اهداء الى كل الاحرار في الارض كل الذين لا
زال نبض القدس يدق في قلوبهم
ويسري في شراينهم
هذه زهرة المدائن مقدمة لكم جميعا
للتعريف بها لمن لم يعرفها ولم يتمكن
من زيارتها أتمنى أن تنال اعجابكم
بسم الله الرحمن الرحيم
القدس اسماً وتاريخاً وذاكرة
تعتبر مدينة القدس من أقدم المدن التي عرفها
التاريخ ومن المدن القليلة التي تجتمع فيها
القدسية الدينية والأهمية التاريخية الأمر الذي
جعلها محط أنظار العالم ومحجاً لأتباع الشرائع
السماوية. وبالإضافة إلى قدسيتها فان وضعها
الطبوغرافي المميز في قلب فلسطين قد أكسبها
أهمية استراتيجية كبرى. فمدينة القدس مبنية
على تلال محمية بمجموعة من الجبال تحيطها
من جهاتها الأربع وتقع على مفترق طرق استراتيجي.
فالثغر الشرقي للمدينة يقع على جبل الزيتون
الذي يرتفع نحو 830 متراً فوق سطح البحر مطلاً
ومشرفاً على جميع المنطقة حتى وادي الأردن
وسلسلة الجبال الواقعة في شرق الأردن.
أما الثغر الجنوبي للمدينة فيقع على جبل المكبر
الذي يشرف ويطل على المنطقة الجنوبية إلى
مسافة تتجاوز مدينة بيت لحم إلى جبال الخليل.
أما من ناحية الغرب فتحيط بالمدينة سلسلة جبال
أعلاها جبل النبي صموئيل الذي يطل على المنطقة
الساحلية من فلسطين وتكمن أهمية هذه الجبال
بأنها مراصد تمنح المدينة الإنذار المبكر ضد أي
غزو خارجي، كما تمنح هذه الجبال مدينة القدس
الحماية من الأحوال السيئة والرياح العاتية المدمرة.
وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الشكل الأساسي
للمدينة القديمة بالقدس الحالية يعود إلى نفس
الأساس والتصميم اللذين وضعهما اليبوسيون عند
بنائهم للمدينة لأول مرة في التاريخ خلال الفترة
(3000ـ2500) قبل الميلاد وكان اليبوسيون
ماهرين في فن البناء وعرف عنهم اهتمامهم
بتحصين مدنهم وإحاطتها بالأسوار.
واليبوسيون هم بطن من بطون العرب الأوائل
نشأوا في قلب الجزيرة العربية[1]، ثم نزحوا
عنها مع القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها
واستوطنوا أرض فلسطين التي عرفت آنذاك
بأرض كنعان.
كانت القدس تعرف في ذلك العهد باسم "يبوس "
ثم تحولت إلى اسم "سالم"، وأهمية المدينة
الاستراتيجية هي التي حدت باليبوسيين أن يتخذوها
عاصمة لدولتهم لتربط أركان الدولة ما بين
قسميها الشمالي والجنوبي من جهة ولتكون
القلعة التي تحمي البطن اللين لهذه الدولة من
الغزاة المحتمل قدومهم من الشرق أو الغرب
من جهة ثانية.
وكانت المدينة ذات أهمية من الناحية التجارية
أيضاً، إذ كانت واقعة على طرق التجارة التي
تربط الخليل ـ بيتين. وفي بيتين كانت الطرق
تتشعب إلى فرعين، فرع يسير نحو نابلس
والأخر صوب أريحا ووادي الأردن.
كانت يبوس في ذلك العهد تفيض بالخيرات،
فالمواشي تسرح في جنباتها وتكثر فيها أشجار
العنب والزيتون، الأمر الذي حدا بالأقدمين
إلى تشبيهها بالجنة.
أسماء مدينة القدس
لبيت المقدس أسماء كثيرة تغيرت وتبدلت
تبعاً للأمم التي غزتها أو سكنتها.
وأن كثرة الأسماء تدل على
شرف المسمى فرغم تعدد
واختلاف أسماء المدينة إلا
أنها تدل على معنى الطهر
والسلام والبركة.
