محاولة جامحة لسماع صوت فحسب…
و اقنعت نفسي بهذا الامر…فقط لسماع صوته فكان ان عبثت برقم هاتفه بسرعة و بقوة حتى سمعت صوته…اعاد لقلبي نشوة اللحظات الاولى عندما سمعت صوته…تفضلي…
و توالت الايام تلو الايام و انا اشتاق الى صوته و لا اتردد في الاتصال حتى لم اعد اطيق الصبر عند سماع صوته كل يوم و اصبح سعادتي اليومية ان احتفي بسماع نبراته الحنونة.
ثم بدأ عواء الذئب يتسلل الى قلبي…نعم لقد كان صوت الذئب جميلا و رخيما,و يفيض عاطفة و سحرا و ما علمت ان اصوات الذئاب هكذا حتى سمعته باذني و هش له قلبي…
عندما اسقطت حاجز الخوف من الله عز و جل من محادثة الرجال تغير نمط حياتي و اصبح نهاري ليلا و ليلي نهارا الهاتف له رنين في قلبي حرصت على البقاء في المنزل و عدم الذهاب مع اسرتي للزيارات و الافراح خوفا من ان يهاتفني و لا اسمع صوته….
نعم قسوت على نفسي حتى تركت افراحا احبها و اتمنى حضورها بل لم اعد استمتع بحديقتي الصغيرةالصغيرة التي كنت اعتني بها من قبل و اتابع نمو شجرها و تفتح وردها…
و اصبحت بسمة ابي الجميلة و فرحة امي الحنونة سيفا يؤرق مضجعي!
و صوتا يؤنبني.
بل اهم من ذلك كله صلاتي التي اصبحت اؤديها بدون خشوع و لا خضوع و لا حضور قلب….
احيانا يصادف وقت محادثته صلاة المغرب فلا اقوم للصلاة الا بعد اذان العشاء و كأن الامر لا يعني شيئا!
لقد استبدلت تلك الضحكات الجميلة و النكت العذبة مع اهلي و اختي خصوصا…بشرود دائم و تفكير مستمر…و تساؤل يهز قلبي هل اتصل؟و ماذا اقول؟و ماذا ساقول له؟و يا ترى هل غضب مني؟و كيف يفرح؟و بماذا اتقرب اليه؟
مرت الايام تثقل كاهلي و فحيح صوته يتسلل الى قلبي…وسرت معه في طريق مظلم و درب متعرج…محادثة و مهاتفة,و رؤية و مشاهدة,حتى و قعت بسرعة عجيبة في اردان الفاحشة(الزنا!)
و ما كنت اظن ان انيي ساكون كذلك ابدا!
في يوم اعدت فيه حساباتي و ارقني سوء صنيعي…
فحاولت ان ابتعد عنه تعذرت بالدراسة و مشاغلي داخل المنزل و بقرب اختي مني و خوفي من سماعها حديثنا حاولت و اجتهدت في ذلك.
كان لي بالمرصاد و قال بصوت حزين و هو يسترجع الذكريات معي…و يردد كلمات الحب و الاعجاب و قاربت دموعه ان تتحدر على خده قال و هو يظهر حريص:
لا تتركيني كيف اصبر عنك؟لا تكونب قاسية!لا تكوني ظالمة!و اظهر الم الفراق و قلة الصبر و الشوق الي,و لكني تجلدت و صبرت و قلت:لا اريد هذه العلاقة و لن استمر فيها يوما واحدا!
و لما راى عزمي و اصراري تبدلت اللهجة و تغيرت النبرة و اختفت الدمعة,و كشر عن انيابه و قال:
ماذا تفعلين بماضيك الجميل معي ة تلك الصور و شريط التسجيل الى اين تهربين؟! و لمن تذهبين؟! انت خائنة لقد تعرفت على شاب غيري!
