لقد آن لك الكلام ووجب للآذان السماع .. فالعالم جميعاً شغوف لسماع سيرته وقصته .. أخبرهم يا تاريخ عن محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .. نعم ..
آن لصفحاتك يا تاريخ أن تتحدث وتخبر العالم بأسره عن هذا الإنسان الكريم والرسول العظيم .. دعهم يجوبون معك سيرته ليعرفوا عن حياته ، وأخلاقه ، وشجاعته ، وصفاته .. ثم بعد هذا كله لن يملوا الإبحار معك والبحث أكثر في حياته …
نعم .. أخبرهم أن كل من يقرأ سيرته لا يسعه إلا أن يتعجب ! فُيسلمُ من كان كافراً ، ويصرخ بالتوبة من كان عاصياً فاسقاً .. وكفى أن يعلم العالم جميعاً أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء والرسل جميعاً .. وهو خليل الله ، وهو أول من يدخل الجنة ، وهو الوحيد الذي أُذن له بالشفاعة يوم القيامة .
وهو الوحيد الذي يحمل همَّ أُمته يوم القيامة .. فكل نبي يقول نفسي نفسي إلا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : أمتي أمتي .. وهذا قليل من كثير ، وما أنا هنا بمقام التحدث عن سيرته صلوات الله وسلامه عليه ، وإنما أدعو الجاهل والمقصر أن يرجع إلى التاريخ الذي يحمل بين طيات صفحاته سيرته وكل ما يخصه صلوات الله وسلامه عليه ..
وعندما يقرأ الذين أساؤوا لمحمد صلى الله عليه وسلم كلام الجبار وهو يؤكد ويقول : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } سيعلمون أنهم على خطأ كبير وأنهم ارتكبوا جريمة في حق هذا الرسول الكريم الرحيم الحليم .
فأكثروا الصلاة على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم كما أمركم ربكم واعلموا أن صلاتكم معروضة عليه وهو في قبره كما أخبرنا .. فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ..
جزاكِ الله خير
وجعلة الله في موازين حسناتك
دمتي بحفظ الله ورعايته