إن أقدم اسم للمدينة هو
(يبوس) نسبة إلى
اليبوسيين ثم أطلق
عليها الملك (ملكي صادق)
وهو من أهم ملوك اليبوسيين
على القدس وهو أول من
خططها وبناها وبنى فيها
مركزاً للعبادة(اورسالم)أي
مدينة السلام، كما ورد
ذكرها في الكتابة الهيروغليفية
المصرية والبابلية باسم (يروسليمو).
ثم عرفت فيما بعد باسمها الكنعاني (ياروشاليم)،
وبعد خراب المدينة
في عهد الرومان أصبحت تعرف
باسم (ايلياء). ومن أسمائها أيضاً
(بيت المقدس) أي المكان المطهر
من الذنوب، (شلم: معناها بالعربية
بيت السلام)، و(أشليم، وكورتيلا،
ومصروت، وصهيون، وبأيوش،
وأريل). أما أشهر أسماء بيت
المقدس، فهو التسمية الإسلامية
العربية (القدس) ومعناها
الطهارة والبركة.
حدود القدس حالياً
عملت وما زالت سلطات الاحتلال
الإسرائيلية على تنفيذ مخطط
القدس الكبرى، وذلك عن طريق
ضم جزء كبير من مساحة
الضفة الغربية إلى حدود القدس
الكبرى، أما مساحة المنطقة المقترحة
للقدس فتصل إلى (95) ميل مربع،
تضم بالإضافة إلى القدس كلا من
مدن رام الله والبيرة، وبيتونيا شمالاً،
وبيت لحم وبيت جالا جنوباً.
ولتنفيذ سياسة الهضم والتوسع
عمدت سلطات الاحتلال إلى مصادرة
آلاف الدونمات من الأراضي المحيطة
بمدينة القدس، وأنشأت عليها
المستوطنات ذات طابع استراتيجي
عسكري لحماية قلب المدينة أولاً،
وتكثيف الوجود اليهودي عن طريق
استقطاب المهاجرون من أنحاء
العالم لتحقيق زيادة عددية ملحوظة
لصالح اليهود على حساب اقتلاع
العرب من أراضيهم وبيوتهم.
وقد أحيطت بالقدس سلسلة دائرية
من المستوطنات فمن الشمال …
معالو دفناء،وجفعار همفار، جبل سكوبس،
التلة الفرنسية رامات اشكول، والى
أقصى الشمالنيفي يعقوب (النبي يعقوب)،
والى الشمال الشرقي بسجات زائيف
على طريق حزما إلى الغرب من بيت حنينا.
ومن الغرب، مدينةراموت ـ النبي صموئيل ـ
والى الشمال الغربي، جفعات زائيف،
والتي تقع على الطريق القديمة بينحورون
ورام الله، وجري في الطريق المسمى
رقم "45" عملية توسع كبيرة، وتعتبر أحد
المحاور المركزية التي توصل عمان
ومطار اللد وميناء اسدود والى الشرق
معالية أدوميم وهي مدينة استيطانية
يصل عدد سكانها إلى أكثر من (60)
ألف نسمة.
أما من الجنوب فتحيط بالقدس مستوطنة
تل بيوت (جبل المكبر) المقامة على
أراضي السواحرة وصور باهر ومستوطنة
جيلو (شرفات) المحيطة بقرية بيت
صفافا العربية، والمقامة على أراضي
بيت جالا والمالحة، وتعتبر هذه مدينة
استيطانية إذ بلغ عدد سكانها (45) ألف نسمة.
من أبرز معالم القدس الأثرية التاريخية
سورها الكبير الذي يعتبر واحداً من
أهم معالم الحضارة الإسلامية الخالدة
في القدس، وقد جدد بناؤه السلطان
العثماني سليمان الأول (سليمان القانوني)
ودام بناؤه قرابة خمس سنوات
(1536ـ1540) ميلادي.
يبلغ طول محيط سور القدس (2.5)
ميل، وارتفاعه ما بين (38ـ40) قدم، أما
طوله: من الشمال (3930) قدم،
ومن الشرق (2754) قدم، ومن الجنوب
(3245) قدم، ومن الغرب (2086) قدم.
أبواب القدس: للقدس (11) باباً سبعة منها مفتوحة وأربعة مغلقة.