تحيرت في امري و توالت لحظات الضعف على قلبي و انهمرت دموعي فعدت الى طريقي مرغمة كارهة بعد ان كنت طائعة موافقة…
بدأ يقودني بلا رحمة الى حيث يريد و استغل عواطفي و لعب على جراحي…
و اخيرا…
عدنا الى نقطة البداية و الوعود الجميلة و سألته:
اين وعدك لي بالزواج و السعادة و البيت الصغير و الاحلام الوردية عندها بدأ الثعلب يرواغ و يتعذر كانسان حقير نذل!
عندها…
غرقت في دموع الكرامة المجروحة و اظلتني سحابة الحزن قاتلة اصابتني غاشية من عذاب الله.
و انا السبب في هذا الذل و الهوان فبنظرة و بعبث من اطراف اصابعي رسمت طريقي و ازلت عفافي و خلعت حيائي سقطت في الوحل و زللت في الهاوية و اصبحت العوبة في يده حتى كان ذلك اليوم الذي كنت بجواره فامسك بنا رجال الامن القيت كل ما في قلبي و توالت الصرخات من فمي معلنة قدوم الفاجعة…
في ذاليوم سقطت الاقنعة و عادت المسميات الى مواقعها الصحيحة….
في هذا اليوم ايقنت انني اسير في وهم و سراب و ان صديقي و فارس احلامي و حبيبي كما كنت اقول…
لا يجوز ان يرى خصلة من شعري و لا جزءا من اظفري….و اما ما منت اجمله و احسنه من غلاقة و صداقة…
فهو زنا و فاحشة!
أختي الحبيبة…
هذه ليست قصتي وحدي بل قصة كل من سمعت عواء الذئب,و انتظرت الحمل الوديع و سارت اليه وقد
يكون عز و ججل امهلها و اظلها بستره و قد تؤخر لها عقوبة الاخرة.
هذه قصتي بين يديك ابسطها…كتبتها ذات مساء للزمن و لمن يقرأ في هذا الزمن…
لقد عصيت الله عز و جل معصية واحدة فتتالت علي السيئات و بعد ان زلت القدم و عثرت الرجل و تفرق اهلي,و غادرت السعادة حياتي,و ماتت ازهاري,و كرهتني اختي كرها شديدا,و تبرأ مني ابي الحنون…
و حق لهم جميعا ذلك…بدأت خطوات التوبة بقلب صادق و نفس مقبلة على الله…
نصيحة من كل قلبي لكل امراة و فتاة …
توقفي….توقفي….ها انا ارى معالم الفاجعة تسير نحوك…فلا تسقطي…لا تسقطي
تعليقي لهذا الموضوع….
اختاه الى من سارت في نفس الطريق…
الى اين؟؟؟؟؟
ماذا ستكون نهايتك؟؟؟؟؟
اترضين ان تكون نهايتك كنهايتها؟؟؟؟
اختاه!
لا تقولي لن اكون مثلها لا تقولي انه مجرد تسلية و تمضية للوقت!
اختاه كم من فتاة قالت كقولك فزلت قدمها و استدرجها الشيطان و اغوائها!
اختاه لا تحفري لكي قبرا بيديك قبل موتك…اختاه عودي…عودي قبل فوات الاوان يوما لا ينفع ندمك…توبي الى الله اختاه!
"و لا يسأل حميما حميم"! اختاه كيف تقابلي ربك بفعلك هذا!
اخي…
ان هناك قانونا في الحياة لابد ان ينفذ فيك يوما ما…
كما تدين تدان!
نعم هذا هو قانون الحياة فلا تلم اختك او بنتك عندما تذق الكاس الذي اذقته لفتاة في يوما ما…
"إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ".
لقد كانت فتاة صالحة تصلي,تصوم,ففتنتها نعم فتنتها بأدب زائف,بوعود و كلاما كاذب! و كما يقول الله سبحانه و تعالى
"كل نفس بما كسبت رهينة"
صدق الله العلي العظيم,فمهما حدث لك فليكن بعلمك انه من يدك.
[/size]