يقول المثل افطر فطور الملك وتغذى غداء الأمير وتعشى عشاء الفقير، ويحمل هذا المثل الظريف نصيحة صحيحة علميا. عند استيقاظنا في ساعات الصباح يكون قد مر على الجسم بين 8-12 ساعة صوم، ولذا يؤكد الخبراء على أهمية وجبة الفطور والأضرار الصحية الناجمة عن إهمالها. إن وجبة الفطور هي أول وجبة تستقبلها المعدة طوال اليوم، حيث تنتقل المواد الغذائية المهضومة إلى الكبد، وتتحول إلى دم يسري في العروق، ومنها إلى جميع خلايا الجسم، ومن هنا يجب الاهتمام بها لإمداد الجسم باحتياجاته. يعتبر طلاب المدارس أكثر الفئات تعرضا للإصابة جراء سوء التغذية بسبب انتقال العناية المنزلية إلى المدرسة.
كما أن هناك دورا مؤثرا وفاعلا للفطور في مساعدة الأطفال على أفضل تحصيل علمي، تم توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في كلية الطب بجامعة (اياوا) فقد كشف الباحثون أن الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة التركيز في المدرسة، ويصابون بالإعياء عند فترة الظهيرة. ويساعد الفطور على رفع مستوى السكر في الدم وهو أمر مهم بالنسبة للجسم والدماغ بالذات، كونهما لا يحتفظان بالسكر ويعتبر ذلك المصدر الرئيسي لطاقة الدماغ، فهو دائما بحاجة إلى المواد الغذائية.
وينصح الأخصائيون من اجل تفادي إغراء تخطي إعداد تناول وجبة الفطور أن تكون هذه الوجبة من المواد الغذائية المعدة مسبقا ولا تحتاج وقتا لإعدادها. إن دور الغذاء خلال هذه المرحلة مهم، ففيها يتم بناء الجسم وتأقلمه مع الوضع المحيط به. لذلك ما يتم في هذه المرحلة قد يكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل علاجه، لذلك يجب الأخذ بمبدأ الوقاية خير من العلاج. وكمثال على ذلك فهذه المرحلة تحدد فيها إذا كان هذا الطفل بدينا أو لا، حيث فيها يتم ازدياد عدد وحجم خلايا الدهون، وهي العامل المهم والمسبب للسمنة. إن أمكن التحكم بحجم الخلايا بالحمية الغذائية فإنه من المستحيل التحكم بعددها الا بالعمليات الجراحية، وبقدر محدد مع ما قد يصاحبها من مضاعفات خطيرة. وتساعد وجبة الفطور على السيطرة على الوزن بشكل أفضل، إذ عند تناول هذه الوجبة يمكن الجسم من حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع وأفضل، من الجسم الذي لم يحصل على وجبة فطور.
مثال آخر: تسوس الأسنان اذ يتوقف على استهلاك الحلوى وبطريقة عشوائية ولها دور حيث أنها مصدر كبير للطاقة لما تحتويه من نكهات وسكريات وما لها من أضرار.
من المهم تناول وجبة الفطور في كل الأجيال، لان هذه أول وجبة بعد صيام الليل، تناول وجبة الفطور يساعد على تسريع عملية حرق الطاقة في الجسم الذي يبطئ خلال النوم. الأشخاص الذين يتناولون وجبة الفطور يتمتعون بوضع غذائي أفضل من الذين يتخلون عنه، التخلي عن هذه الوجبة تقلل من احتمال الوصول إلى الكمية المطلوبة من المركبات الغذائية الضرورية للجسم.
ووجبة الفطور غنية بشكل عام بالنشويات تزود الجسم بالسكر الضروري لعمل المخ وبالألياف الغذائية وليس بالدهنيات، تساهم في الحفاظ على وزن مثالي وحتى تقليل الوزن، ونسبة الكولسترول متوازنة في الدم. كما أن وجبة الفطور تحسن عادات الأكل خلال اليوم والتخلي عنها لا يقلل من استهلاك السعرات الحرارية، والأشخاص الذين يتخلون عنها يعتادون على استهلاك كمية السعرات الحرارية المتبقية عن طريق تناول التسالي ووجبات بكميات اكبر خلال اليوم وبنهايته، النتيجة هي تناول الأكل بشراهة والسمنة. يؤدي تناول وجبة الفطور إلى الإحساس بالجوع خلال النهار فهذا أمر طبيعي لأن وجبة الفطور كما قلنا ستحفز عمليات الهضم، مما يجعل الفرد جائعا على الساعة العاشرة صباحا تقريبا لهذا ننصح بأكل فاكهة بهذه الساعة. عندما تتضمن وجبة الفطور سكريات بسيطة او سكر طبيعي مثال الفاكهة، تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل سريع، وبعد فترة قصيرة تؤدي إلى الإحساس بالجوع والتعب مقارنة مع الوجبة التي تتضمن نشويات وبروتين. ولهذا وجبة الفطور يجب ان تكون سهلة التحضير والهضم فالأولاد يحتاجون للكالسيوم من اجل النمو والحديد من اجل الحفاظ على اليقظة والتركيز خلال اليوم.
ولوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الفطور أكثر رشاقة من الذين لا يحرصون عليها، لأنها تساعد وتحفز عمليات الايض بشكل أفضل وحرق السعرات الحرارية بفعالية. أما الذين لا يتناولون هذه الوجبة فيصعب عليهم تخفيف أوزانهم.
سلمت يمناك و دمت بصحة و عافية