الأبواب المفتوحة:
باب العامود: الذي يعرفه الأجانب باسم باب دمشق،
وقد بناه السلطان سليمان القانوني فوق أنقاض صليبية ورومانية قديمة، وهو في منتصف الحائط الشمالي
ويعتبر من أوسع الأبواب وأكبرها.
باب الساهرة: يعرفه الغربيون بباب هيرودوس ويقع في الحائط الشمالي للسور مقابل الشارع المعروف
حالياً بشارع صلاح الدين وهو بناء عثماني.
باب الأسباط: يعرفه الغربيون بباب القديس
أسطفان في الحائط الشرقي وهوعثماني
البناء ويوجد على جانبيه فوق الباب حجران
بارزان على شكل أسدين وعليه يطلق
الاحتلال اسم (ليونزجيت) ـ باب الأسودـ.
باب المغاربة: وهو أصغر الأبواب، يقع في الحائط
الجنوبي للسور، باتجاه حائط البراق.
باب النبي داود، أو باب صهيون: وهو في جنوب
السور. قام الاحتلال حديثاً بتبليط أرضية
مدخله بنجمة داود (شعار الاحتلال)
باب الخليل أو باب يافا في الناحية الغربية من السور.
الباب الجديد: وهو حديث العهد فتح عام 1898 في الجزء
الشمالي من سور القدس ويعود إلى أيام زيارة
الإمبراطور الألماني غليوم الثاني لمدينة القدس
في العام ذاته.
الأبوابالمغلقة:
باب الرحمة (باب التوبة): وهو في الحقيقة باب
مزدوج يعلوه قوسان ويؤدي إلى باحة مسقوفة
وهو من أجمل وأضخم الأبواب يقع في الجهة
الشرقية للسور على بعد (200) متر جنوبي
باب الأسباط ويوصل إلى المسجد الأقصى
مباشرة، يسميه الغربيون ـ الباب الذهبي ـ
لجماله ورونقه، أغلق أيام العثمانيين خوفا
على المدينة من الخطر.
باب الجنائز: يقع في القسم الشرقي من السور،
وسمي كذلك لأن الناس كانوا في العهود
الغابرة يخرجون منه بموتاهم بعد أن يصلوا
عليهم في المسجد الأقصى ويدفنوهم في
المقبرة الملاصقة للسور والمعروفة اليوم
باسم (مقبرة باب الرحمة).
وهناك أيضاً بابان أخران مسدودان من الناحية
القبلية وكانا قبل بناء المسجد الأقصى مفتوحين.
المساجد التاريخية في القدس القديمة:
إضافة إلى المسجد الأقصى المبارك وقبة
الصخرة المشرفة هناك العديد
من المساجد وتعتبر مصليات منها:
المسجد المرواني، المسجد العمري،
جامع الخانقاة، مسجد الشوربجي،
مسجد النبي داود، مسجد المئذنة الحمراء،
مسجد قبةموسى، مسجد باب حطة،
مسجد كرسي سليمان، مسجد المغاربة،
مسجد باب الغوانمة،مسجد دار الأمام،
مسجد خان الزيت، مسجدسلمان الفارسي،
مسجد القلعة، مسجد الحنابلة، مسجد عكاشة،
مسجد سويقة علون، مسجدا لخالدية،
مسجد اليعقوبية، مسجد البراق،
مسجد خان السلطان، مسجد القرمي،
مسجد الكريمي، مسجد العلمي، مسجد
بني حسن،
مسجد حارة الأرمن، مسجد الشيخ لولو،
مسجد حارة النصارى، ومسجد البازار،
مسجد المسعودي، مسجد
حجازي، مسجد المطحنة، مسجد المولوية،
مسجد الشيخ ريحان، المسجد الأفغاني.
المصليات في الحرم القدسي الشريف:
المسجد الأقصى المبارك
هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة
في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي
تعرف بالبلدة القديمة. وتبلغ مساحة المسجد
قرابة الـ 144 دونماً ويشمل قبة الصخرة
والمسجد الاقصى والمسمى بالجامع القبلي
حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى
يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد
الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة
موريا وتعتبر الصخرةه ي أعلى نقطة في
المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة
للمسجد الأقصى.
وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب 281م
ومن الشمال 310مومن الشرق 462م ومن
الغرب 491م. وتشكل هذه المساحة سدس
مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير
منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة
بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذان
تم توسعيهما عدة مرات.
