دأبت وسائل الإعلام على تقديم زوجة الأب في صورة سلبية… فهي دائما – كما تقدمها – شديدة القسوة، غيورة، أنانية، وغيرها كثير من الصفات السيئة التي تفرغها في تعامل مع أبناء زوجها بالضرب أو الحرمان من الطعام والتجويع والشكوي المتكررة منهم لأبيهم الذي غالباً ما ينصاع وراءها وتصيبه عدوى القسوة على أبنائه، فلا يكفيه حرمانهم من حنان الأم، فيذيقهم وزوجته مرار اليتم.
وفى نفس الوقت ظهرت بشكل محدود أو تكاد لا تذكر زوجة الأب في صورة إيجابية, وهو ما رسخ انطباعا لدى الرأي العام بأن زوجة الأب كالجحيم أو هي الجحيم نفسه!!
ولكن حين نفتش في أغوار المجتمع نكتشف كنوزا خافية وصورة مثالية ورائعة لزوجة الأب والتي كانت أما بديلة لأبناء زوجها فعوضتهم حرمانهم من الأم سواء كانت متوفاة أو منفصلة عن أبيهم بالطلاق، وألقت بهم إليه لتتفرغ لحياتها الجديدة مع زوج وأبناء آخرين.
تقول نجوى محمد: عشت مع زوجي الأول خمس سنوات، ولم أنجب منه إلى أن توفاه الله، ثم تقدم لي رجل طيب. وكان مطلقا وله ابن عمره ثلاث سنوات، فوافقت وتزوجته ومنذ أن دخلت بيته اعتبرت ابنه ابني تماماً ومنحته كل ما أملك من مشاعر الأمومة التي حرمت منها وكان بالنسبة لي الابن الذي لم أنجبه وعوضني الله به عن حرماني من نعمة الإنجاب، وأصبح يناديني بماما. ولم أشعر يوما أنني غريبة عنه أو أنه غريب عني، وأشعر بالحنين إليه عند غيابه عن البيت، فالأم ليست فقط من تلد، فالأم هي التي تربي وترعى وتسهر الليالي لراحة الأبناء.
ويتحدث عبد الفتاح إبراهيم معربا عن خوفه من الزواج بامرأة أخرى بعد وفاة زوجته رغم أن لديه ولدا وبنتا مازالا في طور الطفولة ويقول: التفكير في زوجة أب لأبنائي أمر صعب للغاية، خاصة وأنا أسمع عن قصص زوجة الأب وتعذيب أبناء الزوج ولا أريد لأبنائي التعذيب أو الإهانة، ولا يهمني البحث عن راحتي الشخصية. بقدر ما يهمني البحث عن راحة أبنائي وسعادتهم.
على العكس تقدم أميرة السعيد 43 عاما وهي زوجة أب، تقدم قصتها وهي قصة إيجابية لزوجة الأب، تقول: – توفى زوجي وترك لي ثلاث بنات، وتقدم لي رجل ماتت زوجته وتركت له طفلة عمرها عدة شهور، وقبلته على الفور واحتضنت ابنته وأصبحت مثل بناتي بالضبط وأحسنت تربيتها مثلهم، ووضعت خوفي من الله ملء قلبي، فكنت أقدمها على بناتي حتى لا تشعر بالتمييز أو الحرمان، ولم أفرق بينهم أبدا. وتضيف أميرة: – لا أنكر أن هناك بعض النماذج السلبية وشديدة القسوة لزوجات الأب في مجتمعنا، والتي أثرت بشكل كبير على الصور الإيجابية، ولكن هناك نماذج طيبة كثيرة وفى كل الأحوال حسن المعاملة أو غيرها يرجع إلى ثقافتها وتعليمها والبيئة التي نشأت فيها، وقبل كل ذلك تدينها وعلاقتها بربها لأن التقوى هي الأساس للمعاملات بين الناس.
يشاركها الرأي أحمد محمد يقول: –
زوجة أبي إنسانة طيبة، وأمينة، وصادقة في علاقتها بأبي زوجها وبي أنا وأخوتي وهي لم تكن أبدا زوجة أب، بل هي أم لنا، فهي كانت الحضن الذي ضمني بعد وفاة أمي وبعد أن كبرت، أصبحت صديقة لي، ولقد استطاعت أن تملأ حياتنا بالدفء والحب ولم نشعر يوما بأنها زوجة أب أو غريبة عنا، ويندهش أحمد من الصورة السلبية التي تظهر بها وسائل الإعلام زوجة الأب وتجعلها مشوهة بينما الواقع غير ذلك.
وترفض رضوى السيد فكري زوجة الأب من الأساس وتقول: – أنا الابنة الوحيدة لأبي، وبعد وفاة أمي أراد أبي الزواج من أخرى بحجة رعايتي، وحتى تؤنس وحدته بعد زواجي وخروجي من البيت. ولكنني تعبت نفسيا عندما أخبرني أبي بالأمر، فأحس برفضي وتم إلغاء الزواج… وتضيف بصراحة لا أستطيع تحمل وجود امرأة أخرى في بيتنا بعد أمي، ولا أحب أن تأخذ أي واحدة مكان أمي وتأخذ أبي مني.
