كان يا مكان فى سالف الزمان, شاب جميل يرعى حياته فى أمان, ويلهوا ويعبث فى كل مكان, وفى يوم من الايام شائة الاقدار أن تزرع الحب فى قلبه, فأرسلت له شابة تسكن فى حيه و بالقرب من مسكنه, كان يعتقد أنها ستقع فى شباكه وتكون له كباقى نسائه, لكنما الايام أتت بعكس دلك, اد أنه ولاول مرة يكتشف أن ظنه كان خاطئ, فمن غير أن حس بدء الحب يتسلل الى قلبه ثم الى أعماق قلبه, وفى النهاية استيقض على ألم كبير وجرح أليم, على أنه فقد قلبه الغالى بغير شعور.
فنقلبت حياة الشاب الجميل من لهو وعبث الى حزن وسهد وتفكير, وقد اختار طريق الكتمان وعدم الافصاح عن الكلام.
وهكدا مرة أيام وشهور وأعوام, والحب ما زال أسير الكثمان, وجائت أيام بدأ الصبر فى الانجلاء وبدأ الكلام فى الافصاح, وكثرت الاحلام فى اليقظة والمنام ولكثرة حبه لها لقب بالعاشق الولهان.
وفى يوم من الايام نسي العاشق غلق نوافد غرفته ونام عله فى نومه ينسى حرقة قلبه, فادا بسحابة تمر عليه فى منتصف الليل, تحمله بغير شعور وتدهب به الى مكان القصور, وتضعه بين خدم وحشم وجواى, وهاهو الان ملك مدينة القصور.
سألوه
مادا تتمنى?
قال: رأية من جفانى وغنى
قالوا:أمرنا نستجب لك فورا
قال: والله لو طلبت النجوم لاتتنى لكننى طلبتها من قبل فرفضتنى
قالوا:والله لنئتينك بها طائعة راضية
ولم تمر سوى بضع دقائق حتى رأها أمامه تناديه وتقول: ألا يا عاشق المجنون يا ساهر الليل وعاد النجوم, طلبتنى فلما تريدنى?
ثم بدات فى السير والبتعاد عنه فرفع يده مناديا قائلا:
يالبنت الجار تمهلى
فان متيم بك محتار
أنا وأنت والدنيا باسمة
والدنيا بدون حب خراب
رفقا رفقا يا ملهمتى
بمحب جال الحي دارا بدار
وحن لدلك الجدار
فما شغفه حب الجدار ولاكن
شغفه حب من تسكن تلك الدار
ثم اسرع نحوها ممسكا بيدها وقال:أتقبلين بى زوجا وحبيبا لك يابنت جارى
قالت: استمع لدقات قلب تخبرك بما فى قلب
قال: وما الدى بقلبك
قالت: ماتمنيته فى حلمك.
وفى اليوم الاخر استيقد الشاب الجميل من نومه وخرج كعادته يترقب رأية حبيبته فلما مرت من أمامه, أسرع نحوها واستوقفها وقال لها بجرئة:من أنت ومن تكونين حتى تهملى قلب المسكين?
فأجابته قائلة: سألونى من قبل وقالو من أكون ?
أتراك الماضى ام الحاضر ام المستقبل المجهول, أم سحابة فى فصل شتاء تمطر وتغدو فى سكون? قلت لاهدا ولا دك
فأنا حبيبة العاشق المجنون.