السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم آجمعين
اللهم لك الحمد حمدا" كثيرا" طيبا" مباركا" فيه
أختي الحبيبة يقول الله تعالى في كتابه الكريم
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْأَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم : 21
الزواج نعمة كبيرة من نعم الله علينا و أية عظيمة من آياته الدالة على عظمته و كمال قدرته و حكمته فقد
جعل لنا من أنفسنا من نأنس به و نسكن إليه و جعل بيننا المودة والرحمة و الحب و العطاء
فالحياة الزوجية تكون قائمة و مستمرة إذا ما حققت السكن و المودة و الرحمة
السكن وهو سكينة النفس و طمأنتها واستقرارها وهو الحماية
و الأمن والسلام والراحة النفسية و الجسدية لكل العائلة والزوجة هي السكن
و بإختيار الزوجة الصالحة نكون قد أسسنا السكن المتين والقوي و الدافيء فهي الأساس منها
تنبع القوة وبها تسير الحياة الزوجية و الأسرية نحو السعادة و النجاح
المودة والرحمة هما المكملان لذلك الأساس وهما أعمدته وبغيابهما أو ضعفهما ينهار الزواج
أو يبدأ في الانهيار إذا لم نبادر في إعادة الهيكلة وتصحيح المسار مبكرا"
فعلينا دائما" بالتبكير في إصلاح كل تصدع و ترميمه حتى لا يتسع و يستحيل إصلاحه
كثيرة هي العقبات التي نصادفها في الحياة الزوجية ، معظمها يكون عابرا" وتنتهي في وقتها
بمجرد كلمة تأسف أو بجلسة مصارحة و بعضها تزداد سؤا" فيبدأ معها النفور و البعد
و الجفاء بين الزوجين و يبدأ الملل الزوجي
و بالإصرار على الغلط و العناد من الطرفين بدون شعور
أو اختلاف الشخصيات و عدم المحاولة من أي من الطرفين البدء بالتنازل
أو لعدم المعرفة بالاسباب التي أدت إلى تلك المشاكل و ذلك لانعدام المصارحة الزوجية بالأخطاء
و لقلة الخبرة وانعدام التجربة من الزوجين تزداد الفجوة اتساعا"
كثيرا" منا من تبدأ حياتها الزوجية
وهي تعتقد أنها حياة وردية مثالية بسيطة خالية من المشاكل والعقد مليئة بكلام الحب
و الغزل و النزهات و الأسواق
وهذه بالتأكيد نظرة سطحية للحياة الزوجية
وغير واقعية فالواقع مختلف و لكن ليس اختلافا" كليا"
فالحياة الزوجية قد يتخللها من وقت لأخر حالات من المد و الجزر
حالات من الصعود والهبوط
ولكن هذه هي بهارات الحياة التي لا بد منها والتي تزيدها لذة و سعادة
وهي التي تجدد الحب و الود بين الزوجين
ولكن في بعض الأحيان قد تزيد كمية البهارات ( المشاكل )
فتفسد الطبخة ( الحياة الزوجية ) فنجد أنفسنا أمام أمرين
أن نعافها فنتخلص منها ( الحياة الزوجية )
أو نأكلها و نحن نتصنع كيف هي لذيذة فقط لنرضي الطرف الآخر
فالحياة الزوجية كذلك قد تهب عليها بعض العواصف فتعكر صفوها
وتزعزع أمنها وقد تؤثرعلى أوآصر المحبة والمودة بين الزوجين
وتقلب الحياة من نعيم إلى جحيم لا يطاق إذا لم نبادر بالتعلم من أخطائنا و التنازل عن بعض أفكارنا و متطلباتنا
و نبادر لإصلاح تلك الأخطاء بسرعة ونرمم تلك الفجوة حتى لا يبقى لها أثر يذكر فنسعد بحياتنا الزوجية
أختي هناك أخطاء صغيرة قد تقومين بها بدون قصد ولكن نتيجتها جدا" مدمرة أخطاء
في حق نفسك وفي حق زوجك وفي حق بيتك
أخطاء زوجية بسيطة لكنها تساهم في تأجيج نار الخلافات الزوجية وتفاقمها وتصعبها أكثر
وتوجد حاجزا" صخريا" متينا"بينكما وتكون سبباً في انهيار مملكتك السعيدة
أختي الحبيبة إن الزوجة العاقلة الحريصة على سعادتها و سعادة أسرتها
لها دور كبير في حل مشاكلها الزوجية
وإطفاء نارها لا إشعالها
وإدارة الخلافات الزوجية فنٌ ينبغي على كل زوجة
أن تتعلمه و تتقنه
سيكون صعبا" عليك في البداية ولكن !!
