تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وداعا إلى الأبد -قصة قصيرة

وداعا إلى الأبد -قصة قصيرة 2024.

وداعا إلى الأبد ……

خليجية

رفع سماعة الهاتف وكان قد تعب من كل شيء حوله ..
"مساء الخير .."
لم يرد على هذا الصوت الذي أصبح يحلم به ليلا ونهارا ..إلتزم الصمت ..وكأنها أحست به ..
" يبدو أنك في مزاج معتم اليوم .."
اتجه إلى الباب ليغلقه وهو يتنهد .. إنها الثالثة صباحا .. لم يصحو أحد بعد ..
قالت وقد ضاقت بصمته " مابك .؟ .."
همس مكتئبا "ذهبت لوالدك .."
على الطرف الآخر نزلت دمعة منها رغما عنها ..
"وماذا قال لك ؟"
لم يرغب في الحديث لكنه قال في استسلام " رفض .."
لم تسأل ماذا حدث أيضا .. لكنها لم تستطع منع نفسها من البكاء ..قالت له بصوت متحشرج "سأتصل بك بعد خمس دقائق .."
أغلقت الهاتف دون أن تستمع إلى رده ..
دفنت رأسها في الوساده وانهارت في بكاء …
أما هو فأغلق الهاتف وبقي ينظر إليه في شرود حزين ..شعر أنه تحطم اليوم ..شعر أنه تمزق إلى أشلاء …
عاد الهاتف ليرن لم يكن يريد أن يجيب ..لكنه أجاب ..
"قلت لك .."
كان صوتها مليئا بالحزن .. بالحشرجة ..شعر أنه يرى دموعها تنهمر على خديها ..
وهذا ماكان يحدث …كانت دموعها تنهمر وهي تحاول أن تنظم تنفسها …
قال رغم معرفته حقيقة مشاعرها "أتسخرين مني ؟؟"
قالت وابتسامة حزينة علت وجهها "أجل "
أغمض عينيه ..وقال في ألم شعرت به "غدا في نفس الوقت ؟"
قالت وكان قد اعتصرها الألم "في نفس الموعد .."
أغلق كليهما الهاتف .. واتجهت هي إلى وسادتها تبكي ..وهو خرج في هذا الوقت المبكر إلى المسجد ليصلي …وبكي يدعو الله أن يساعده ليجتاز هذه المحنه فقد خرجت الأمور عن السيطرة..
خرج من الصلاة إلى البحر وقف هناك يسترجع الماضي ..
إلتقيا في دولة خليجية حيث كانت ضائعه لاتعرف طريقا وتبكي بشده وكان هناك في رحلة تسوق مع عائلته .. وجدتها أخته فإحتضنتها وأخذها بنفسه إلى السفارة ووجدت والدها هناك في حال
مزرية ..شكره والدها ودعاه إلى تناول العشاء لديهم ..لم يرفض ..لكنه لم يستطع نسيانها ..
تبادلت هي وأخته أرقام الهاتف ليبقوا على اتصال ..وبطريقة ما ..حصل على الرقم ..
حاول مرات كثيرةو ..لكنها كانت ترفض بشده .. وكل مره كانت ترفضه كان يحبها أكثر ..لم يكن من العابثين ..وكانت نيته تجاهها صادقة ..ولم يكن مؤهلا بعد للتقدم لخطبتها فهو لايزال طالبا ..لكنها لم يرد أن يخسرها ..
" إنني أحترمك لأنك أنقذتني في يوم من الأيام ..لا ؟أريد أن أشتكيك عند والدي أو أختك .."
"لن أكف عن الإتصال بك ولو غيرتي رقم هاتفك لوجدته مهما حدث .."
"ألا تخاف ؟"
"لا ..لقد ..لقد أحببتك من النظرة الأولى .. ولن ."
أغلقت الهاتف ..فإزداد حبا بها …
وحاول لمده ثلاثة أشهر قبل أن ترضخ أخيرا وتصرخ به
" ماذا تريد ؟"
" نيتي صادقة "
" ماذا ؟؟..إن حب التملك لديك شديد .."
"أقسم لك أن نيتي صادقه .."
"لا أصدق .."
"أرجوك ..إنني أحبك .."
"لا تفعل .. فأنا من عائله محافظة ولن أتزوج بأي كان .."
شعر أنها قد أهانته .. صمت قليلا ثم قال في أسف
"إعذريني لإزعاجك .."
أغلق الهاتف وقد استبدت به مشاعر شتى ..
اتصلت هي به هذه المرة .." أنا آسفه ..لم أقصد ,,لكن لا أريدك أن تبني آمالا وتنتهي إلى صخر .."
"أنا أحبك .."
"أنا أشفق عليك من النهاية .."
ابتسم أهذا يعني أنها تفكر به ..
"لايهمني .. أريد أن أمتلك قلبك لي وحدي .."
جاء صوتها ساخرا "يالك من غبي ..ألم أقل أن حب التملك لديك شديد .."
"لايهمني .."
ومن تلك اللحظة بدأت قصة حب بريئة عفويه ..كان لاينام قبل أن يسمع صوتها …كانت انسانة ذكية رقيقة ..حساسة .. كانت دائما تكرر على مسامعه "أنه حب لافائده منه .."
كان يجيبها "أنه يغذي قلبي بالدماء ..وينعش حياتي .."