تقع في حرمالمسجد الاقصى في القدس وتحديدا
شمال المسجد. وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي
عبد الملك بن مروان خلال الفترة691م – 692م
فوق صخرة المعراج. ولا تزال حتى يومنا هذا
رمزاً معماريا للمدينة
وهي بناء من الحجر على تخطيط مثمن طول
ضلعه نحو 12,5 م وداخل المثمن الخارجي
مثمن اخر داخلي وفي كل ضلع من اضلاعه
ثلاثة عقود محمولة على عمود وثمانية اكتاف
وداخل المثمن الثاني دائرة من 12عمود واربعة
اكتاف وفوق الدائرة قبة قطرها 20,44 م وإرتفاع
القبة الحالي يبلغ 35,30مترا عن مستوى التربة،
وفقا لابن فاقية (903) . مرفوعة على رقبة
اسطوانة فتحت بها 161م نافذة، وهي من
الخشب تغطيها من الداخل تغطيها من الداخل
طبقة من الجبص ومن الخارج طبقة من الرصاص،
وللمسجد أربعة أبواب متعامدة.
أما القبب الخارجية والداخلية فهي منظمة
على هيكل مركزي. هيكل القبة الخارجية
مشبوك على إطار الاسطوانة الخارجية.
هذا الإطار مصنوع من جسور خشبيه
موصولة مع بعضها لتشكل سلسلة دائرية
مستمرة. فوق هذه الجسور يوجد شبكة
خشبيه يوضع عليها طبقة الغطاء الخارجية.
المصلى المرواني
يقع المصلى المرواني تحت ساحات المسجد الأقصى
المبارك الجنوبية الشرقية، ويتحد حائطاه الجنوبي
والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك،
وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة
القدس المحتلة.
عرف هذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك قديما
بالتسوية الشرقية، إذ بناه الأمويون أصلا
كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية
المنحدرة جهة الجنوب حتى يتسنى البناء فوق
قسمها الجنوبي الأقرب إلى القبلة على أرضية
مستوية وأساسات متينة ترتفع لمستوى
القسم الشمالي. ويرجح أن يكون قد بنى قبل
الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنه استخدم
للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع.
يضم المصلى 16 رواقا حجريا قائما على
دعامات حجرية قوية، ويمتد على مساحة
تبلغ نحو أربعة دونمات ونصف
(الدونم = ألف متر مربع)، حيث يعد
أكبر مساحة مسقوفة في المسجد
الأقصى المبارك حاليا. ويمكن الوصول إليه
من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع
القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة
المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى
المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا.
خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، حوله
المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة،
وأسموه "اسطبلات سليمان". ولا يزال بالإمكان
رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى
العريق لربط خيولهم. وبعد تحرير بيت المقدس،
أعاد صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه)
تطهيره وإغلاقه.
وظل المصلى المرواني مغلقا لسنوات طويلة،
نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد
شادّي الرحال إلى المسجد المبارك. ثم أعادت
مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات ولجنة التراث
الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه للصلاة،
في نوفمبر 1996م -1417هـ، وذلك بهدف
حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود
من الصلاة فيه, ومن ثم الاستيلاء عليه، حيث
أقاموا درجا يقود إليه عبرالباب الثلاثي المغلق
في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك.
واعتبر هذا العمل أضخم مشروع عمراني في
المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين.
وجاء نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين
من بوابات المصلى المرواني الشمالية الضخمة
في مايو 2000م، وبناء درَجٍ كبير داخل الأقصى
يقودإلى هذه البوابات، في فترة زمنية وجيزة،
سبباً في إثارة حفيظة سلطات الاحتلال الصهيوني
التي كانت تخطط للسيطرة على المكان.
وفي 28-9– 2000م، اقتحم أرئيل شارون،
زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك، المسجد
الأقصى المبارك، وحاول الوصول إلى المصلّى
المرواني مدنسا باحات المسجد الأقصى،
الأمر الذي أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى
المباركة في اليوم التالي.
