بسـم الله الرحمن الرحيــم
كمقدمة للموضوع [المنقول بتصرف ] الذي أطرحه بين أيديكم. أقول :
الحمدُ لله الذي جعلنا من أهل القرآن وجعل لغتنا لغة القرآن، لغة الإعجاز والإفصاح والبيان. ومن صور هذا الإعجاز الثراء الذي تمتاز به لغتنا المتفردة.
ومن ذلك أن جماعة من أهل اللغة ذهبوا إلى القول بعدم وجود ترادف في اللغة العربية، بل هناك فروق دقيقة بين المفردات لا يحيط بها العامة، ويعرفها أهل العلم والمعرفة، فإذا كانت [جلس] + [قعد] في عُرف العوام تعطي المعنى نفسه، إلا أنها ليست كذلك في اللغة.
وذهب البعض إلى القول بالترادف (وجود كلمتين مختلفتين يحملان المعنى نفسه) .
ولمن أراد أن يتبحر في مثل هذا فليرجع إلى [فقه اللغة] ليرى الأقوال حول مسألة الترادف، والاشتراك اللفظي، والأضداد وما إلى ذلك.
الفرق بين السؤال والاستفهام :
أن الاستفهام لا يكون إلاّ عمّا يجهله المستَفهِم .. أو يشك فيه ..
والسؤال يكون عمّا يعلم وعن ما لايعلم !
الفرق بين الدعاء والنداء :
تقول دعوت فلان .. وتقول ناديته .. إذا كان ذلك بصوت مرتفع ..
أما إذا كان الصوت منخفض فإنه يخص الدعاء فقط.. فتقول دعوت الله في نفسي !
قلتُ : قال الله تعالى :
"ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بمالايسمع إلا دعاءً ونداءا " ففرّق بينهما !
إضافتي: وهناك قاعدة تقول بأن العطف يفيد التغاير، فالواو هنا حرف عطف
وبناءً عليه فمعنى كلمة نداء غير معنى كلمة دعاء.
الفرق بين التكرار والإعادة :
أن التكرار يشمل إعادة الشيء مرة واحدة وكذلك إعادته عدة مرات !
أما الإعادة فلا تقال إلا للمرة الواحدة !
الفرق بين الاختصار والإيجاز :
الاختصار هو أن تختصر كلاماً موجوداً قد قيل ..
وأما الايجاز فهو أن تعبر عما تريد قوله بكلمات قليلة !
الفرق بين الإطناب والإسهاب :
الإطناب هو بسط الكلام – أي التوسّع فيه – بفائدة !
والإسهاب هو التوسّع في الكلام بلا فائدة !
الفرق بين النبأ والخبر :
النبأ .. لايكون إلا بالإخبار عمّا لايعلمه المُخبَر ..
والخبر يجوز أن يكون بما يعلمه وبما لايعلمه !
فلذلك يقال : سيكون لفلان نبأ .. ولا يقال خبر .. لأنه غير معلوم !
قلتُ : قال تعالى : " عمّ يتساءلون , عن النبأ العظيم "
يتبع
الفرق بين الإنكار والجحد :
الجحد يكون للشيء الظاهر .. أما الإنكار فيكون للظاهر والخفيّ ..
ويكون الجحد للشيء الذي يعلمه الجاحد .. وأما الإنكار فيكون لما يعلمه وما لا يعلمه !
قلتُ : إذا قال لك شخص : هل تعرف أمر كذا .. فقلت : لا !
فإنه إن كنتَ تعرفه فهذا جحود .. وإن كنت لا تعرفه فهذا إنكار !!
الفرق بين الاعتراف والإقرار :
الاعتراف هو أن تقر بالشيء الذي تعرفه .. والإقرار هو أن تقرّ بالذي تعرفه
وبالذي لاتعرفه !
الفرق بين المدح والثناء :
المدح هو مدح شخص مرةً واحدةً بخصلة واحدة .. والثناء هو تكرار المدح !
إضافتي: فعندما نقول في صلواتنا الخمس: (الحمدُ لله رب العالمين)، يقول الله عز وجل: حمدني عبدي، وعندما نقول (الرحمن الرحيم)، يقول الله تبارك وتعالى: أثنى علي عبدي.
الفرق بين الهجاء والذم :
الهجاء يكون للشخص نفسه فقط .. والذم يكون لأفعاله وله !
الفرق بين اللوم والعتاب :
اللوم هو تنبيه الفاعل على خطئه.. والعتاب هو تنبيه الصديق والحبيب على
تقصيره في المودة وتضييع حقوقها !
قلت : اللوم أشدّ من العتاب .. فهو قد يكون للذي بينك وبينه مودة ..
وقد يكون مع من ليس بينك وبينه مودّة .. أما العتاب فلا يكون إلا مع من بينك
وبينه مودّة .. كما قال الشاعر :
إذا ذهب العتاب فليس ودٌّ ….. ويبقى الودّ مابقي العتابُ
ولم يقل اللوم !
الفرق بين الهمز واللمز :
الهمز هو التعييب سرّاً .. واللمز هو التعييب جهراً !
قلت : قال ابن كثير في تفسير سورة الهُمَزة :
قال مجاهد : الهمز باليد والعين .. واللمز باللسان !
قلت : ولا تناقض بين قول أبي هلال وقول مجاهد الذي نقله ابن كثير
لأن حركات اليد والعين تكون أحيانا سرّية وبين المتهامزين .. والله أعلم !
الفرق بين الغلط والخطأ :
أن الغلط هو وضع الشيئ في غير موضعه لو كان صحيحاً ..
والخطأ .. هو الذي لايكون صواباً أصلاً !
الفرق بين العهد والميثاق :
أن العهد يكون بين متعاهدَين اثنين .. والميثاق ربما يكون من طرفٍ واحد !
وقال أبو هلال أيضاً : الميثاق هو توكيد العهد
ا.هـ
باختصار وتصرف من كتاب (الفروق اللُغوية) لأبي هلال العسكري
:: فـــائــدة ::
الصحيح أن تقول (لُغوية) بضم اللام وفتح الغين، لأن (لَغوية) بفتح اللام والغين من اللغو وهو الكلام الباطل الذي لا فائدة منه، وبالتالي هو عكس المقصود. فكثير من الناس يقولون: فائدة لغوية (بالفتح)، فلا يستقيم المعنى.
دمتم بخير
وجميل
عوووووافي ياعسل
ننتظر جديدك
يسلموووو…
عالموضوع المفيد والقيم
بارك الله فيك
طرحك جميل