احذر أيها الوالد احذرى أيتها الأم
احذر من سقوط هيبتك أمام اولادك
وليحذر**الوالد**من سقوط هيبته أو هيبة زوجته (الأم) أما الأولاد ولن تحفظ تلك الهيبة إلا بربط قلوب الأولاد بشرع الله وذلك بأن يعرفوا حقوق الوالدين ويعرفوا أن طاعة الوالدين فى المعروف طاعة لله (جل وعلا).
فعلى الام ان تحث أولادها على طاعة الأب وعلى الأب أن يحث أولاده على طاعة الأم.
وصية غالية للوالدين
وحتى لا تسقط خيبة الوالدين امام أولادهما أسوق تلك الوصية :
أيها الأب الكريم :**لا تهن الام أمام أبنائها وبناتها إذا أردت أن ترشدها إلى شىء فليكن ذلك فيما بينك وبينها كى لا تسقط كرامتها ولا تذهب هيبتها أمام أبنائها فمن ثم لا يطيعوا أمرها ف غيابك ويفشل البيت فى غيابك وفضلا عن ذلك ففى إسرارك بحديثك مع زوجتك وعقابك لها فيما بينك وبينها ستر عليها.
وانت**أيتها**الأم****لا تنشزى على زوجك ولا تخالفيه ولا تعصى أمره فتتعلم منك بناتك النشوز على الأزواج ومختالفة آرائهم وعصيان أوامرهم فتفشل حينئذ حياتك مع زوجك وحياة بناتك فيما بعد مع الأزواج
وقال النبى صلى الله عليه وسلم : ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها)) وفى بعض الزيادات ((لما عظم الله من حقه عليها))
ابتعد عن النزاغ والشقاق أمام أولادك
فإن الولد الذى يفتح عينيه فى البيت فيرى النزاع والشقاق دائما بين أمه وأبيه سيكره البيت لا محالة وسيبحث عن أصدقاء السوء ليقضى معهم الوقت بعيدا عن هذا الجو المشحون بالأحزان
لا تنشغل بهموم الدنيا عن أولادك
كثيرا ما نجد أن بعض الآباء ينشغل بجمع المال وبالتجارة والسفر من أجل أن يأتى لأولاده بما يريدون ومع ذلك فهو لا يجلس معهم ولو ساعة فى اليوم ليربيهم ويوجههم ويعلمهم وما علم هذا المسكين أنه بذلك قد جنى على أولاده إذا وجدوا المال بلا توجيه فإن ذلك سيؤدى بهم إلى الانحراف لغياب رقابة**الوالد**والوالدة وصدق من قال :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هَـــــــــــمِّ الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذى تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
احذر من المؤثرات الخارجية على ولدك
اعلم**أيها**الوالد**الكريم أنك لست وحدك المؤثر الوحيد على ولدك بل هناك مؤثرات كثيرة مثل زملائه ومدرسيه ووسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية فما عليك إلا أن تلاحظ تلك المؤثرات فتبعده عما يضره وتقربه مما ينفعه.
احذر على أولادك من فتنة الشهوات
وعلى**الوالد**ان يحذر على أولاده من فتنة الشهوات التى تثيرها تلك المشاهد الخليعة التى تعرض من خلا شاشات الفيديو والتلفاز التى تنشر الرذيلة وكذلك يجب على**الوالد**أن يحذر من التكشف أمام بناته وكذلك على**الأم**أن تحذر من التكشف أمام أولادها .
فديننا دين نظيف يحافظ على تصورات الأطفال نظيفة.
ومن أجل ذلك أرشدنا الحق (جل وعلا) أيضا إلى يستأذن الأولاد على الوالدين فى الدخول عليهم فى ثلاثة أوقات وهى :
من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء وكل ذلك حتى لا يرى الأولاد من الوالدين ما يخدش الحياء فتبقى تصورات الطفل نظيفة طاهرة.