وتعاني كثير من أعمدة المصلى المرواني
وجدرانه، خاصة في رواقه الأخير الملاصق
للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك،
وكذلك سقفه، من تصدعات خطيرة تهدده
بالانهيار نتيجة تراكم ترسبات من الأوساخ
والأتربة بسبب تسرب الرطوبة، مما يتطلب
ترميما عاجلا يحظره المحتلون في إطار
حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى
المبارك الأسير منذ 1967م.
مصلى الأقصى القديم
هذا المصلى جزء من المسجد الأقصى المبارك،
ويقع تحت الرواق الأوسط للجامع القبلي،
ويتم الدخول إليه نزولا عبر درج حجري يوجد
أمام مدخل الجامع القِبْلي.
الجنوب للشمال، تحدوهما أعمدة حجرية ضخمة
تحمل سقفه الذي يقوم جزء منا لجامع القِبْلي
عليه. وهو يمثل جزءا من التسوية الجنوبية
التي أقيمت فوق الأرضية الأصلية المنحدرة
للمسجد الأقصى المبارك، حتى يتسنى البناء
على سطح مستوٍ. ولكن الهدف الأصلي من
بنائه هو أن يكون ممر اللأمراء الأمويين
القادمين من الباب المزدوج الذي يطل على
القصور الأموية الواقعة جنوب المسجد
الأقصى المبارك إلى الجامع القِبْلي مباشرة.
بقى المكان لقرون مهجورا ومليئا بالأتربة
والأحجار، إلى أن أعيد افتتاحه للصلاة عام
1419هـ/1998م على يد مؤسسة الأقصى
لإعمار المقدسات ولجنة التراث الإسلامي
المقدسية مع تزايد أعداد شادي الرحال إلى
المسجد الأقصى المبارك. تبلغ مساحته نحو
دونم ونصف الدونم،
(الدونم = ألف متر مربع)
ولكن الجزء المخصص
للصلاة فيه صغير ولا يتسع
إلا لنحو خمسمائة مصل.
مصلى البراق
يقع تحت جزء من الساحة الجنوبية الغربية للمسجد
الأقصى المبارك، بمحاذاة حائط البراق الذي ربط
فيه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) دابته
البراق في رحلة الإسراء والمعراج. وإليه ينسب.
وهو مصلى صغير وضيق ومتقارب، ينزل إليه
بدرجات يبلغ عددها 38 درجة, ويقع مدخله
في الرواق الغربي للأقصى, إلى يسار الداخل
من باب المغاربة، ويفتح يوم الجمعة صباحاً
وفي بعض المناسبات.
كان لهذا المصلى قديما باب من خارج سور
المسجد الأقصى المبارك في منطقة ساحة البراق.
ولكنه أغلق في زمنٍ لاحق، وفتح للمصلى
مدخل من داخل المسجد الأقصى المبارك.
ويؤكد الباحثون أن باب ومصلى البراق بناء
أموي لأنّ العناصـر الموجـودة في هذا الباب
هي نفـس العناصر الموجودة في كل من باب
الرّحمة، والباب المزدوج، كما يذهبون إلى
القول بأنّ هذا المصلى، الذي أعيد بناؤه بشكله
الحالي في الفترة المملوكيّة عام 707 ـ737هـ
الموافق 1307ـ 1336م، متصل بكل من
مصلى الأقصى القديم، والمصلّى المرواني،
وباب الرّحمة.
ويعاني مصلى البراق من تشققات في بعض
حجارته نتيجة الرطوبة الشديدة وتساقط المياه،
وهو وضع يهدد بالتفاقم في ظل الحظر الذي
يفرضه المحتلون الصهاينة على أعمال
الترميم في إطار
حصارهم الشامل للمسجد الأقصى المبارك،
خاصة وأن هذا المصلى ملاصق تماما لحائط
البراق الذي حولوه إلى "ساحة مبكى" خارج الأقصى.
كما تتواجد قوة من الشرطة الصهيونية باستمرار
عند باب مصلى البراق القائم داخل المسجد الأقصى،
مما يعيق وصول المصلين إليه. ومع بدء هدم تلة
طريق باب المغاربة في 6/2/2007م، كشف النقاب
عن مساعٍ صهيوني للسيطرة على هذا المصلى بعد
فتح الباب الآخر المغلق الذي يؤدي إليه من خارج
سور المسجد الأقصى المبارك، والواقع تحت باب
المغاربة مباشرة، وذلك بهدف تحويله إلى
كنيس يهودي!