كانت تقول بيأس " لانهاية له .."
كان يقول بأمل "أجل ..حب لاحدود ولانهاية له .."
كانت تxxر آماله وتقول
" لن نتزوج أبدا ,,فأنت خارج نطاق المسموح ..ماذا أفعل ,,أنني أعذب قلبي من أجل لاشيء!"
وتغلق سماعة الهاتف ..ويبقى سارحا قبل أن يرن مرة أخرى وتقول في دموع يشعر بها عبر سماعه الهاتف " أحبك ..وأن يحب المرء مرة ويخسر حبه ..أفضل من ألا يحب أبدا .."
يرد عليها بتفاؤل يقهرها "ما أدراك …قد نحب بعضنا إلى الأبد وتحدث معجزة ونتزوج .."
كانت تكره تفاؤله ..وهو لايكره شيء بها أبدا …
أغمض عينيه أمام نسيم البحر البارد …الذكريات أشواك في القلب …تذكره بألمه كل لحظة ..
خلع حذائه وسار على أطراف البحر والماء البارد يمر بين أصابعه الجرداء ..لم يشعر ببروده الماء ..فلقد كان دمه حاميا بحب حقيقي مؤلم …
تذكر حديثا دار بينهما مرة..
" سأسافر .."
"إلى أين .."
"إلى مدينة في أحلامي حيث أجدك هناك تنتظرينني ..أحبك .."
شعر بصمتها محملا بأشياء كثيرة …قالت أخيرا
" ستسافر …لكنك لن تجدني .."
قال في تحدي "إنها أحلامي أخلقها كما أشاء ..وأضعك هناك ..سأجعلك ترتدين اللون الأبيض وشعرك الxxتنائي الطويل ينسدل بجمال على وجهك .."
قالت في سخرية "شعري أسود ..xxواد عيني ..xxواد قلبي "
قال غاضبا
" إنها أحلامي .وسأجعل شعرك كما أريد .. سأجعله xxتنائيا ..سأفرش لك الأرض ازهار الربيع التي أحبها ..ونبعا بمياه صافية يحيطك .."
قالت بألم أفسد جوه الحالم "أنك غبي .. لن تجدني هناك .. ستجد الازهار والشعر والنبع ..لكن لن تجدني أنا .. لقد تهت في دروب سوداء ..ولن أصل أبدا .."
قال في غضب " أي دروب ؟"
قالت بارتجاف " أحلامي …إنني لا أجرؤعلى النوم .. لا أجرؤ على الأحلام .."
تسللت رائحة البحر المالح إلى أنفاسه فأيقظته من ذكرياته ..كانت دائما تعرف أنها لن تكون له ..ولم تكن تسمح له حتى أن يحلم بها ..لكنه كان غارقا حتى الثمالة في حبها ..تخللت أصابعه خصلات شعره .. لبس حذائه .. عاد إلى سيارته إلىمنزله ..عاد يحملا قلبا جريحا…لقد جرحه الزمن …
وهو يقود سيارته توقف عند الإشارة الحمراء ..تذكر ماحدث اليوم ..ذهب وحده إلى والدها ..وفاتحه في الموضوع ..كانت كلمات والدها جافه ..
"أنك شاب في مقتبل عمرك ..لم تنهي دراستك بعد …ونحن لانزوج أبناءنا او بناتنا للغرباء ..فالأقرباء أولى هذا أمر لانقاش فيه"
لم يرد أن يناقشه خصوصا في وجود العديد من شباب عائلته في مجلسه ..لم يرد أن يشك أحدا في شيء إن أصر .استأذن وخرج ..
ولم يستطع منع نفسه من البكاء .. كان قد سأل أحد الأشخاص عن عائلتها وأخبره أنه من المستحيل أن يتزوج أبناءها بغير قبيلتهم ..
كم ود لو أنه يستطيع أن يغير قبيلته لكي يتزوج بها ..
تذكر كلماتها " أن في عائلتنا خطوط حمراء كثيرة لا داع لها ..خطوط تحرمنا من حقوقنا في الحب في التعليم ..في الضحك .."
نظر ليجد أن الإشارة أصبحت خضراء ..
عاد لغرفته وأغلق الباب لن يذهب اليوم إلى أي مكان ..
أما هي .. كانت تفكر ..لماذا أقحمت نفسها في العذاب ؟؟ كانت قد اعتادت على رنين الهاتف في كل يوم وكانت تفرح لرنينه لم ترد أن تجيبه أبدا …كانت تفرح فقط بفكره أنه يتصل بها أنه يفكر بها ..واخيرا عندما أجابت ..لم تستطع أن تعود كما كانت … كيف سمحت لنفسها بالتمادي .. كيف سمحت لقلبها بأن يحيا قصة حب عقيمة ؟ ..كرهت كل شيء ..عائلتها ..قلبها ..هو ..كانت تقفل أمامه الأبواب ..فيفتح أبوابا أخرى ..أنه عاشق مثالي …عاشق نزيه ..صادق ..كانت تعرف أن لاشيء مثالي في حياتها ..إلا هو .. وهو الشخص الوحيد الذي سيحيل حياتها إلى جنة لو تزوجا … لكن ..كانت تعرف باستحالة هذا .
انها واقعية …وهوشخص حالم ..كانت تشفق عليه وهي مغرمه به ..لم تشفق على نفسها كانت قد أقلمت نفسها منذ البداية على النهاية.