لا تتجسس على ولد إلا لمصلحة ضرورية
ولا تتجسس على ولدك إلا إذا علمت أنه سيقع فى شر وفساد كبير.. فاذا علمت مثلا انه يشرب الدخان فى بأس أن تبحث فى دولابه عن السجائر التى يخبئها واذا علمت أنه يتعرض للفتيات فى الطرقات فى بأس أن تتجسس عليه لتمنعه من هذا الفساد أما إن كان التجسس لمجرد الشك فقط فإن ذلك يفسده
احرص على أن يصحب ولدك أهل الصلاح
واحرص ايها**الوالد**الكريم على أن تختار لأولادك أصدقاء صالحين يعينوهم على طاعة الله (جل وعلا) وعلم ولدك أن الصديق الصالح ينفعه فى الدنيا بل وفى الآخرة وأن الصديق الطالح يجلب له الشر فى الدنيا والآخرة كما قال تعالى : } الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ { (الزخرف :67)
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقى))
فقل لولدك : لاتصاحب إلا الصادقين المتقين ولا تصاحب من يعق والديه ومن يشرب الدخان ومن يلعب الميسر إلى آخر تلك النصائح الغالية.
احذر من القسوة فى معاملة أولادك
فالوالد الذى يجد والده قاسيا فى معاملته له سينشأ كارها له وللبيت وربما يتحول إلى عدو يتمنى الخلاص من هذا الوالد.
فاعلم**أيها**الوالد**: أن الذى يغرس الشوك لن يجنى إلا الشوك فإذا أسأت معاملة أولادك فلن تجنى إلا العقوق قال تعالى }وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ { (آل عمران : 159)
احذر من أن تعق ولدك فيعقك
إن**الوالد**إذا لم يقم بحقوق ولده : من حسن اختيار أمه واختيار اسمه وتعليمه القرآن فإنه أول من يكتوى بنار العقوق من ولده.
جاء رجل الى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوق لأبيه فقال الولد : يا أمير المؤمنين اليس للود حقوق على أبيه ؟ قال : بلى . قال : فما هى يا أمير المؤمنين ؟
قال عمر: أن ينتقى أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب أى القرآن.
قال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبى لم يفعل شيئا من ذلك أما أمى فإنها زنجية كانت لمجوسى وقد سمانى جعلا أى خنفساء ولم يعلمنى من الكتاب حرفا واحدا .
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له : جئت إلى تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسىء إليك .
احرصوا على العدل بين أولادكم
وليحرص الوالدين على العدل بين أولاده ولا بأس أن يحب الرجل بعض أولاده أكثر من بعض ما لم يصاحب ذلك أى ظلم أو جور.
فلقد كان يعقوب يحب يوسف عليه السلام أكثر من باق إخوته وذلك لأن المحبة محلها القلب والقلب لا يملك زمامه إلا الله (عز وجل) فلا عجب أن يحب**الوالد**ولده الصالح الذى يحفظ القرآن ويصلى ويصوم ويطيع والديه أكثر من حبه لولده الذى يترك الصلاة ويشرب الدخان ومتبوعها إلا لعلة من العلل كأن يقول لأبنائه فلان أحسن منكم لكونه يصلى ويصوم فحينئذ
قد يحملهم هذا القول وهذا الثناء على الصلاة والصيام**
وكذلك ليحرص**الوالد**على ألا يحمله حبه لولد من أولاده على أن يعطيه ويحرم إخوته فهذا من الظلم الذى نهى الله عنه.
عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال : أعطانى أبى عطية فقالت عمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى اعطيت ابنى من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتنى أن أشهدك يا رسول الله قال: ((أعطيت سائر ولدك مثل هذا قال : لا , قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )) قال : فرجع فرد عطيته.
وفى رواية لمسلم : ((فلا تشهدى إذا فإنى لا اشهد على جور)).
وأخيرا :**احذر**أيها**الوالد**الكريم أن تفرق فى المعاملة بين الذكر والانثى فقد قال صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين ((واتقوا الله واعدلوا فى أولادكم)).
عليك بتقوى الله فى حالة الطلاق
فاذا لم يحصل بين الزوجين وفاق وقدر الله بينهما الطلاق فعليهما بتقوى الله وألا يجعلا الأولاد ضحية لعنادهما وشقاقهما وألا يغرى كل واحد منهما بالآخر بل عليهما أن يعينا الأبناء على كل خير ويوصى كل كل واحد منهما الأولاد ببر الآخر بدلا من التحريش وإيغار الصدور وتبادل التهم وتأليب الأولاد.
تفقد أحوال أولادك حتى بعد الكبر
وإذا كبر أولادك فاحرص أيضا على أن تتفقد أحوالهم فها هو خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) يأتى من مسافات بعيدة ليتفقد حال ولده إسماعيل (عليه السلام) ليطمئن على أحواله فى دينه ودنياه.