من منا من يحب الفشل ؟
كلنا نحب النجاح بل التفوق
مع إصرارك على إنجاح حياتك الزوجية و ممارسة
ما تعلمته في أرض الواقع سيكون حل كل عقبة تواجهينها سهلة جدا"
ربما ستتساءلين
و أين الرجل من ذلك كله ؟!
أُجيب تساؤلك أن الزوج هو المظلة الحامية و الراعية لذلك الأساس
و كلما أرتحتِ تحت مظلته كلما أعطيتي أكثر
فحتى ترتاحي و تسعدي فلا بد من العمل عليه أيضا فالرجل كالطفل
يكون صعب المرآس في البداية
سيعاند و يرفض و يصرخ و يمل وربما يضرب ولا يستجيب بسرعة
ولكن بالحكمة و الحب و الصبر تستطيعي ترويضه و من ثم تغييره
سيحبك اكثر من السابق و يحرص على سعادتك وراحتك
فقط بالعمل معا" و بالصبر و الأمل في غدٍ أجمل و أسعد
تكونا معا" حياة" أسريةٌ سعيدة
وأنتِ أيتها الأخت الحبيبة و الزوجة الوفية لديكِ القدرة الخارقة
و التي لم تكتشفيها بعد في شخصيتك
و لديك الكفاءة التي تمكنك من حل
مشاكلك الزوجية بدون معرفة الآخرين بما يدور في واحتك و جنتك
إذا بادرتِ و تعلمت من أخواتك و استفدت من أخطائهن الزوجية
و حاولت جاهدة تجنبها في حياتك الزوجية
لتعيشي مرتاحة سعيدة آمنة مطمئنة في عشك دون تدخل الآخرين
ولن يكون النجاح حليفك إلا إذا طبقتِ ما تعلمتِ في أرض الواقع
لا خير في علم لا يصدقه العمل ولا في أقوال لا تصدقها الأفعال
يقول تعالى
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا" عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
أختي الحبيبة لقد خلق الله الإنسان وحثه على التعلم و لم يحدد ذلك بعمر أو زمن
لأنه دين العلم و العمل فأول آية نزلت من القرآن الكريم
تأمر بالقراءة التي هي مفتاح العلوم
قال تعالى :
( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم )
إذا" هيا بنا أُخيتي
لنُعلم و نتعلم من أخطاء بعضنا بعضا ونستفيد ونطبق في حياتنا الأسرية لنسير
بها إلى طريق السعادة لتكون حقا" حياة أسرية سعيدة
أختي الحبيبة كم يُسعدنا أن تُشاركينا فعالية أسرية بعنوان " اخطائي الزوجية و كيف استفدت منها "
و ستكوني أنتي بطلتها
و إذا رغبتِ في المشاركة في فعالية أخطائي الزوجية و كيف استفدت منها
وحاولت جاهدة مساعدة أخواتك ليتجنبوا الأخطاء
التي وقعتِ فيها فأنتي بذلك تساهمين في بناء حياة أسرية سعيدة
لن تُعدمي أجرها أبدا" وثوابها عند الله تعالى عظيم
والدال على الخير كفاعله
و أنتِ بذلك قد حققتِ معنى الأخوة في الإسلام فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا
و أنت بعملك هذا قد قدمت صدقة جارية لك حتى بعد مماتك لن ينقطع عنك أجرها و أجر
من عمل بها
قال عليه الصلاة والسلام :
( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )
وقال صلى الله عليه وسلم :
" يا معشر النساء تصدقن فإني أُريتكن أكثر أهل النار "فقلن : وبم يا رسول الله ؟
قال : " تكثرن اللعن و تكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل و دين أذهب للب الرجل من إحداكن"
قلن : و ما نقصان ديننا و عقلنا يا رسول الله ؟ قال : " أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل "
قلن : بلى قال : " فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل و لم تصم " قلن : بلى
قال " فذلك من نقصان دينها " رواه البخاري
أختي الحبيبة إذا و جدتِ أن لديك القدرة على طرح تجربتك
فالتشاركينا بموضوع تكتبين
فعالية اخطائي الزوجية و كيف استفدت منها
( … / فعالية اخطائي الزوجية وكيف ستفدت منها )
ووفق الله الجميع
التميز عنوانه..والابداع خطه فكرك الراقي..
كل الشكر لك غاليتى لاتحافنا بمواضيعك الرائعة
يقيم احلى تقيييم
دمتى بود
ويعطيك الف عافيه
طرح جدا مميز وقيم
راق لي كثيرا
تحياتي لك ولروعة طرحك
دمتي بود