لأيام عديده كانت تدق الساعه الثالثة … صباحا ..وكان كلاهما ينتظر لا أحد منهما يرفع الهاتف …ويطلب الآخر ..كانا ينتظران بالدموع …لأول مرة منذ سنة ..لايرفعان الهاتف ليتحدثان ..في هذا الوقت بالذات .. وأخيرا بعد شهر من الإنتظار ..رن هاتفه ..
" أخيرا .."
"أجل .."
كانت نبرة صوتها مليئة بالحزن ..
"اشتقت إليكي .. إشتقت إليكي .."
وبدأ بالبكاء ..وكانت تسمعه وهي تبكي
"وأنا إشتقت إليك .. يا إلهي .. كم أحبك وكم أعشقك .."
صمت كلاهما ..قالت في حزن
" أريد أن أسمع صوتك كلماتك ..حنانك ..لم أنت صامت أخبرني أنك تحبني….."
"أخبرتني أختي بخطبتك .."
بكت هي وبكى هو … ولم يبك في حياته أبدا .. سوى عندما بدأت هذه المأساة..
قالت "أجل سأتزوج غدا برجل في ضعف عمري يحمل الإسم المناسب …أرجوك ..لاتحرمني من حبك في لحظاتي الأخيرة قبل أن أكون ملكا لرجل آخر.."
فكر بعدل .. بحكمة نسي قلبه وفكر بعقله ..وقال قاتلا قلبه وقلبها وشعر أنه يتخبط في دماء حبهما ..
"تعلمين أنني أحبك ولن تجدي في هذه الدنيا من يحبك أكثر مني .وأعلم أنك تحبينني وفي قلبك أسمى المشاعر لي ..لكن .سأكون أنا هذه المرة من سأحطم أحلامك وأقف بوجهك ..وأقول لا فائده ..ليكن هذا آخر مابيننا ..لن أرضى أن أسبب لك التعاسة ..ولن أرضى أن تشوهي براءه هذا الحب ..بخيانه .."
أغمض عينيه يتخيل عينيها التي رآها مرة واحده فقط في حياته ..تخيلها غارقة في الدموع كما رآها ….جاء صوتها هامسا
"ماذا تقول ..أهذا الوداع ؟؟"
وكانت تبكي بقوة .. ودموعه تحجرت بشدة وهو يقول
"أجل هو الوداع ..سأحبك دائما ..سأحبك وأنت الحب الأول والأخير في حياتي ..وسأتذكر دائما أنني بكيت لأجل امرأة تستحق أن أفديها بحياتي …لا أجد كلمات لأصف ألمي ولا أستطيع أن أشرح لك موقفي …لكن سأستسلم لحكم القدر .. وسأدعو الله كثيرا لينسيني هذا الحب وهذا الألم .."
قالت وهي تبكي " وداعا .. يا أجمل ما حدث في حياتي وثق دائما أنني لست نادمة على شيء .. لقد لمست فيك أخلاق وحبا ..انتهى في هذا الزمن ..غدا في نفس الموعد .."
قالت جملتها الأخيرة ساخرة ..لاتريد أن تكون آخر كلمة هي الوداع ..لكنه كان قد قرر أن ينهي أحلامها هذه المره
"لن تجديني … سأهرب حتى من أحلامك .. ..وداعا ..إلى الأبد "
لم ينتظر أن يسمع صوتها ..وكانت قد انهارت تبكي .. وهي تقبل سماعة الهاتف وتحتضنها …وتهمس ((أحبك ..لاتتركني … .))
أغلقت سماعه الهاتف لتنهي أجمل ماحدث في حياتها ..لتنهي قلبها ومشاعرها وأحاسيسها ..
وأغلق بدوره سماعه الهاتف ليتأكد من تعاسته وأحلامه التي لانهاية لها …
زفت في اليوم التالي إلى رجل بارد الأحاسيس ..خال من الحب من الحنان ..لتفكر أنها عرفت على الأقل معنى الحب في حياتها ..
أما هو .. فبعد أن أنهى دراسته أخذ يتنقل من بلد لآخر .. لايعرف عن ماذا يبحث .. ربما عن فتاة ضائعه أخرى .. لكنه يعرف أنه لن يجد مثلها أبدا .. ربما لن ينبض قلبه حبا أبدا .. فهناك قبر في قلبه ..يسمى الحب .. دون على شاهده تاريخ نهاية حبهما وعلاقتهما ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.