تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بعث عبدالملك بن مروان كتابا للحجاج بن يوسف

بعث عبدالملك بن مروان كتابا للحجاج بن يوسف 2024.

بعث عبدالملك بن مروان كتابا للحجاج بن يوسف

خليجية

بعث عبدالملك بن مروان كتابا للحجاج بن يوسف يقول فية : بسم الله الرحمن الرحيممن عند

عبدالملك بن مروان الى الحجاج بن يوسف ، اما بعد اذا ورد عليك كتابي هذا وقرأته فسير لي

ثلاث جوار مولدات أبكارا يكون اليهن المنتهى في الجمال ، واكتب لي بصفة كل جارية منهن

،ومبلغ ثمنها من المال . فلما ورد الكتاب على الحجاج دعا بالنخاسين وأمرهم بما أمره به أمير

المؤمنين وأمرهم أن يسيروا الى أقصى البلاد حتى يقعوا بالغرض ، وأعطاهم المال وكتب لهم

كتبا الى كل الجه اتفساروا يطلبون ماراد امير المؤمنين فلا يزالوا من بلد ومن اقليم الى أقليم

حتى وقعوا بالغرض ورجعواالى الحجاج بثلاث جوار مولدات ليس لهن مثيل . وكان الحجاج

فصيحا فجعل ينظر الى كل واحدة منهن ومبلغ ثمنها فوجدهن لايقام لهن بقيمة ، وأن ثمنهن ثمن

واحدة منهن . ثم كتب كتابا الى عبدالملكأ بن مروان يقول فيه بعد الثناء الجميل : وصلني

كتاب أمير المؤمنين أمتعني الله تعالى ببقائه يذكرفيه أن أتشرى له ثلاث جوار مولدات أبكار ،

وأن أكتب له صفة كل واحدة منهن وثمنها ..فأما الجارية الأولى – أطال الله تعالى بقاء أمير

المؤمنين – فانها جاريةعبيطاء السوالف (مرتفعة السوالف)عظيمة الروادف ، كحلاء العينين ،

حمراء الوجنتين ، قد أنهدت نهدها ، وألتف فخذاها كأنها ذهب شيببفضة وهي كما

قيل :بـيـضـاء فـيـها اذا استـقـبلـتهـا دعـج ———– كـأنهـا فـضـة قـد شـابـهـا ذهـب

وثمنها ياأمير المؤمنين ثلاثون أف درهم ..وأما الثانية فانها جارية فائقة في الجمال معتدلة القد

والكمال تشفي السقيم بكلامها الرخيم ، وثمنها ياأمير المؤمنين ثلاثون ألف درهم ..وأما الثالثة

فانها جارية فاترة الطرف ، لطيفة الكف عميمةالردف ( غليظة ) شاكرة للقليل ، مساعدة

للخليل بديعة الجمال كأنها خشف الغزال، وثمنها يا أمير المؤمنين ثمانون ألف درهم ثم أطنب في

الشكر والثناء على أمير المؤمنين وطوى الكتاب ، وختمه ودعاالنخاسين فقال لهم : تجهزوا

للسفر بهؤلاء الجواري الىامير المؤمنين ، فقال أحد النخاسين : أيد الله الأمير اني رجل كبير

ضعيف عن السفر ، ولي ولد ينوب عني أفتأذن لي في ذلك ؟ قال : نعم فتجهزوا وخرجوا ففي

بعض مسيرهم نزلوا يوما ليستريحوا في بعضالأماكن فنامت الجواري فهبت الريح فأنكشفت

بطن احداهن وهي الكوفية فبان نور ساطع ، وكان اسمها مكتوم فنظر اليها ابن النخاسوكان

شابا جميلا ففتن بها لساعته ، فأتاها على غفلة من أصحابة وجعل يقول :

أمـكـتـوم ، عـيـني لاتـمل مـن الـبـكـا —–وقـلـبـي بـأسـهـام الأسى يـتـرشـق

أمـكـتـوم كـم مـن عـاشـق قـتـل الـهـوى —- وقـلـبـي رهـيـن كـيـف لاأتـعشـق
فأجابته تقول :
لــو كــان حـقـا مـاتـقـول لــزرتــنـا —— لـيـلا اذا هـجـعـت عـيـون الـحـسـد

قال : فلما جن الليل انتضى الفتى ابن النخاس سيفه ، وأتى نحو الجارية فوجدها قائمة

تنتظر قدومةفأخذها وأراد أن يهرب ففطن به أصحابه فأخذوه وكتفوه ، وأوثقوه بالحيديد ، ولم

يزل مأسورا معهم الى أن قدموا على عبدالملك بن مروان ، فلما مثلوا بالجواري بين يديه أخذ

الكتاب ففتحه وقرأه فوجد الصفة وافقت اثنتين من الجواري ، ولم توافق الثالثة وراى في

وجهها صفرة وهي الجارية الكوفية فقال للنخاسين : مابال هذه الجارية لم توافق حليتها التي

ذكرها الحجاج في كتابه ، وما هذا الصفراربها والانتحال ؟ فقالةا : يا أمير المؤمنين نقول ولنا

الأمان ؟ قال : ان صدقتم أمنتم ،وان كذبتم هلكتم فخرج احد النخاسين واتى بالفتى وهو مصفد

( مقيد ) بالحديد فلما قدموه بين يدي أمير المؤمنينبكى بكاء شديدا وأيقن بالعذاب ثم أنشأ

يقول :
أمـيـر الـمـؤمـنـيـن أتـيـت رغـمــا ———– وقـد شـدت الـى عـنـقـي

يـديـا مـقـرا بـالـقـبـيـح وسـوء فـعـلي ——– ولست بـما رمـيـت بـه بـريـــا

فـان تـقـتـل فـفـوق الـقـتـل ذنـبـي ———- وان تـعـفـو فـمـن جـود عـلـيا

فقال عبدالمالك : يافتى ماحملك على ماصنعت ، استخفاف بنا ، أم هوى الجارية ؟قال : وحق

رأسك يا أمير المؤمنين وعظم قدرك ، ما هو الا هوى الجارية . فقال : هي لك بماأعددته

لها . فأخذ الغلام بكل ما أعده لها أمير المؤمنين من الحلي والحلل ، وسار بها فرحا مسرورا

الى نحو اهله ، حتى اذا كانا ببعض الطريق نزلا بمرحلة ليلا فتعانقا وناما ، فلما أصبح

الصباح وأرادالناس السير نبهوهما فوجدوهما ميتين . فبكوا عليهما ودفنوهما بالطرق ، ووصل

خبرهما الى عبدالملك بن مروان فبكى عليهما ، وتعجب من ذلك …

يسلمووووووو ، قصة الصراحة روعة الروعة …….
روايه جميله
شكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.