بسم الله الرحمن الرحيم
كل منا يقول : إن يكره الظلم والظالمين ، ويتألم إذا ظلمه الآخرون ، ويسعى جاهداً لرفع الظلم عن نفسه ، ومع ذلك فقد يظلم غيره ، وينسى أن الظلم ذنب عظيم ، وأنه من المعاصي التي يعجل الله عقوبتها في الدنيا ، ودعوة المظلوم لاترد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ثلاثة لاترد دعوتهم : الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ـوتفتح لها أبواب السماء ، ويقول الرب : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الظالم قد يظن أنه في مأمن من العقاب ، وقد يفلت من عقاب الدنيا ، ولكنه لن يفلت من عذاب الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ قول الله سبحانه وتعالى : ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ الْقُرى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدُ ) صدق الله العظيم .
إذا أتاك الله القوة ، سواء كانت قوة البدن ،أو قوة المنصب أو الجاه ، أو المال أو السلطان ، فاعلم أنها ابتلاء من الله ..
اختبار من الله ، فإذا كنت قد أحسنت استخدامها فقد نجحت ،فيزيدك الله من فضله ، وأما إذا دفعتك قوتك للظلم ، فسوف تجني عاقبة ذلك في الدنبا والآخرة ، وإذا لم تستطع رد الظلم عن المظلومين ،فعلى الأقل لاتحب الظالمين ، قال أحد الصاحين : ( من دعا لظالم بالبقاء ،فقد أحب أن يعصي الله في الأرض ) .
وإن استطعت أن تذكر الآخرين ،وتحثهم على عدم الظلم فافعل هذا، علينا أن نحرص على أن لا نكون من الظالمين ، وإذا وقعنا وقعنا في شيء من ذلك ، نتوب إلى الله تعالى ، فمن الأمور التي تعين على ترك الظلم : الذكر والاستغفار ، قال تعالى في الآية 135 من سورة آل عمران : (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَروا الله فاسْتَغفَروا لِذنوبهِم ومَن يغفِرُ الذُّنوبَ إلا الله وَلَمْ يُصِّروا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلِمُونَ )) صدق الله العظيم .
إذا كان لأحد مظلمة عندك، فسارع لردها إليه ، فالمظلِمة ، هي الحقوق إلا أصحابها ، قبل أن يأتي يوم الحساب ، فندم يوم لاينفع الندم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اسعدني مرورك
اللهم أجمعنا به في جنات النعيم
جزيتي الجنه يا اختي الغاليه
هلى طرحك القيم
اللهم إني أسألك أن لاتحرمنا
رؤيته في الآخرة كما
حُرمنا منها
في الدنيا