تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وقفات مع معني الرويبظة كما وردت في الحديث

وقفات مع معني الرويبظة كما وردت في الحديث 2024.

وقفات مع معني الرويبظة كما وردت في الحديث

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ، وبعد :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ » . رواه الحاكم في المستدرك (4/465) ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، ووافقه الذهبيّ .

قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : المَرْؤُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ .
وفي رواية : « إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً » مسند البزار (7/174)
وفي رواية أخرى : « يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعٌ » المعجم الكبير للطبراني (12/438)
كثر في هذه الأيّام استدلال بعض الناس بهذا الحديث ، واتّهام مخالفيهم بـ « الرُّوَيْبِضَة » ، في معرض الردّ عَلَى مخالفيهم في الرأي ، وعدم مناقشة الرأي المخالف مناقشة موضوعيّة .. ممّا يدعو الطرفَ الآخر إلى جفوةِ مخالفه ، واتّخاذ موقف ردّة فعل أسوَأ وأشنعَ .. وضاعت الحقيقة وراء الأهواء المُتضاربة ..

وأحبّ أن أقفَ وقفة هَادِئةً معَ مفهُوم « الرُّوَيْبِضَة » ، وما وجاهةُ الاستدلالِ به في المناقشات العلميّةِ ، والحوارات الفكريّة .؟ وذلك مِن خلال النقاط التالية :
1 ـ ما المراد النبويّ بالرُّوَيْبِضَة .؟ لقد ذكر العلماء تفسيرات عديدة للرُّوَيْبِضَة :
فقيل من حيث الأصل اللغويّ : الرُّوَيْبِضَةُ : تصغير الرابضة ، وهو راعي الربيض ، والربيض : الغنم ، والهاء للمبالغة .
وقيل : الرُّوَيبضة تصغير الرَّابِضة ، وهو العاجز الذي رَبَضَ عن مَعَالي الأمُور ، وقعَد عن طَلَبها ، وزيادة التَّاء للمبالغَة .
وقيل التَّافه : الخَسِيس الحَقِير . كما في النهاية في غريب الحديث والأثر (2/460) .
وجاء ما يؤيّد هذا المعنى في البيان النبويّ : قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ " .
وفي رواية : « السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ » . مسند أحمد (2/ 291) .
وفي رواية : " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ! وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ " شرح مشكل الآثار (1/ 404)
وفي حديث أشراط الساعة : « وأن تَنْطِق الرُّوَيْبضةُ في أمْر العامَّة ، قيل : وما الرُّوَيْبضة يا رسول اللّه .؟ فقال : الرجل التَّافِه يَنْطِق في أمْر العامَّة » .
وَقال الإمام الشاطبيّ : قَالُوا : هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ ، كَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أُمُورِ العَامَّةِ فَيَتَكَلَّمُ . الاعتصام (2/ 681)

فالرُّوَيْبِضَة هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ ، وَهُوَ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ، وَهُوَ الفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ ، وهو العاجز الذي رَبَضَ عن مَعَالي الأمُور ، وقعَد عن طَلَبها ..
وقد جاءَ وَصْفُ الرُّوَيْبِضَة في حديث بِالفِسْقِ ، وهُو ممّا يَمْنَعُ مِثْلَهُ مِنْ الكَلَامِ فِي أَمْرِ العَامَّةِ .. كما جاءَ وَصْفُهُ في حديث آخر بِأَنَّهُ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ، وهذا ممّا يترتّب على فِسْقِهِ ، فلَا حَاجَةَ بِالنَّاسِ إلَيْهِ ، فَيَكُونُ بِذَلِكَ خَامِلًا لَا يُؤْبَهُ لَهُ ..

2 ـ ومن مجموع هذه الصفات ، وما توحي به نرى أنّ الحديث يشير إلى صنف من الناسِ لا يهمّهم أمرُ الدينِ في شيء ، فليسوا من صنف الخَوَارِجِ ، الذين وصفهم حَدِيثٌ آخرُ أنّهم : « يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ » ، وَإِنّما هم أصحاب أهواء دنيويّة ، يرفعون رايات جاهليّة ، ويدعون إلى مبادئ ضالّة هدّامة ، ويتطلّبون التزعّم على الناس والرئاسة ، يشير إلى ذلك وصفهم بالتفاهة والفسق والحقارة ، فليسوا من طلاّب الحقّ ، ولا من ملتمسيه بصدق ، وَإِنّما هم من الأدعياء الكاذبين ، الذين لا تخفى أحوالهم على أدنى ذي بصيرة .. ولو زعموا أنّهم يدافعون عن الحقّ ، وينصرونه ..

إنّهم أئمّة الضلال ، ومن والاهم ، الذين ابتليت بهم هذه الأمّة ، وأتباع الأهواء والشهوات ، وقادة الضياع الفكريّ ، والانحراف السلوكيّ ، والفساد والإفساد الأخلاقيّ في الأرض ، يؤازرهم المنافقون المتشدّقون ، والجهلة بدين الله المغفّلون ، الذين قد يلبسون لباس العلم والهدى ، ولكنّهم يبيعون دينهم بعرض من الدنيا ، يستخدمون علمهم لتبرير الفساد ، والتماس الأعذار للسقوط والانحراف ، وخلط الحقّ بالباطل ، حتّى تضيع معالم الحلال والحرام ، والمعروف والمنكر في نظر العامّة ..

ويتصدّر هؤلاء ميادين العمل الاجتماعيّ ، والمسئوليّات الكبرى ، في الوقت الذي ينزوي الأخيار عن الساحة ، أو يفرض عليهم الإقصاء ، ويصبح أهل الحقّ قابضين على الجمر ، يُحارَبون من أقرب الناس إليهم ، ولا يجدون على الحقّ أعواناً ..
وتنقطع الجسور بين أولي العلم والبصيرة بدين الله ، والغيرة على حرماته ، وبين هؤلاء من أولي الظلم والقهر ، الذين يمسكون بزمام الأمور ، فلا يبقى بينهم إلاّ التنازع والصراع ، الذي ربّما يخفت تارة ، ويتأجّج تارة أخرى ، وتكثر الخروق في سفينة المجتمع وتتّسع ، فلا يكاد أهل الحقّ يعالجون أمراً حتّى تفجأهم أمور ..

موقع المسلم

الرُّوَيْبِضَةُ:هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ ، كَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أُمُورِ العَامَّةِ فَيَتَكَلَّمُ

يعطيكي العافية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذاك الشي خليجية
الرُّوَيْبِضَةُ:هُوَ الرَّجُلُ التَّافَةُ الحَقِيرُ يَنْطِقُ فِي أُمُورِ العَامَّةِ ، كَأَنَّهُ لَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أُمُورِ العَامَّةِ فَيَتَكَلَّمُ

يعطيكي العافية

اشكرك على طيب المرور وتسلمي يالغالية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
مشكورة على الموضوع الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.