رأي علم الاجتماع:
يؤكد جمال عبد المقصود أخصائي اجتماعي أن الصورة السلبية لزوجة الأب، توارثها المجتمع، نتاج ثقافته وتقاليده، فدائما يظهرها بمظهر الشريرة، التي جاءت لخطف الأب وتعذيب الأبناء، وتشريدهم، رغم أن هناك أمهات أشد قسوة من زوجة الأب، ولكن المجتمع دائما يقف ضد زوجة الأب، وينصف الأم… ففي كلا الحالتين الحنان أو القسوة في الشخصية يرجع لطبيعة هذه الشخصية وعلى الزوج أن يحسن اختيار الزوجة الثانية خاصة مع وجود أبناء في حاجة إلى أم بديلة تعوضهم حنان الأم المفقود. وهناك الكثير من الصور الإيجابية لزوجة الأب والتي كانت للأبناء أماً مثالية أحبها الأبناء واحترموها وكرمها المجتمع.
وعن رأي علم النفس في زوجة الأب تقول صفاء عبد الرحمن – مرشدة نفسية – أن المرأة التي تقبل أن تكون زوجة أب، يجب أن تكون شجاعة، وواعية، وعليها أن تضحي حتى تسعد زوجها وأبناءه، وتبذل الكثير من الجهد لكسب ثقتهم… فمطلوب منها أن تعيد التوازن للأسرة التي فقدت مصدر الحنان، حتى تجعلهم يتقلبون وجودها بينهم ولا شك أن نجاحها في ذلك، سيحقق لها ولهم السعادة والراحة النفسية.
وتضيف: – وهي من حقها أن تفكر في إنجاب طفل ليكون وسيلة لتقوية الروابط بينها وبين أولاد زوجها، كما أن وجود طفل وليد في الأسرة يدخل البهجة على القلوب… كما يجب عليها أن تحرص على أن تبقى علاقتهم موصولة بأمهم سواء كانت متوفاة أو على قيد الحياة… فالأم كائن مقدس كما يجب عليها أيضاً أن تتسم بالصبر على أخطاءهم، وأن تجعل من نفسها معلمة ومرشدة نفسية لهم وأكثر تسامحاً وحباً وحزماً أيضاً عند اللزوم كما هي الأم تماماً.
وتؤكد على خطوة هامة يجب على الأب القيام بها قبل زواجه بأخرى، وهي أن يحسن اختيار هذه الزوجة التي ستحمل محل الأم لأبنائه، وعليه أن يهيئهم لقبولها، والتقريب فيما بينهم نفسياً، لكسر حاجز الخوف والشك… والأب أيضاً له الدور الأكبر في حفظ التوازن النفسي للأسرة بكاملها، فعليه أن لا يتجه بكل اهتمامه لزوجته الجديدة ويهمل أبناءه… لأن سعادته الحقيقة في سعادة كل أفراد الأسرة بالحب والتفاهم والعدل في المعاملة فيما بين زوجته وأبنائه.
أما الزوجة فعليها مساعدة زوجها في أداء دوره، ولابد من تفهم مشاعر الأطفال وعدم التدخل في أسلوب التربية الذي يتبعه الأب معهم، ويجب أن تعرف أن الهدوء والتسامح والحب أساس سليم لأسرة سعيدة مهما كانت الروابط بين أفرادها.
حرمة الأم، لذا فهي واجب لها الاحترام من جانب الأبناء، وحق البر والصلة حتى بعد وفاة الأب، كما لا يجب عليهم إغفال حقها في الميراث.
أما عن واجبات زوجة الأب فيقول دكتور الشكعة: – إذا راعت الله تعالى في معاملة أبناء زوجها بتربيتهم التربية الصالحة والعناية بهم، فلا شك أن هؤلاء الأبناء سيكون عليهم واجبات عظيمة نحوها ويكون لها من الله تعالى الأجر والثواب العظيم.
والمرأة الواعية هي التي تقوم بواجباتها نحو أبناء زوجها، لأنها تكون مسؤولة أمام الله عز وجل عن رعايتهم والعطف عليهم مثل أبنائها تماماً وهي تستطيع كسب قلوبهم وحبهم فينادونها بأمي تعبيراً عن امتنانهم لها.
منقول
أختي اللي عام واللي طافح للسطح زوجه الاب كارثه هاي حقيقه
ولوما هاي اللقصص غريبه ونادره ماكان ذكرت ولاكانت أعجوبه
ام زوجي متوفيه ولديهم زوجه أب ولاتعليق
تحياتي لك موضوع جميل وبعيد كل البعد عن الواقع .
مشكوووووورة حبيبتي علي الموضوع