الجامع القبلي
الجامع القِبْلي (بكسر القاف وتسكين الباء) هو الجامع
المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية، والواقع جنوبي
المسجد الأقصى المبارك، جهة القبلة، ومن هنا
جاءت تسميته بالقبلي. أما تسميته بالجامع، فلأنه
المصلى الرئيسي الذي يتجمع فيه المصلون خلف
الإمام في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
المبارك، ومنه تمتد صفوفهم لتملأ الساحات
غير المسقوفة في المسجد المبارك. فهو المصلى
الرئيسي للرجال في المسجد الأقصى المبارك
حيث يقف الإمام، وحيث يوجد المحراب والمنبر
الرئيسيان. وقد أخطأ الكثيرون من المسلمين
بظنهم أن المبنى ذا القبة الذهبية (قبة الصخرة
الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك) هو كل
المسجد الأقصى المبارك, فأراد آخرون بحسن
نية تصحيح المعلومة، فأعلنوا أن هذا الجامع
لقِبْلي هو كل المسجد الأقصى المبارك, وهذا
أيضا خطأ إذ أن الثابت أن المسجد الأقصى
المبارك أوسع وأشمل، فهو يشمل الأسوار
وما بداخلها من ساحات وبنايات ومدارس
ومصليات ومساطب وقباب وأروقة ومحاريب،
بمساحة إجمالية تبلغ 144ألف متر مربع.
والبناء الحالي للجامع القِبلي أموي، شرع
به الخليفة عبد الملك بن مروان،وأتمه ابنه
الوليد في الأعوام 86 – 96هـ /
705 – 714م, وكان في الأصل مكونا
من 15 رواقا، ثم أعيد بناؤه وترميمه
بعد تعرضه لزلازل أدت إلى تصدعه
عدة مرات بعد ذلك، واختصرت أروقته
إلى سبعة. فهو حاليا يتألف من رواق
أوسط كبير عال، وثلاثة أروقة على
جانبيه، وفوق الرواق الأوسط من
جهته الجنوبية ترتفع القبة المصنوعة
من الخشب والمغطاة بألواح الرصاص
لنحو 17 مترا. يبلغ طوله 80م،
وعرضه 55م, ومساحته حوالي
أربعة دونمات ونصف
(الدونم = ألف متر مربع)، وله
11بابا, ويتسع لـ 5500 مصل.
بناء قديم جدا يقع في الرواق الغربي للمسجد
الأقصى المبارك، إلى الجنوب من باب المغاربة،
وله بابان: مغلق في جهته الشمالية، ومفتوح
في جهته الشرقية المواجهة للجدار الغربي
للجامع القبلي. قيل إن صلاح الدين الأيوبي
(رضي الله عنه) بناه سنة 590هـ – 1193م,
لصلاة المالكية.
ويستعمل اليوم كقاعة عرض لأغراض المتحف
الإسلامي ومقتنياته التي نقلت إليه من الرباط
المنصوري، في سنة 1348هـ – 1929 م.
ويحوي المتحف آثارا كثيرة من العهود
المختلفة للحكم الإسلامي لبيت المقدس
وبداخله ما تبقى من آثار منبر نور الدين
زنكي بعد احتراقه على يد اليهود سنة 1969م.
في 2024م، قام بعض الصهاينة الذين اعتادوا
اقتحام الأقصى منباب المغاربة (والذي صادره
المحتلون منذ بدء الاحتلال، ويمنعون المسلمين
من استخدامه) بتكسيرأعمدة رخامية أثرية
قريبة من المتحف الإسلامي، يعود تاريخها
إلى العصور الإسلامية الأولى، كما حدث
انهيار في جداره الغربي في عام 2024م،
بسبب الحفريات اليهودية في ساحة البراق
القريبة.
مسجد عمر بن الخطاب
يرتبط أشهر مسجد عمري في فلسطين، وهو مسجد
عمر بن الخطاب القريب من كنيسةالقيامة بالقدس،
بحادثة تنسب للخليفة عمر، عندما حان موعد
الصلاة، فرفض دعوة البطريرك الأرثوذكسي
صفرونيوس الصلاة فيها، كي لا يضع المسلمون
يدهم على الكنيسة في وقت لاحق، بدعوى أن
خليفتهم صلى فيها. وأدى الخليفة عمر صلاته
بالقرب من الكنيسة، واضعا ما يمكن اعتباره
الأساس لما يعرفبالمساجد العمرية.
