تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الابتلاء وأثره في الاصطفاء الجزءالثاني

الابتلاء وأثره في الاصطفاء الجزءالثاني 2024.

الابتلاء…… وأثره في الاصطفاء الجزءالثاني


نكمل ما بدأنا عن الابتلاء
= أن البلاء سيصيب أحدناعلى قدر ايمانه فكلما زاد ايمانه كانت المحنة والبلاء عليه أشد [ وهذه مثال لقوة الزلزال]قال عليه الصلاة والسلام الذي ضرب لنا اروع الامثلة في التعامل مع البلاء قيل يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل . يبتلى العبد على حسب دينه . فإن كان في دينه صلبا ، اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ، ابتلى على حسب دينه . فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئه وقال(( فأن كان دينه صلبا زيد في ابتلائه)) و(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).
سُئل الإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين؟؟؟ فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن, وسُئل ابن القيم عن الحكمة في ابتلاء الأنبياء فقال" فإنه سبحانه كما يحمي الأنبياء ويصونهم ويحفظهم ويتولاهم فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم :
1- ليستوجبوا كمال كرامته .
2- وليتسلى بهم من بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس فرأوا ما جرى على الرسل والأنبياء صبروا ورضوا وتأسوا بهم .
3- ولتمتلئ صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل والعقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض منهم .
وقال ابن القيم أيضاً
" وإذا تأملت حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان . . . وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين الكرامة في حقهم ، فصورته صورة ابتلاء وامتحان ، وباطنه فيه الرحمة والنعمة ، فكم لله مِن نعمة جسيمة ومنَّة عظيمة تُجنى من قطوف الابتلاء والامتحان .
= لماذا أُختيرهذا الشخص ليمتحن بهذا البلاء ؟ (سبب أختيارمنطقة الزلزال)
لرفع الدرجة والتمييز بين الخلائق (التمحيص ) ولنيل محبة الله والفوزبها:
يقول النبي (ص) : (( وان الله اذا احب قوما ابتلاهم)) وياله من اختيار,فلوكان الفوز بمحبته سبحانه فقط هي ثمرة الابتلاء لكفت ووفت (ومايلقاها إلاالذين صبروا ومايلقاها إلاذوحظ عظيم),وكذلك لمعرفة صدق الايمان (ولمايعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين) فلابدمن التمييز بين الخلائق بين من يصبر على البلاء الذي يصيبه وبين من يجزع ويرجع عن دينه وأعلم أن الابتلاء بحد ذاته هونعمة من الله لان به تكفرالذنوب والخطايا ان صبر صاحبه واحتسب فلو جئت يوم القيامه بلا مصائب و ابتلاءات ستكون مفلسًا ,لان حسناتك لن تكفي لدخول الجنه,بل لاتكفي لشكرنعم الله عليك , فمن حكمة الله اختصاص عباده المؤمنون غالباً بنزول البلاء إماتعجيلاً لعقوبتهم في الدنيا أو رفعاً لمنزلتهم وعن ذلك يقول رسول الله:
( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض )
وقال ( مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد) قال الغزالي رحمه الله :
إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى, فاعلم أنك عزيز عنده, وأنك عنده بمكان, وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه, وأنه يراك, أما تسمع قوله تعالى ﴿ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ﴾ و قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء.

= أيضاً لتعرف عجزك وضعف قوتك وإنك لاشيئ بدون ايمان صادق وقلب سليم تعرف به ربك وتعترف بعجزك أمامه سبحانه ,فهذا قارون ملك ماملك من الاموال فهل أغنت عنه شيئاً لما تكبر على خالقه ونسب هذه الكنوز والاموال لنفسه من دون فضل الله عليه ؟ إذا ليٌذهب عنك الكبرو يخرج العجب من النفوس وليذكرك بين الحين والاخرأنك ضعيف لاحول لك ولاقوة من دونه سبحانه لتكون من الاوابين الرجاعين الى الله في السراء والضراء فتلجأ اليه وتمرغ جبهتك وأنفك الذي هو رمزكرامتك وعزة نفسك بين يديه معترفا بعجزك وقلة حيلتك فيرتفع قدرك… قال ابن القيم ::
" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه.
رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."
قال ابن القيم " واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته "
= لمعرفة صدق الايمان ولتحقيق العبودية لله رب العالمين …
فإن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله ، فإذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا
والآخرة كقال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ
أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه
يتبععع

جزاك الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.