وخلافاً لما يذكر من قبل مؤرخين، فإن مسجد
عمر بنا لخطاب في القدس، ليس ملاصقاً
لكنيسة القيامة، ويبعد عنها نحو 300 متر.
والمسجد الحالي لا يعود بناؤه لفترة الخليفة
عمر، ولكن للعهد الأيوبي، بناه الأفضل ابن
القائد صلاح الدين الأيوبي سنة 1216م
في الموضع المفترض لصلاة عمر بن
الخطاب. ولكن ما حدث فيما يتعلق
بامتناع الخليفة عمر من الصلاة، في
كنيسة القيامة، واتخذ دلالة على عدله،
يبدو لم يتكرر في مكان مسيحي آخر له
قدسية استثنائية، وهو كنيسة المهد في
بيت لحم، حين صلى في الناحية الجنوبية
للكنيسة، وأقر ترتيبات معينة لصلاة
المسلمين في المكان، مثل أن تكون
صلاتهم فردية، على أن يتولىالقائمون
على الكنيسة تزويد اسرجة الإضاءة
بالزيت، وتولي الأمور الإداريةللمكان،
وهو ما نظر إليه من قبل جل الاخباريين
على انه من ميزات الخليفة العادل.
وينتصب الآن قبالة كنيسة المهد،
المسجد العمري، في مغزى رمزي لا يمكن تجاهله.
السبل في المسجد الأقصى:
هناك (25) سبيلاً مائياً في ساحة المسجد الأقصى
المبارك من أهمها:
سبيل سليمان: يقع أمام باب فيصل في الجهة الشمالية
لساحة الحرم الشريف. ومن المعلوم أن السلطان سليمان
القانوني قد قام بحملة معمارية كبيرة في القدس اشتملت
على سور القدس الحالي وكذلك بناء الأسبلة والتي بلغ
عددها ستة، وعرفت بالأسبلة السليمانية لما امتازت به
منطراز معماري خاص جاءت على شكل واجهات معمارية
مستقلة، احتوت على العناصر المعمارية والفنية المختلفة
التي هي امتداد للعمارة المملوكية في القدس وبخاصة
فترة السلطان قايتباي
سبيل قاتيباي: يقع في الجهة الغربية لساحة الحرم
الشريف ما بين القطانين ودرج البائكة الغربية لقبة الصخرة
سبيل الكأس: يقع في الساحة ما بين المسجد الأقصى وصحن الصخرة.
القباب في المسجدالأقصى:
هناك العديد من القباب المهمة في المسجد الأقصى، منها:
قبة الصخرة المشرفة (قلب الأقصى والقدس)
القبة النحوية
قبة الأرواح
قبة السلسلة: تقع شرقي الصخرةالمشرفة على بعد أمتار
من باب داوود وفيها صفان من الأعمدة.
قبة النبي: تسمى مقام ومحراب النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ. وتقع بجانب قبة المعراج
قبة المعراج: تقع غربي قبة الصخرة المشرفة إلى الشمال.
قبة سليمان: تقع إلى الشمال من الحرم والى الجنوب
الغربي من باب فيصل.
قبة يوسف: تقع جنوب الصخرة المشرفة بين القبة
النحوية من الغرب ومنبر برهان الدين من الشرق.
قبة الميزان
قبة موسى: تقع على المسطبة المواجهة لباب السلسلة.
أبواب الحرم القدسي: للحرم القدسي الشريف عشرة أبواب رئيسية من الجهتين
الشمالية والغربية، هي: باب الأسباط من الداخل
باب الحديد
باب السلسلة (باب داود)
باب الغوانمة (له عدة أسماء أخرى: باب درج الغوانمة، باب الخليل، باب الوليد)
باب فيصل (وله عدة أسماء أخرى: باب شرف الأنبياء، باب العتم، باب الدوادرية)
باب القطانين
باب المتوضأ (باب المطهرة)
باب المجلس (له عدة أسماء اخرى: باب الناظر، باب علاء
الدين البصيري، باب الحبس، باب ميكائيل)
وهناك أربعة أبواب أخرى مغلقة من الجهتين الشرقية والجنوبية، منها:
الباب الثلاثي
وباب التوبة والرحمة
أبواب قبة الصخرة المشرفة: لقبة الصخرة المشرفة أربعة
أبواب هي:
باب قبلي عن يمين الداخل منه إلى المحراب وهو المقابل
للمسجد الأقصى من الناحية الشمالية.
باب شرقي باتجاه درج البراق والمطل على جبل الزيتون،
يقع قبالة الباب قبة السلسلة، ويسمى باب إسرائيل.
باب شمالي معروف بباب الجنة، وعنده البلاطة السوداء
والتي يُحكى أن الخضر عليه السلام صلى هناك.
باب غربي باتجاه باب القطانين وباب المطهرة.
حائط البراق:
يعتبر من الآثار الباقية بالحرم القدسي الشريف، وهو الجدار
الذي كان الرسول ـ صلى الله عليهوسلم ـ قد ربط فيه براقه
عندما عرج به السماوات العلا، ويقع الى الجهة الغربية،
أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط لمسجد
الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية
شمالا، طوله نحو 50م, وارتفاعه لا يقل عن 20م،
انتهز اليهود (المحتلون) فرصة وعد بلفور المشؤوم
الذي صدر بتاريخ 2/11/1917 وأعطى لليهود حقاً
بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وأخذوا يجلبون
المقاعد والحصر والمصابيح والستائر وأطلقوا علانية
على جدار البراق اسم (حائط المبكى)، ويحاولون
باستمرار توسعته تدريجيا.
الاعتداءات ضد المسجد الأقصى المبارك: في الوقت
الذي فقد فيه اليهود أي أمل في العثور على أية
بقايا أوأثار تاريخية يهودية، رأت أنه لا مفر
من تدبير مؤامرات ضد المسجد الأقصى لهدمه
وبناء الهيكل مكانه، ومن هذه الجرائم:
1) محاولة إحراق المسجد: ففي صباح يوم الخميس
21/8/1968 أقدم اليهودي الاسترالي (مايكل روهان)
على محاولة إحراق للمسجد الأقصى لولا قدرة الله
حيث استيقظ سكان القدس على السنة اللهب والدخان
تتصاعد من قبة المسجد الأقصى، حيث أتى الحريق
على منبر صلاح الدين الأيوبي، وأتلف الجزء الجنوبي
الشرقي للمسجد بأعمدته وأسقفه الخشبية وما يكسوها
من ألواح الرصاص الذي تعود فترة إنشائه إلى العهدين
الأيوبي والعباسي، وكذلك محراب زكريا بأكمله في
الناحية الشرقية بزخارفه وفسيفسائه وأخشابه.
2) قيام احد الجنود الإسرائيليين ويدعى (اليوت غودمان)
11/4/1982 بجريمة اعتداء مسلحة ضد المسلمين في
المسجد الأقصى المبارك أدت إلى استشهاد مواطنين
احدهما يعمل حارساً وجرح ستة مواطنين آخرين.
3) وبتاريخ 18/6/1984 أقدم (27) من الشخصيات
المرموقة ومن قادة المستوطنين في الضفة وهضبة
الجولان المحتلتين بمحاولة نسف المسجد الأقصى
لولا فضل الله ورعايته، وتنبه أحد الحراس لذلك
قبل ساعة من وقوع الجريمة.
4) وبتاريخ8/10/1990حوصر المسجد الأقصى
الذي كان يعج بألوف المصلين الذين توافدوا للدفاع
عنه، وتم مهاجمتهم من قبل المستوطنين المدججين
بالسلاح ورجال الشرطة وحرس الحدود، والطائرات
الحربية، فسقط (19) شهيدا، وأكثر من(150) جريحاً،
في يوم دام في تاريخا لشعب الفلسطيني.
5) وفي29/9/2000حيث تجرأ السفاح الصهيوني
شارون على تدنيس حرمة المسجد الأقصى لتندلع
المواجهات في باحاته ليسقط (25) شهيداً وأكثر من
(300) جريح.
ممتازة في طرحك
و القدس بلد جميلة جدا
مع حبي
"مينو"
ـالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيك ـالف عافيه عزيزتي على هذـا ـالطرح ـالرائع
وفقك الله ـاينما كنتِ /..